نواب: الاعتراف بـ«صوماليلاند» عبث سياسي يهدد أمن القرن الإفريقي
أكد نواب البرلمان، أن الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «صوماليلاند» لا يمكن فصله عن نهج خطير قائم على صناعة الفوضى وضرب استقرار الدول من بوابة التفتيت والانفصال، مشددين على أن هذه الخطوة تمثل اعتداء سافر على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومحاولة مكشوفة لفرض واقع سياسي مصطنع خارج أي إطار شرعي أو توافق دولي
النائب أيمن محسب: وحدة الدول الوطنية حجر الزاوية في تحقيق الأمن والاستقرار
وفي هذا الإطار ، أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، أن البيان المشترك الصادر عن مجموعة الدول العابرة للأقاليم تعليقا على إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم «أرض الصومال» داخل جمهورية الصومال الفيدرالية، يمثل موقفا سياسيا وقانونيا بالغ الأهمية، ويعكس وعيا جماعيا بخطورة هذه الخطوة غير المسبوقة على السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وأوضح "محسب" أن هذا الاعتراف يُعد انتهاكا واضحا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، اللذين يؤكدان على احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها، مشددا على أن الإقدام على الاعتراف بأقاليم انفصالية داخل دول ذات سيادة يفتح الباب أمام فوضى سياسية وأمنية، ويشكل سابقة خطيرة تهدد استقرار مناطق شديدة الحساسية، وعلى رأسها منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر.
وأشار وكيل لجنة الشؤون العربية إلى أن البيان المشترك عبر بوضوح عن الرفض القاطع لهذا الإجراء، لما يحمله من تداعيات مباشرة على الأمن الإقليمي، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات متراكمة تتطلب دعم استقرار الدول الوطنية وليس تقويضها، لافتا إلى أن المساس بوحدة الصومال لا يضر فقط بأمنه الداخلي، وإنما ينعكس سلبا على أمن الملاحة الدولية والتوازنات الاستراتيجية في البحر الأحمر.
وأكد "محسب" أن الدعم الكامل الذي أعلنه البيان لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية وسلامة أراضيها يعكس التزاما جماعيا بالمبادئ المستقرة للنظام الدولي، ورفضا لأي محاولات لفرض أمر واقع جديد خارج إطار الشرعية الدولية، موضحا أن الحفاظ على وحدة الدول الوطنية يمثل حجر الزاوية في تحقيق الأمن والاستقرار، خاصة في المناطق التي تشهد صراعات ممتدة.
وشدد النائب أيمن محسب، على الرفض القاطع لأي محاولات للربط بين هذا الاعتراف ومخططات تهجير أبناء الشعب الفلسطيني خارج أرضه، مؤكدا أن مثل هذه الطروحات مرفوضة شكلا وموضوعا، وتمثل انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني، ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر مسارات ملتوية ومرفوضة دوليا.
وأكد "محسب" على أهمية استمرار التنسيق العربي والإسلامي والدولي لمواجهة السياسات الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف أكثر حسما تجاه هذه الانتهاكات، ودعم سيادة الدول ووحدة أراضيها، بما يرسخ مبادئ الشرعية الدولية ويحفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي.
حارص: المساس بوحدة الصومال خطر مباشر على الأمن القومي العربي
وأكدت النائبة إيلاريا سمير حارص، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، أن الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «صوماليلاند» لا يمكن فصله عن نهج خطير قائم على صناعة الفوضى وضرب استقرار الدول من بوابة التفتيت والانفصال، مشددة على أن هذه الخطوة تمثل اعتداء سافر على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ومحاولة مكشوفة لفرض واقع سياسي مصطنع خارج أي إطار شرعي أو توافق دولي.
وأضافت حارص، في تصريحات صحفية لها ، أن المساس بوحدة الصومال لا يهدد دولة بعينها، بل يفتح الباب أمام موجات عدم استقرار تمتد إلى القرن الإفريقي والبحر الأحمر، بما يحمله ذلك من مخاطر مباشرة على الأمن القومي العربي، مؤكدة أن مصر كانت ولا تزال صاحبة موقف ثابت في الدفاع عن سيادة الدول ووحدة أراضيها، ورفض أي محاولات لإعادة رسم الخرائط عبر صفقات سياسية مشبوهة.
وشددت على أن السياسة الإسرائيلية تقوم على ازدواجية فجة فهي تعترف بكيانات انفصالية بلا شرعية، بينما تواصل إنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، معتبرة أن هذا السلوك يعكس استهانة واضحة بالقانون الدولي واستخدامه كأداة انتقائية لخدمة مصالح ضيقة، لا علاقة لها بالسلام أو الاستقرار.
ولفتت إلى أن الصمت الدولي على مثل هذه التحركات يمثل تواطؤ غير مباشر، وأن أي تهاون في مواجهة هذه السابقة الخطيرة سيشجع على مزيد من العبث بوحدة الدول، محذرة من أن المنطقة لا تحتمل مغامرات سياسية جديدة تدار من خارج الشرعية الدولية، ومشددة على ضرورة موقف عربي وإفريقي موحد وحاسم يضع حدًا لهذا النهج ويمنع تحوله إلى واقع مفروض بالقوة السياسية.
وثمنت حارص في هذا الصدد، تأكيد 22 دولة عابرة للأقاليم بقيادة مصر، ومنطمة التعاون الإسلامي، الرفض الكامل والإدانة للاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال، والتأكيد على دعم وحدة وسيادة دولة الصومال الشقيقة التي يعد أمنها القومي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
تطبيق نبض