عاجل
السبت 20 ديسمبر 2025 الموافق 29 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

112 مليار دولار لإعادة تشكيل غزة.. تفاصيل الخطة الأميركية «شروق الشمس» وشروط التنفيذ الصارمة

تحيا مصر

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن مبادرة أميركية جديدة لإعادة إعمار قطاع غزة، تحمل اسم «مشروع شروق الشمس»، بتكلفة تقديرية تتجاوز 112 مليار دولار، موزعة على مدى 10 سنوات، في واحدة من أضخم خطط الإعمار المقترحة للقطاع منذ عقود.
ووفقًا للتقرير، تهدف الخطة إلى إعادة بناء غزة بشكل شامل، لا يقتصر على ترميم ما دمرته الحرب، بل يتجاوز ذلك إلى إعادة صياغة البنية الاقتصادية والعمرانية للقطاع، عبر مشروعات بنية تحتية متطورة ونقل وتكنولوجيا حديثة.
 

من يقف خلف الخطة؟
 

أُعدت المبادرة بواسطة فريق يضم شخصيات مقربة من الرئيس الأميركي، من بينهم ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي، ما يعكس ثقلًا سياسيًا مباشرًا للمشروع داخل دوائر صنع القرار في واشنطن.
وتشير الصحيفة إلى أن الخطة طُرحت بالفعل على عدد من الدول المانحة المحتملة، في إطار مشاورات أولية، دون الإعلان عن التزامات مالية واضحة حتى الآن من تلك الدول.
 

التمويل: واشنطن تتحمل 20%
 

تقترح الخطة أن تلعب الولايات المتحدة دور «الركيزة الأساسية» في التمويل، عبر المساهمة بنحو 20% من إجمالي التكلفة، أي ما يقارب 60 مليار دولار، من خلال منح مباشرة وضمانات ديون، على أن يأتي باقي التمويل من أطراف دولية وإقليمية لم تُسمَّ بعد.
غير أن التقرير يلفت إلى غموض يحيط بمصادر تمويل الجزء الأكبر من المبلغ، في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تحيط بالقطاع.

خارطة طريق متعددة المراحل

تعتمد الخطة على تنفيذ مرحلي يبدأ بخطوات عاجلة تشمل:
إزالة الأنقاض.
توسيع نطاق المساعدات الإنسانية.
توفير حلول إيواء مؤقتة.
ثم تنتقل إلى مراحل أكثر استدامة، تتضمن:
بناء مساكن دائمة.
إنشاء مدارس وجامعات.
تطوير مستشفيات ومرافق صحية.
إعادة بناء المؤسسات الدينية.
شق الطرق وربط شبكات البنية التحتية.
مشروعات طويلة الأمد
في مراحلها المتقدمة، تتضمن المبادرة مشاريع استراتيجية بعيدة المدى، مثل:
تطوير الواجهة الساحلية لقطاع غزة.
إنشاء وسائل نقل حديثة.
إطلاق مشروعات عقارية وتجارية كبرى.
إدخال تكنولوجيا متقدمة في مجالات الطاقة والاتصالات.
شرط حاسم: نزع سلاح حماس
أكد التقرير أن تنفيذ الخطة مشروط بالكامل بـ:
نزع سلاح حركة حماس.
تفكيك شبكة الأنفاق في القطاع.
تحقيق استقرار أمني كامل.
ونقل عن مسؤولين في الإدارة الأميركية تحذيرهم من أن غياب الأمن سيجعل من المستحيل جذب التمويل الدولي أو ضمان استدامة المشروعات.
انقسام داخل الإدارة الأميركية
أشار التقرير إلى وجود تباين واضح داخل الإدارة الأميركية بشأن جدوى الخطة، إذ يشكك بعض المسؤولين في:
إمكانية نزع سلاح حماس.
استعداد الدول المانحة لاستثمار مليارات الدولارات في منطقة غير مستقرة أمنيًا.
قابلية تطبيق الخطة على أرض الواقع في المدى المنظور.
 

خلاصة المشهد
 

تعكس خطة «شروق الشمس» طموحًا أميركيًا لإعادة صياغة مستقبل غزة اقتصاديًا وعمرانيًا، لكنها في الوقت ذاته تصطدم بواقع سياسي وأمني شديد التعقيد. وبين أرقام ضخمة وشروط صارمة، يبقى السؤال الأهم: هل تتحول الـ112 مليار دولار إلى إعمار حقيقي، أم تظل مجرد مشروع على الورق رهين الحسابات الإقليمية والتوازنات الدولية؟

تابع موقع تحيا مصر علي