عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

صحفي أمريكي يبرز خوف قادة إيران من شعر سيدة: الناشطة "مسيح" أطلقت حملة ضد الحجاب.. تروج لأهدافها على مواقع التواصل.. فضحت شخصيات إيرانية في 2009 بتسجيلات صوتية لمحادثات مع مسؤولين.. والاذاعة تساعدها

تحيا مصر

قال الصحافي الأمريكي بيني أفني إن شعر الناشطة الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة مسيح علي نجاد يرعب قادة إيران، وهو ما انتبهت له واشنطن مؤخرًا.

وأبرز أفني في مقاله بصحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، خطاب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الاثنين الماضي عندما قال: “كما رأينا في احتجاجات الحجاب يبدو أن رجال النظام الوحشيين يشعرون بالرعب من النساء الإيرانيات اللاتي يطالبن بحقوقهن”.

وأوضح “أن الإيرانية مسيح صاحبة الفضل في إشعال احتجاجات الحجاب، وعلى الرغم من أنها تعيش حاليًا في حي بروكلين بمدينة نيويورك، إلا أن رجال الدين في طهران يخشونها.

ولفت الصحافي الأمريكي توجه مسيح في مارس/ آذار الماضي، للسفارة الباكستانية في واشنطن حيث يوجد قسم المصالح الإيرانية لتقدم شكوى ضد قوات “الباسيج” شبه العسكرية لتهديدها بالقتل، ولكنها فوجئت باستدعاء مسؤول المكتب الإيراني للخدمة السرية الأمريكية، لمجرد رؤيتها بدون حجاب، على الرغم من تواجدها في قلب العاصمة الأمريكية، ما دفعها لمغادرة السفارة قبل وصول عملاء الخدمة.

وقالت مؤخرًا لـ”أفني”: “آيديولوجية الجمهورية الإسلامية أخذت أجسادنا وشعرنا كرهينة لمدة 40 عامًا”، متجنبةً الحديث عن تغيير النظام، ولكنها أشارت إلى تحرك النساء على مدى الأربع سنوات الماضية من خلال التفاوض وتنظيم الاحتجاجات في الشارع لاسترداد حقوقهن.

ووصف أفني احتجاج الناشطة مسيح السلمي بـ”الخطر على الملالي مثل أي تهديد آخر لنظامهم المتهالك”، مضيفًا أن حملة “الأربعاء الأبيض” التي أطلقتها في العام 2017 كانت بسيطة؛ إذ كانت تدعو للخروج إلى الشوارع في أيام الأربعاء لخلع الحجاب والتلويح به بكل فخر في الهواء مع توثيق ذلك الفعل.

وأكدت مسيح أن معلمي المدراس الثانوية في إيران يحذرون باستمرار الفتيات من المشاركة في حملتها، ومع ذلك بمجرد إنهاء المعلم لدرسه ويغيب عن الأنظار، تخلع العديد من الفتيات الحجاب.

وبترويج حملتها لـ 2.5 مليون متابع لحساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي، أشارت الناشطة مسيح إلى تفوق عدد متابعيها على مجموع عدد متابعي حسابات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني.

ونوه الصحافي الأمريكي بأنه في حين ينشر بعض المتابعين من الرجال الملتحين مقاطع فيديو تهديدية على حساباتها بموقع “إنستغرام”، إلا أن معظم المتفاعلين معها من النساء اللاتي ينشرن بكل فخر مقاطع فيديو تتحدى النظام الإيراني رغم خطورة ذلك.

وروت إحدى المتابعات محنتها بعدما ألقى القبض عليها لإنتهاكها قانون الحجاب، موضحةً أن المحقق ظل يسألها عن تنظيم مسيح وسبب العمل لصالحها، ولكنها جاوبته: “أنا لا أعمل لصالحها، لأنها هى التي تعمل من أجلي”.

وشدد أفني على عدم وجود تنظيم كبير وراء حملة الحجاب، بخلاف النصائح التي تحصل عليها مسيح من زوجها الصحافي كامبيز فروهار، بجانب اعتمادها على تسجيل مقاطع الفيديو عبر هاتفها المحمول لنشرها.

وتحاول السلطات الإيرانية منع وصول المواطنين إلى مواقع التواصل الإجتماعي مثلما فعلت مؤخرًا بحجب تطبيق المراسلة “تيليغرام”، ولكن تمكن المواطنون المثقفون من العثور على طرق للعودة إلى التواصل عبر شبكة الإنترنت.

ورأى أفني أن أساليب مسيح المبتكرة مثالية لمثل هذه البيئة التي اشتهرت فيها بعد الثورة الخضراء في العام 2009 لإحراجها كبار الشخصيات في النظام الإيراني بنشر مقاطع صوتية مسجلة لمحادثات معهم.

وتقدم الناشطة مسيح حاليًا برنامجًا على إذاعة “صوت أمريكا” في نسختها بالفارسية، ومن المقرر أن تنشر كتابها “الرياح في شعري” الأسبوع المقبل.

وفي مرحلة المراهقة كانت مسيح تستبدل الزي المدرسي الإجباري المقيد بملابس محتشمة أيضًا ولكنها أكثر راحة.

وذات يوم ركضت إلى والدها بعدما اعترضها أحد أفراد “الباسيج” صارخًا في وجهها: “لماذا تركضين عارية؟” لتدرك آنذاك أن تلك الواقعة نقطة تحول لها.

واستشهد الصحافي بقول وزير الخارجية الأمريكية بومبيو يوم الإثنين: “كبشر بكرامة متأصلة وحقوق ثابتة، تستحق الإيرانيات نفس الحريات التي يتمتع بها الرجال”.

وبحسب “أفني”، لم يكن “بومبيو” بحاجة إلى ذكر تغيير النظام، ولكي تخرج إيران من العقوبات الأقوى في التاريخ التي وعد بها وزير الخارجية الأمريكي، عليها التوقف عن السعي وراء الأسلحة النووية، أو تمويل الإرهابيين، والابتعاد عن التحريض ضد الولايات المتحدة.

وفي الختام تساءل الصحافي الأمريكي عن إمكانية تحقيق ذلك، مجيبًا إنه أمر مستحيل لأنه جزء من الحمض النووي لإيران مثل فرضها للحجاب، مؤكدًا “انتهاء الفصل القبيح لقائد الثورة الإسلامية المرشد الأعلى الأسبق روح الله الخميني في تاريخ إيران المجيد حال تجاهلت النساء التعاليم التي يمليها عليهن الرجال، لهذا يخاف الملالي من شعر مسيح علي نجاد”.
تابع موقع تحيا مصر علي