"محمد اسماعيل" يكشف .. من هو "احمد التباع"
"إصكع نفسك قلمين"
لاحقا أصبحت مفردات أحمد الغريبة جزءا من المصطلحات التي يستخدمها الشباب بشكل يومي وعندما اندلعت ثورة يناير تم تحميل المكالمة ومصطلحاتها ومفرداتها معاني سياسية ذات دلالة فكما كانت مصر في زمن ثورة يوليو هي "بهية أم طرحةوجلابية" أصبحت مصر في ثورة يناير "هبة اللى نفسي اترمي واتمرغ في حضنها" حتى جاء اليوم الذي رفع فيه مجموعة من الشباب في ميدان التحرير لافتة مدون عليها "إئتلاف شباب هبة".
استلقى الجميع على ظهورهم من الضحك لمدة 3 سنوات متواصلة بسبب هذه المكالمةواستخدموها للسخرية من اى شئ وكل شئ سياسيا من "العسكر" و"مرسي"و"السيسي" وكرويا من "برادلى و "حسن شحاتة" و"شوقى غريب" وحتى المناسبات الاجتماعية والاسرية أصبحت صورة أحمد التباع بابتسامته وجملته الشهيرة "أحبيب ألبي" جزءا لا يتجزأ منها لكننا من فرط انانيتنا لم نفكر في حال أحمد الذي منحنا كل هذا القدر من البهجة.
البيانات الواردة في البطاقة الشخصية تشير الى انه في يوم الخميس الموافق27 فبراير القادم سيقف المواطن أحمد غنيم محمد محمد عبد الرؤوف الشهير ب"أحمد التباع" على أعتاب العقد الخامس من عمره والواقع الاجتماعي يؤكد انه سيقضي يوم عيد ميلاده وحيدا حزينا كما هو حاله منذ مايزيد عن ال 3 سنوات بعد أن تسربت المكالمة الى الفضاءالالكتروني وأحدثت كل هذا الدوي والضجيج.
الجانب الذي لا يعرفه الا المقربين من "التباع" هو ان أحمد لم يلتقي هبة هذه على الاطلاق وتوقفت العلاقة بينهما عند حدود المحادثات التليفونية وعندماحدد موعد للقائها لم تأتي وعندما تسربت المكالمة الى شبكة الانترنت ثارت شكوك قويةحول ان هبة لم تكن الا رجلا اراد ان يدبر "مقلب محترم" في أحمد مستغلا تلقائيته في الحديث وأسلوبه المضحك وولعه بالجنس مثله مثل ملايين المصريين.
اما الفيديو الأخر الذي يظهر فيه أحمد بالصوت والصورة فتم تسجيله عن طريق صديق له أسمه أشرف وأتحفظ على ذكر باقي الأسم حيث كان يتردد هذا الصديق دائما عليه ويطلب منه أن يحدثه عن ذكرياته وفي مرة من المرات صور هذه الفيديو الذي تزامن نشره مع المكالمة فكان ان تم الربط بينهما.
تفاصيل المأساة التي يعيشها "التباع" تتلخص في جانب إجتماعي مفاده أنه يعيش وحيدا منذ أن توفيت زوجته الأخيرة الحاجة سمية او الحاجة زبدة كما كان يسميها في الفيديو قبل 4 أعوام بينمايعيش أبنائه منها عند والدته حيث سبق له الزواج قبلها مرتين لكنه لم ينجب إلا منها كما حدثنى أحد الثقات المقربين منه.
الجانب الأخر من المأساة يتلخص في حالته المادية فهو كان يعيش في حالة مادية ميسورة للغاية قبلحوالي 7 سنوات لكن "بيت المهمل يخرب قبل بيت الظالم" فانتهى به الحال الى أنه لديه سيارة نقل يؤجرها لمن يريد ويعيش من ربحها.
اما اسوأ ما في المأساة على الإطلاق فهو السخافات التي يلاقيها يوميا من أشخاص لا يستحقون وصفهم بالبشر وهنا سأكتفي بذكر عدد من الوقائع أولها أنه وكما أعتاد منذ تداول المكالمة على نطاق واسع يستقبل مجموعات من الشباب في شقته الكائنة في "البيطاش" ومن باب اللياقة يمتنع زائريه عن الحديث بشأن المكالمةحفاظا على حالته النفسية لكن حدث ذات مرة قبل حوالي 6 أشهر أن جاءه 4 من البلطجيةوأستقبلهم الرجل على الرحب والسعة وما أن دخلوا منزله حتى ظلوا يتندروا عليهو"يتمسخروا" بشأنه وعندما امتعض هموا عليه واوسعوه ضربا ولم يخلصه منايديهم إلا الجيران.
المقربون منه يؤكدون أن حالته النفسية ساءت للغاية منذ تداول المكالمة علىالانترنت لكن الذي زادها سوءا هو حالة"التريقة" التي يلاقيها في "الرايحة والجاية" لدرجة أن الأطفال يلاحقونه في الشارع ويقولون له "ياهبة" فاضطر الرجل أن يعتزل الاصدقاء والا يخرج من منزله إلا في أضيق الحدود لكن السخفاء لم يتركوه في حاله بل ذهبوا له حتى باب بيته ليواصلوا "المسخرة".
عندما ترى صورة التباع الأن عزيزي الناشط "الفيسبوكي" او"التويتري" ستكتشف انه فقد تقريبا نصف الوزن الذي بدا عليه
في ذلك الفيديو الشهير وحينها لابد ان تقف و"تصكع نفسك قلمين" .
تطبيق نبض