عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مقتدى الصدر في مواجهة نفوذ إيران بالعراق.. الشعب يراه كرجل وطني ذي هدف يركز على "طرد جميع الدخلاء.. يسعى حاليًا للقضاء على محاولات طهران.. أتباعه الشيعة يطالبون الفصل بين الدين والدولة.. ولأمريكا دور

تحيا مصر

أجرى العراق، مطلع الأسبوع، رابع انتخابات برلمانية له منذ إطاحة صدام حسين. وحل مقتضى الصدر، زعيم كتلة شيعية نافذة، أولاً.

ويلفت بيني آفي، كاتب رأي لدى مجلة "نيويورك بوست"، لماضي الصدر في محاربة القوات الأمريكية في العراق بعد عام 2003، حيث قاد ميليشيا قضت على عدد من الجنود الأمريكيين هناك، ولكن الرجل تحول لاحقاً إلى سياسي ماكر، ولم يعد مجرد مثير للمتاعب. وبات ينظر إليه في العراق كرجل وطني ذي هدف يركز على "طرد جميع الدخلاء من العراق وترك العراق للعراقيين".

ويرى آفي أن ذلك يجب أن يكون أيضاً هدف الإدارة الأمريكية، وخاصة لأن الصدر يركز حالياً على القضاء على محاولات إيران لتعزيز الوضع الراهن في العراق الذي أصبح كمحور رئيسي للهلال الشيعي التابع لإيران، وجسراً يصل بين إيران إلى سوريا ولبنان.

استنكار صريح
ويلفت كاتب المقال إلى استنكار الصدر سياسات الرئيس السوري بشار الأسد، حليف إيران الرئيسي في المنطقة. كما طالب بمنع إرسال عراقيين شيعة للقتال في سوريا، وانتقد الميليشيات العراقية المدعومة إيرانياً( وبعضهم تحالف مع أمريكا ضد داعش).

كذلك طور الصدر علاقات أوثق مع الحكومة السعودية التي تعتبر إيران خصمها الرئيسي في المنطقة، وترى أن حليفها الأكبر هي أمريكا.

انفصال عن شيعة إيران
ولئن كان أتباع الصدر يقدرون رجال الدين الشيعة، فقد أعلنوا انفصالهم عن المؤسسة الشيعية الإيرانية، وهم يطالبون بالفصل بين الدين والدولة. ولذا بات شركاء الصدر في الانتخابات الأخيرة علمانيين عراقيين وشيوعيين وسواهم من الأطراف الذين تعتبرهم إيران كفرة.

نفوذ جديد
ويقول آفي إن والد الصدر، محمد، كان يحظى بتقدير أبناء طائفته، وكان خصماً لصدام حسين، لكن لم تكن لديه طموحات سياسية. وكذلك كان حال مقتضى عندما ترشح للانتخابات الأخيرة في العراق، ولكن بعد فوز الائتلاف الذي قاده، بات ينظر إلى الرجل بأنه أصبح ذا نفوذ جديد.

ويقول عراقيون، يعرفونه جيداً، إنه بالرغم من الاعتقاد الشعبي السائد بأن صدام اغتال والده في عام 1999، فإن مقتضى يعتقد أن إيران هي التي قتلته.

أسباب عدة
وعلى هذا الأساس، يقول كاتب المقال، تعود كراهية الصدر لإيران لأسباب عدة. ولكن في إطار عملية نضجه السياسي، تعلم أيضاً أنه مادامت إيران تريد وتستطيع الهيمنة على سياسات جارها العراق، فهو لا يملك سوى وسائل قليلة لمواجهتها.

وللدلالة على ذلك، يذكر انتفاض قنبر، رئيس مؤسسة المستقبل في واشنطن، وهو أمريكي – عراقي، حادثة وقعت قبل عامين حينما قاد الصدر عشرات الآلاف من أتباعه للاحتجاج على الفساد وجلسوا أمام ساحة التحرير، مقابل مكتب رئيس الوزراء مباشرة.

تهديدات
ويقول قنبر: "نصب مقتضى خيمته الخاصة به، وقاد متظاهرين هتفوا: "إيران بره بره، وقاسم إطلع بره" ما يعني المطالبة بخروج إيران وقاسم سليماني، قائد فيلق القدس من العراق. ويتابع: "كان بوسع المتظاهرين اقتحام مكتب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، والاستيلاء عليه". ولكن عندما هدد سليماني بقتل الصدر، سرعان ما طوى خيمته وغادر المكان. وفي اليوم التالي، كان الصدر في طهران حيث تُلي عليه قانون مكافحة الشغب.

تصميم
ويقول قنبر إن الإيرانيين مصممون على السيطرة على جميع نواحي الحياة السياسية في بغداد، وذلك ما أثار استياء العراقيين. ولكن لا الصدر ولا العبادي ولا حلفائهما، ورغم طموحاتهم بقيام عراق جديد موحد ومستقل، يملكون القدرة على مقاومة إيران بمفردهم.

من هنا يرى قنبر أن أمريكا يجب أن تقدم لهم المساعدة المطلوبة عبر العمل على إضعاف النفوذ الإيراني هناك.

ويختم كاتب المقال رأيه بالإشارة إلى إمكانية تحقيق ذلك الهدف بعدما قررت الإدارة الأمريكية الانسحاب من الصفقة النووية.

ولكن، حسب آفي، يكمن السؤال الآن في حجم الوقت الضروري قبل أن يؤتي القرار الأمريكي ثماره، ويبدأ في الحد من قدرة طهران على إبقاء عراقيين( فضلاً عن لبنانيين وسوريين ويمنيين وسكان غزة) تحت سيطرتها.
تابع موقع تحيا مصر علي