عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

وليد شوقي لـ تحيا مصر : "الدواء للجميع" نجحت في تجميع دواء بقيمة 10 مليون جنيه.. استحداث برامج للتكافل الدوائي في المجتمع.. المؤسسة توفر الدواء لـ 1000 مريض شهريًا .. 80 مليار جنيه مبيعات سوق الدواء

تحيا مصر

أكد الدكتور وليد شوقي رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدواء للجميع الخيرية، أن المؤسسة خيرية غير هادفة للربح ومشهرة برقم 9276 لسنة 2013 وأن في مصر يوجد هدر كبير في الأدوية يصل لـ "مليار جنيه" سنويًا، وتحت شعار "اللي يفيض هيفيد كل مريض و معًا نوفر الدواء"، بدأت تنفيذ الفكرة في 2006، ثم تأسيس المؤسسة في 2013، وأن المؤسسة تعمل وفق منظومة متكاملة لتجميع وفرز الأدوية وصولاً لتسليمها للمرضى.

التبرع بالدواء

وأشار خلال تصريحاته لـ تحيا مصر، إلى أن للحصول على الأدوية المتبرع بها يوجد طريقتين، الأولى عن طريق الاتصال بالجمعية وإرسال مندوب لباب المنزل، أو عن طريق صناديق الدواء للجميع، المنتشرة حتى الأن في 40 مكان ما بين صيدليات وسوبر ماركت ونوادي، في أماكن مختلفة من القاهرة الكبرى، وتم تنفيذ فكرة صندوق الدواء للجميع منذ سنتين، ويتم تجميع الأدوية يوميًا من الصناديق، ويوجد مكان مجهز للفرز والتخزين، تبدأ مراحل الفرز بالتأكد من صلاحية الدواء، ويتم إعدام غير الصالح أو أدوية الشرب والقطرات المفتوحة والأدوية التي لها طريقة تخزين خاصة.

موارد الجمعية
وأوضح "شوقي" أن المؤسسة توجه الأموال المتبرع بها لشراء الأدوية وتوفير المستلزمات الطبية للمرضى، لذلك لا توجد رفاهية القيام بالإعلانات، لكن المرضى المحتاجين يصلون للمؤسسة عن طريق مرضى أخرين، أو بالسؤال في المستشفيات عن أماكن يستطيعون فيها الحصول على الدواء، لذلك تقوم العديد من المستشفيات الحكومية والخاصة بإرسال الحالات لنا،و يحصل المريض علي الدواء ليس عشوائيًا، بل يتم عمل بحث اجتماعي عنه من خلال المؤسسة، ويتم تجهيز الأدوية شهريًا للمريض مجانًا.، لذلك نحتاج إلي الدعم ماليًا لأن مع ارتفاع اسعار الدواء، فإن عدد المحتاجين في ارتفاع، وحجم المرضى شهريا يزيد عن 60 مريضا، ولا ونسعى لعدم رد أحد من المحتاجين، ولكن هناك أدوية أسعارها مرتفعة ونحتاج إلى تبرعات مادية لشرائها، كما نسعى عن طريق البروتوكولات للحصول على خصومات من شركات الأدوية .

توفير الدواء
وأشار وليد شوقي إلى أن المؤسسة متخصصة في مجال الدواء وأجهزة العلاج، إذ تقوم بتوفير العلاج للمرضى الفقراء والمساكين والمحتاجين من خلال سد فجوة الهدر في استعمال الدواء وتعبئة موارد أهل الخير وإيصال العلاح من خلال مراكزنا وعيادات الخير وشركائتنا من الجمعيات الخيرية للوصول للمحتاج في كل مكان وبكرامة إنسانية ، وذلك يحدث من خلال العمل على توفير العلاج الآمن والفعال لكل مريض محتاج من خلال منظومة متكاملة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ومقدمي الخدمة الطبية ومنتجي وموزعي الدواء، ويقوم عليها مجموعة من المتخصصين يدعمهم آليات عمل ونظم تقنية متقدمة .

صيدلية الخير
وأوضح أن هناك برامج دوائية للمؤسسة، منها " صيدلية الخير" التي تهدف إلى توفير الدواء للمرضى المحتاجين من خلال تلقى التبرعات من الأدوية من مختلف الجهات سواء الشركات أو الصيدليات أو حتى الأشخاص ، ثم فرز الأدوية وإدخالها على نظام متخصص، تليها مرحلة صرف الأدوية من خلال منظومة تقوم بفحص أوراق الحالة والتأكد من توافق المرض والدواء، والتعاون في ذلك مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية وتلقى طلبات الأدوية منهم، ويتم صرف الدواء بصفة شهرية في توقيت محدد، كما يتم مراجعة الحالات تليفونيًا للتأكد من تناولهم الدواء، وتتم مراجعة الحالات ربع سنويًا.

