عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

تايم لاين .. تسلسل زمني يكشف محاولات طهران التسترعلى حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية .. وسائل إعلامية رصدت كواليس اللعبة الإيرانية «الفاشلة».. ومسؤول إيراني فضح الكذبة

تحيا مصر

محاولات إيران في التستر على طائرة بوينج الأوكرانية، التي قُتل 176 شخص على متنها، لم تنجح بعد أن كشفت وثائق أمريكية تفاصيل الحادث، وكيف تعامل معه الحرس الثوري الإيراني على مدار 5 أيام متتالية.

ففي الوقت الذي ادّعت به الحكومة الإيرانية والمسؤولون في طهران عدم علاقتها بالحادث، مُحملين «الجمهورية الإسلامية» مسئولية وقوعه، الذي وصفوه أيضا بـ «مؤامرة غربية تُحاك ضدهم».. كانت أعين البنتاجون ترصد مدى نفوذ الحرس الثوري الإيراني وإصراره على التكتم التام لمدة 72 ساعة دون الإدلاء بأي معلومات عن تحطم الطائرة.

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عرضت تسلسل زمني على مدار 5 أيام متتالية، رصدت خلاله حجم الانشقاق بين الحكومة والقوات المُسلحة في طهران بعد الحادث.

تايم لاين .. كشف محاولات تستر طهران على حادث الطائرة الأوكرانية

يوم الثلاثاء 7 يناير 

كانت الساعات الأولى على بدء يوم جديد حين قررت قوات من الحرس الثوري الإيراني، قذف مواقع أمريكية عسكرية بالعراق ردا على حادث مقتل فيلق القدس قاسم سليماني بصواريخ أمريكية، إذ كان الجانبين الأمريكي والإيراني في حالة استعداد قصوى لأي هجوم مفاجيء، كما نشر أعضاء كبار في الحرس الثوري وحدات دفاعية مضادة للطائرات حول منطقة عسكرية حساسة بالقرب من مطار الإمام الخميني في طهران.

وعلى الرغم من حالة التأهب وإعلان حالة الحرب، إلا أن السلطات الإيرانية لم توقف رحلات الطيران بعد، واستمرت الرحلات الجوية المدنية بالهبوط والإقلاع من مطار طهران. والسبب، أن مسؤولي إيران تخوفوا من إثارة الذعر العام، مختبئين من أي هجوم أمريكي بوجود طائرات مدنية فصنعوا من الركاب المدنيين دروع بشرية لهم.

يوم الأربعاء 8 يناير 

أثارت بعض التقارير العسكرية الإيرانية، أنباء عن احتمالية إقلاع صواريخ «كروز» أمريكية من قاعدة بالإمارات متجهة إلى إيران، وهو ما جعل الجنود الإيرانيين في حالة تأهب لضرب أي صاروخ في هذه المنطقة، وقال الضابط الذي لم يتم الكشف عن هويته علنا لوسائل الإعلام حتى اليوم، إنه أطلق صاروخا وبعد أقل من 30 ثانية أطلق الآخر.. إذ وقتما رصد الطائرة الأوكرانية، سعى للحصول على إذن لإطلاق النار، لكنه قال إنه لم يتمكن من التواصل مع قادته لأن الشبكة حدث بها «عطل مفاجيء».

توقع الجنرال حجي زاده، والذي يُشرف على الهجوم ضد الأمريكيين، أن يكون الهدف الذي تم قصفه «طائرة إيرانية».. وذلك عندما تلقى الخبر، وقال في تصريح للتلفزيون الإيراني: اتصلت بالمسؤولين وأبلغتهم بما حدث وأن هناك احتمال كبير أن نكون ضربنا طائرتنا. حيثُ أعلن في الوقت نفسه مسؤولون أمريكيون عن عدم وجود أي طائرة أمريكية في هذا المجال تلك الليلة.

