«محتاجين معيدين».. جامعة الأزهر الشريف ترمي الكرة في مرمى الجهاز المركزي
اعلنت جامعة الأزهر الشريف التأكيد على حاجتها الماسّة لتعيين المعيدين وأوائل الخريجين، لكنها في الوقت نفسه وضعت المسؤولية كاملة أمام الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، باعتباره الجهة المختصة بتوفير الدرجات المالية واعتماد إجراءات التعيين، وذلك في بيان رسمي جاء ردًا على موجة من الشائعات التي أثيرت مؤخرًا حول هذا الملف الشائك.
أزمة تعيين المعيدين وأوائل الخريجين
أكدت جامعة الأزهر، في بيانها، أن تعيين المعيدين لم يعد خيارًا مؤجلًا، بل ضرورة حتمية لضمان استمرارية العملية التعليمية، خاصة في ظل التوسع الكبير في أعداد الطلاب والكليات، وارتفاع حجم الأعباء التدريسية داخل الجامعة.
وشددت الجامعة على أن أوائل الخريجين يمثلون العمود الفقري لمستقبل أعضاء هيئة التدريس، وأن الاستغناء عنهم أو تأخير تعيينهم ينعكس سلبًا على جودة التعليم والبحث العلمي، وهو ما ينفي بشكل قاطع الادعاءات التي تزعم عدم رغبة الأزهر في تعيينهم.
الأزهر: لم نرفض.. ولم نُضيّع درجات مالية
في مواجهة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أوضحت جامعة الأزهر أنها لم ترفض أو ترد أي درجات مالية مخصصة لتعيين المعيدين، مؤكدة أن هذه الادعاءات تفتقر لأي مستند رسمي أو دليل موثق.
وأكدت الجامعة أنها دأبت على مخاطبة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بشكل مستمر من أجل توفير الدرجات المالية اللازمة لتعيين أوائل الخريجين المتراكمة من دفعات 2016 وحتى 2024، ما يعكس التزامًا مؤسسيًا واضحًا تجاه هذا الملف.
اللجنة المشتركة.. والأرقام تتكلم
أحد أهم ما كشف عنه البيان هو وجود لجنة دائمة مشتركة بين جامعة الأزهر والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، انتهت بالفعل من حصر احتياجات الجامعة من المعيدين وأعضاء الهيئة المعاونة حتى عام 2030.
هذا الحصر لا يعني مجرد تقدير نظري، بل يمثل خريطة طريق واضحة لتعيينات مستقبلية، ويؤكد أن الجامعة قامت بما عليها من تخطيط ورصد للاحتياجات، لتبقى الخطوة الحاسمة في يد الجهة المختصة باعتماد الدرجات المالية.
ترمي الكرة في مرمى الجهاز المركزي
ومن خلال البيان الذى اصدرته جامعة الأزهر، بدا واضحًا أن جامعة الأزهر تُحمّل الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة مسؤولية الانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ، خاصة مع تأكيدها انتظار ما سيعلنه الجهاز قريبًا من إجراءات تخص تعيين المعيدين.
وبهذا الطرح، ترمي الجامعة الكرة في مرمى الجهاز المركزي، دون صدام أو تصعيد، لكنها في الوقت نفسه تضع الرأي العام والخريجين أمام الصورة الكاملة: الجامعة جاهزة، والاحتياجات محددة، والملف موثق، ولم يتبقَّ سوى القرار التنفيذي.
ملف المعيدين.. قضية رأي عام جامعي
تحوّل ملف تعيين المعيدين بجامعة الأزهر من قضية إدارية داخلية إلى قضية رأي عام جامعي، تمس آلاف الخريجين وأسرهم، وتؤثر بشكل مباشر على مستقبل التعليم الأزهري.
ومع إعلان الاحتياجات حتى 2030، بات من الصعب تجاهل هذا الملف، خاصة في ظل تصاعد التساؤلات حول توقيت بدء التعيينات، وآلية التعامل مع الدفعات المتراكمة.
وهنا يبقي السؤال المطروح: هل تشهد الفترة المقبلة تحركًا فعليًا من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لحسم ملف المعيدين؟
الإجابة المنتظرة لن تحدد فقط
تطبيق نبض