أكفل مريض
وتابع أنه يوجد برنامج "أكفل مريض" الذي يهدف إلى توفير الأدوية الغالية الثمن التي لا يستطيع الفقير شرائها وتشتمل أمراض زراعة الكلى أو الكبد التي تصل لـ 4000 جنيه شهريًا، وغسيل الكلى 1000 جنيه شهريًا، ويوجد برنامج " أكفل طفل مريض" الذي يستهدف الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة التي تتكلف روشته الشهرية أكثر من 800 جنيه، كما تم عمل بروتوكول تعاون مع مستشفى الدمرداش ومستشفى أبو الريش للأطفال لسد عجز تلك المستشفيات من الأدوية المتخصصة للأطفال.

كارت الدواء للجميع
وأضاف أن المؤسسة استحدثت برنامج تكافل دوائي بالصيدليات، إذ يوجد "كارت الدواء للجميع المدفوع مقدمًا" وهي فئات 50 و 100 و 200 جنيه هي قيمة الكارت يشتريها المقتدر من الصيدليات المشاركة ثم يقدمها هدية للمرضى المحتاجين ثم يقوم المحتاج بتقديم الكارت للصيدلية والروشتة ليصرف دواء بالمجان، كما يوجد مشروع التأمين الطبي الخيري " تداوي" الذي يهدف لتقديم الخدمة الطبية للمرضى المحتاجين من خلال منظومة تربط المريض بالمؤسسة، ثم تقوم المؤسسة بتوجيه المريض إلى مقدمي الخدمة من المستشفيات ومراكز الأشعة ومعامل التحاليل و الأطباء للكشف أو لصيدلية الخير لصرف الدواء.

مشروع الصدقة الجارية
وألمح إلى أنه من ضمن البرامج العلاجية التي تقدمها المؤسسة " مشروع الصدقة الجارية"، إذ تقوم المؤسسة بتوفير جهاز مكثف أكسجين لمرضى السدة الرئوية الذي يصل سعره لـ 12 ألف جنيه، ونجحت المؤسسة في توفير 45 جهازأكسجين مع المرضى نقوم بمتابعته شهريًا للصيانة، ويستفيد من المؤسسة نحو 1000 مريض شهريًا مقسمين إلى 300 مريض غسيل كلوي و200 ضمور في المخ والباقي لأمراض الأخري، كما تقوم المؤسسة بتوفير أسرة طبية وكراسي طبية للمرضى، ويوجد أيضًا مشروع "صندوق تجميع الدواء" ‘ إذ تقوم المؤسسة بتجهيز صندوق للتبرع بالدواء مما يتيح الوصول لعدد أكبر من المتبرعين بالدواء وتكلفة الصندوق 2000 جنيه يتم وضعه في الصيدليات والمولات والهايبر ماركت، بخلاف تطبيق الدواء للجميع الذي يعد أول "أبلايكشن" في مصر للربط بين المتبرعين والمتطوعين والمؤسسة في تجميع الدواء وتم تدشينه على "أبل ستور و الاندرويد".

إنجازات المؤسسة
وعن إنجازات المؤسسة، قال "شوقي" إنها حصلت على جوائز ضمن أفضل 10 مؤسسات في ريادة الأعمال في العالم العربي من خلال Mit arab forum 2015، والمشاركة في برنامج مبادرون مصر 2015، من أفضل 100 مبادرة في اليوم العالمي للصحافة، عضو مبادرة من أجل صحة أفضل العالمية، من أفضل 10 مؤسسات في العالم في ريادة الأعمال الطبية من خلال منظمة باير للأدوية ، الوحيدين الممثلين لمصر في مؤتمر أفريقيا لريادة الأعمال بجنوب أفريقيا.

حجم الإنجاز
و استطرد وليد شوقي قائلاً:" إنجازات المؤسسة أيضًا في تزايد كل عام من خلال زيادة كميات الأدوية المجمعة وعدد المرضى المستفيدين، ففي عام 2013 استطاعت المؤسسة تجميع أدوية بنحو 300 ألف جنيه و10 ألاف مستفيد، أما في 2018 فبلغ مقدار الأدوية المجمعة نحو 7 مليون جنيه، و 500 ألف شخص مستفيد، وخلال 2019 بلغ مقدار الأدوية المجمعة نحو 10 مليون جنيه، ويستفيد من الخدمة نحو 30 مستشفى عام وخيري بخلاف الأشخاص.

