عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

توقعات قمة بوتين وترامب المرعبة.. أمريكا لن تحصل على ما تريده.. ترامب يفكر في عقد صفقة بشأن سوريا.. روسيا قد تضغط على الأسد لعدم استعادة المناطق بالقوة.. وإيران هدف جديد

تحيا مصر

أبرز صاموئيل شاراب، عالم سياسي بارز لدى مؤسسة راند، وزميله جيفري مارتيني، باحث في شؤون الشرق الأوسط، أهمية قمة هلسنكي الوشيكة بين الرئيسين الأمريكي ترامب، والروسي بوتين.

ولفت الكاتبان في مقالتهما الأخيرة، في مجلة "فورين بوليسي" إلى أن الولايات المتحدة لن تحصل على كل ما تريده من خلال القمة، ولكنهما قالا إنه من الحكمة بمكان حماية مصالح واشنطن قبل فوات الأوان.

تطور إيجابي
ويشير الكاتبان لتقارير تفيد بأن ترامب يفكر بعقد صفقة بشأن سوريا مع فلاديمير بوتين، خلال قمتهما في هلسنكي يوم 16 يوليو( تموز). ويبدو من حيث المبدأ بأن ذلك سيكون بمثابة تطور إيجابي. فإن الهجوم المتواصل للقوات السورية النظامية ضد أحد المناطق القليلة الباقية تحت سيطرة المعارضة، يبرز الأنظار الماسة لأن تتبع الولايات المتحدة حلاً ديبلوماسياً إن كانت حريصة على حماية مصالحها في الصراع، وأهمها مكاسب حققتها ضد داعش، مع العمل على حصر النفوذ الإيراني في سوريا.

أهداف متطابقة
وحسب كاتبي المقال، تمتعت الولايات المتحدة في سوريا، طوال السنوات الأربع الأخيرة، بميزة واضحة عندما فقد تطابقت أولى أولويات أمريكا في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش في شرق البلاد، مع أولويات النظام في دحر قوات معارضة في غرب سوريا. وكان ذلك يعني، من الناحية العملية، أن دمشق أذعنت للعمليات الأمريكية وسيطرة واشنطن على شرق البلاد، ومن ثم تخليها عن المعارضة السورية، تدريجياً في عهد أوباما ومن ثم سريعاً في عهد ترامب. ولكن كل تلك الترتيبات غير المكتوبة يتم إبطالها اليوم في ظل تغيير كلا الجانبين لأهدافهما.

مقدمات
ويقول الكاتبان إن عدداً من المحللين افترضوا أن نظام الأسد ليس مهتماً سوى بما يعرف باسم" سوريا المفيدة"، وهو وصف يطلق على خط يعبر منطقة مكتظة بالسكان تمتد من غرب سوريا نحو درعا في جنوبها باتجاه دمشق وحمص وحماه وشمالاً نحو حلب.
ولكن بعد سبع سنوات من القتال، اتضح أن الأسد وحلفاءه يولون أهمية أكبر للماء والكهرباء والمناطق الزراعية والنفط، وللسيطرة على مناطق حدودية، وجميعها تقع في شرق سوريا. وما الهجوم على جنوب غرب سوريا، والذي تم خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلا مقدمة لما سيليه شرق نهر الفرات، حيث تدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديموقراطية التي تسيطر على الأرض هناك.
ويلفت كاتبا المقال لمحاولات بذلها نظام الأسد، بدعم من تنظيمات مدعومة من إيران، ومرتزقة روس، لإقامة مواقع شرق الفرات. والآن صارت مسألة وقت قبل أن تهاجم تلك القوات حلفاء أمريكا شرق الفرات. ولذا يرى الكاتبان أن عقد صفقة مع الروس، حلفاء سوريا، قد يشجع روسيا على إقناع الأسد بعدم السعي لاستعادة جميع المناطق السورية بالقوة.

تبدل أهداف
وحسب الكاتبين، بالتوازي مع بروز أهداف جديدة للحكومة السورية، ظهرت أيضاً أهداف حديثة لواشنطن. فاليوم، وبعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، بدأت إدارة ترامب التركيز على" طرد إيران خارج سوريا. ويبدو أن تلك الإشارات الخطابية تلاقي موافقة المعسكر الأكثر عدائية لإيران ضمن الإدارة، والمنقسمة ما بين مؤيدين لتخفيض التزامات أمريكا الخارجية، وبين داعمين لاستخدام القوة العسكرية ضد خصوم أمريكا في المنطقة.

تراجع نفوذ
وبرأي الكاتبين، بالرغم من تقلص النفوذ الأمريكي في سوريا جراء مكاسب النظام الأخيرة، لا زالت هناك فرص أمام واشنطن وروسيا للتوصل إلي تسوية تحفظ بعضاً من مصالح أمريكا. فالكرملين لا يريد استمرار حملته الجوية في سوريا إلى أجل غير محدد، من أجل نتيجة تخدم أساساً مصالح الأسد وإيران. لذلك، يتوقع أن تدعم روسيا تسوية سياسية تحقق لها هدفها الرئيسي: لا تغيير للنظام في دمشق، ولا وجود عسكرياً أمريكياً دائماً في سوريا.

ويختم الكاتبان رأيهما بالإشارة إلى أن تسوية كهذه لن تمثل تنازلاً كبيراً من جانب واشنطن. كما ستحقق صفقة من هذا القبيل هدف واشنطن الرئيسي – منع عودة ظهور داعش وعدم منح إيران يداً طولى في توسيع نفوذها في الشرق الأوسط. وتحذر روسيا من السماح لإيران بالسيطرة على سوريا، ولا مصلحة لها في السماح لداعش بالظهور مجدداً. كما لحلفاء واشنطن الأقرب للحدود مع سوريا، الأردن وإسرائيل، أهداف مشابهة. إنهما يعارضان بشدة وجود أية قوات موالية لإيران بالقرب من حدودهما.
تابع موقع تحيا مصر علي