عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

نواب في مواجهة الأزمات.. بطولات كلامية وحلول غائبة.. الأمطار تزيحهم عن المشهد.. واستياء عارم في الدوائر

مجلس النواب
مجلس النواب

لا يدخر رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي جهدا لإحداث طفرات إنشائية وعمرانية، يستمع بالساعات إلى شرح بخصوص شبكة طرق هنا وسلسلة مشروعات هناك، يؤكد دوما على وضع "المواطن" كأولوية، يلزم الجميع بالسرعة والإنجاز واختصار التوقيتات الطويلة، كمنهج عمل لم يستفد منه عدد من المسؤوليين والمعنيين بأحوال المواطن في الدولة، وفي القلب منهم "أعضاء البرلمان".

رئيس المجلس الدكتور علي عبدالعال، دائم الإشارة والاستعانة بـ"أسوان"، يمزجها في حديثه دوما، في حث مبطن للنواب على وضع دوائرهم في بؤرة اهتماماتهم، يقضي الرجل مئات الساعات لاستعراض مشكلات الدوائر، يدون بنفسه ملاحظات ويرسل في طلب الوزراء المعنيين لحل المشكلات الميدانية، في الوقت الذي يكون فيه عدد ليس بالقليل من النواب، إما ليس متواجدا تحت القبة لنقل شكاوى الدوائر، وإما يدعوا وجودهم في الدوائر، التي تشهد الأيام الحالية على أنها لم تعهد لهم تواجد.

حالة الاستياء التي عبر عنها المواطنون بشتى الطرق، بسبب الارتباك الشديد الذي ساد نتيجة هطول الأمطار بغزارة، شملت نواب البرلمان، انطلق الناس في السؤال عن من يمثلوهم نيابيا في دوائرهم، عمن يجب أن يقوموا بالرقابة والتأكد من جودة الطرق وحسن تنفيذ المشروعات، ونقل التصريحات من فضاء الكلام إلى ساحة التنفيذ الفعلي.

يدون المواطن غاضبا ويضع "أكاونت النائب" في منشوره، كإشارة تذهب للنائب كي يرى المكتوب ويعاين الصور التي تظهر حجم الأزمة، فيرد آخرون: لن يجيبك، سيادة النائب ليس متفرغا لذلك، وهو ماحدث بالفعل، لم يكن هناك أي تفاعل من الأعضاء في الدوائر أو تماس مع المسؤولين التنفيذيين كان يجب أن يكون منذ فترة لاستباق الأزمة وليس لمجرد محاولة مجاراة آثارها.

النواب -وبين صفوفهم من هو استثناء من هذا بالتأكيد- يكتفوا بالتصريحات والعبارات الإنشائية البليغة، يستفيض في إظهار حرصه على أوضاع دائرته، دون أن يكون لذلك أي أثر في الواقع، فتأتي حادثة أو واقعة لتعصف بكل ذلك، فيواصل النائب مكتفيا بتسجيل المواقف عبر البيانات والتصريحات، وهو مايذهب بنا إلى مدى قدرة بعض النواب على القيام بدور "الطبيب"، من حيث وضع اليد على موطن الشكوى والتوصل إلى السبب ثم وضع العلاج المناسب، فهل النواب اللذين تضررت دوائرهم، قادرين في الأساس على التعامل مع المشكلة، ومعرفة مصدرها، وتحديده بدقة، ثم مواجهة تلك الأسباب والخروج بحل عملي سريع وسليم، الإجابة تفصح عنها الأخبار الواردة لحظيا من العاصمة والقاهرة الكبرى والمدن الجديدة.

بالنظر إلى المأمول، وما يمكن أن يرضي المواطنين ويشعرهم بالفارق، كان يتوجب على النواب أن يكونوا في حالة "جاهزية مسبقة" للمواسم والازمات المتوقعة، تكون هناك اجتماعات تستضيف المسؤولين لوضع "حلول عملية"، والتأكد تماما من اعتماد حلول وبدائل تتلافى ماوقع من أزمات مشابهة الأعوام الماضية، تكون هناك زيارات ميدانية مطولة وموثقة بالصور، للاطمئنان على حال المصارف وبالوعات الصرف، وإجراءات عقابية فورية ضد المتراخين، وتصعيد استخدام الأدوات البرلمانية، تنسيق على المستوى الشعبي لاستيضاح مايمكن للناس أن يقدموه من مساعدات في لحظات الارتباك، فمواقع التواصل أظهرت دور تلقائي فعال للمواطنين، وكلها حلول تحتم على النواب أن ينكبوا عليها طوال مدة الأشهر المتبقية لهم تحت قبة المجلس الحالي.
تابع موقع تحيا مصر علي