سوق الدواء في مصر
وبالسؤال عن المعوقات التي تواجه سوق الدواء المصري، قال "شوقي" إننا نحتاج إلى إمتلاك قرارنا بتطوير صناعة الدواء لتصبح صناعة حقيقية، فصناعة الدواء في مصر تجمعية، إذ يتم إستيراد المادة الخام ثم يتم تجميعها، وهذا لا يرقى لمستوى صناعة متكاملة، لذلك نحتاج إلى تصنيع المادة الخام، حتى نملك زمام الدواء، ولدينا هذه الإمكانيات، فنحن نحتاج إلى بناء مصانع للمواد الخام، ونأمل أن تدخل المؤسسات بقوة لبناء مثل تلك المصانع حتي نملك أنفسنا، مشيرًا إلى أن خسائر الشركات العام سببه سوء إدارة وليس تصنيع، وعدم وجود إنتاجية، رغم أن تلك الشركات كانت تصدر وتصنع للغير، ويمكن إحيائها لتنافس مرة أخرى بقوة لأنها تمتلك الإمكانيات لذلك.
وتابع أن من المعوقات التي تواجه سوق الدواء في مصر، هي العشوائية ووجود غش تجاري بتقليد المنتجات وبيعها في الشوارع ،كما تباع العبوات الدوائية في الشوارع وأصناف كثيرة، بدون رخصة.

نواقص الأدوية
فيما يخص نواقص الأدوية في الصيدليات، أكد وليد شوقي أن للنواقص تعريف يكمن في أنه دواء ليس له مثيل، لكن اليوم كل دواء له 12 مثيلًا لنفس المادة الفعالة، لذا يجب رفع وعي وثقافة الطبيب عن المادة الفعالة، والعمل على تطبيق الأسم العلمي، الذي يعد مشكلة لها أضلاع، تحتاج إلى مشاركة مجتمعية لتطبيقه، إذ يجب نشر ثقافة مجتمعية لذلك نحتاج خلالها لرفع وعي الطبيب والصيدلي والمريض، لاستخدام الأسم العلمي وليس التجاري، تنفيذها سيؤدي إلى طفرة في صناعة الدواء المصري، كما نتتظر الموافقة على تأسيس الهيئة العليا للدواء، إذ مازل الأمر مبهم من حيث تحديد وقت التنفيذ رغم صدور قرار بشأنه منذ 6 شهور.

مبيعات سوق الدواء
وأشار الدكتور وليد شوقي إلى أنه يوجد نواقص لبعض الأدوية، التي نسمع حجج من الشركات بعدم تصنيعها مرة آخري بسبب أن سعر البيع غير مناسب لتكلفة إنتاجها، بالرغم من أنه يتم إعادة تسعير الدواء تدريجيًا، ومبيعات سوق الدواء في مصر مرتفعة، إذ من المتوقع أن يصل حجم مبيعات القطاع الخاص فقط في سوق الدواء في مصر بنهاية ديسمبر لـ 80 مليار جنيه، إذ فعليًا حتى 31 أكتوبر الماضي وصل حجم المبيعات لـ 63 مليار جنيه.

أسباب زيادة الأمراض في مصر
قال الدكتور وليد شوقي إن كثرة الأمراض في المجتمع، ترجع إلى إهمال الناس، وعدم وجود تفتيش ورقابة صحية على المأكولات والمطاعم وحتى سيارات الطعام في الشوارع، كما نغفل في مصر تنفيذ علم الاقتصاد الدوائي الذي يفسر كيفية الحفاظ على المريض بقرص الدواء وتقليل مصاريفه بقرص دواء، وهناك علامات استفهام كثيرة وأسئلة تحتاج إلى إجابات فيما يخص دواء التأمين الصحي وهذا يعد من الكوارث.

علاج المرض النفسي
أوضح وليد شوقي، أن المجتمع المصري يحتاج إلى نشر ثقافة التعريف بالمرض النفسي، فهو مرض ناتج عن اضطرابات في الهرمونانت أو كمياء الجسم نتيجة لضغوط واضطراب تعرض له الشخص، ويجب التعامل معه على أنه مرض وليس جنون، وكانت من الكوارث أنه خلال الفترة الماضية وبعد حوادث الإنتحار انصب اهتمام المجتمع على تكفير المنتحر، وكانت هي نقطة النقاش على مواقع التواصل الإجتماعي وفي الإعلام، رغم أن الموضوع له أبعاد اجتماعية وثقافية ونفسية، يجب الاهتمام بها ومعرفة الأسباب التي أدت لذلك، وعلاجها نفسيًا واجتماعيًا.

تابع موقع تحيا مصر علي