يوم الخميس 9 يناير 

كان الغضب في أوكرانيا وصل أشده، ووصل وفد محققين أوكرانيين إلى طهران للتحقيق فيما وقع من حادث أليم، اهتز على إثره الشعب الأوكراني، وتحدث مسؤولون غربيون في وسائل إعلامية عن وجود أدلة تُشير إلى أن إيران أسقطت الطائرة عن طريق الخطأ. في الوقت الذي تكتك فيه الحرس الثوري الإيراني على الحادث دون الإدلاء بأي تصريحات أو حقائق حتى لحكومة روحاني. فأصدر المُتحدث باسم الحكومة بيان يُندد فيه بتلك المزاعم، وقال إنه مُجرد «مسرحية غربية» تهدف إلى إضعاف إيران بعدما استعرضت قوتها العسكرية ضد الولايات المتحدة.

وفي الداخل الإيراني، تصاعد الغضب الشعبي إزاء القيادات والمسؤولين، بسبب مقتل علماء وأطباء وعشرات الشباب خريجي الجامعات من الإيرانيين مع إسقاط الطائرة، بالإضافة إلى ستة فائزين بالميداليات الذهبية والفضية في الأولمبياد الدولية للفيزياء والرياضيات. وأحدثت بعض التقارير التليفزيونية هياج شعبي، بعد نقلها لتغطية شاملة عن الحادث مؤكدة حقيقة واحدة «إسقاط طهران للطائرة».

الحرس الثوري الإيراني قبل انقضاء تلك الليلة، رفض الإعتراف باسقاط الطائرة، حتى أن القادة العسكريين امتنعوا عن الرد على روحاني وأعضاء حكومته، ليخرج علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، في مؤتمر صحفي، قال خلاله أن الحكومة أجرت مكالمات هاتفية مباشرة مع القوات المسلحة تسألها عما حدث، وأجابوها بأنها لم يتم إطلاق صاروخ، وأنهم لم يسقطوا الطائرة.

يوم الجمعة 10 يناير

رغم جميع الأدلة التي أثبتت قيام طهران باسقاط الطائرة الأوكرانية، إلا أن حكومة روحاني اختارت «تصديق الكذبة» وأصدر ربيعي، بيان أكد فيه أن ما يرتدد عن إسقاط طهران للطائرة ما هو إلا كذبة كبيرة.. لكنه وبعد عدة ساعات، دعا كبار القادة العسكريين إلى اجتماع خاص مع روحاني، وأخبروه بالحقيقة.

وحسب ما رصدته الصحيفة الأمريكية، فإن روحاني قرر البوح بأنه قد تم ارتكاب خطأ جسيم وأن طهران مُستعدة لتحمل العواقب، لكن القادة العسكريون أقنعوه بالعدول عن موقفه، والتستر على الخطأ، بحجة أن الكشف عن إسقاطهم للطائرة سيزعزع استقرار البلاد. لكن الرئيس الإيراني حذرهم بأن الحادث سيُلحق الضرر بسمعة طهران وإثارة الغضب الشعبي تجاه الحكومة.

وبعد شد وجذب من الحكومة والحرس الثوري، وتصاعد الخلاف تارة، وأخرى محاولات إلصاق التهمة بإلقاء اللوم على الولايات المتحدة الأمريكية، بمحاولة الأخيرة اختراق شبكات الاتصالات الإيرانية، ما أدى إلى تشويش الرادارات.. حتى عُقد اجتماع طاريء لمجلس الأمن القومي الإيراني، حيثُ تم صياغة بيانين، الأول صدر عن القوات المسلحة المشتركة، والثاني صدر عن الرئيس روحاني.

يوم السبت 11 يناير 

أصدرت أخيرا القوات المُسلحة الإيرانية بيان الإعتراف، إذ أعلنت بشكل رسمي إسقاط طهران الطائرة الأوكرانية عن طريق «خطأ بشري» .. ولحفظ ماء الوجه وللتخلص من الأزمة التي وقع بها الحرس الإيراني، اُلقي القبض على مشغل الصواريخ و10 آخرين على علاقة بالحادث، ولكنه حتى الآن لم يُكشف عن هويتهم.. وخرج روحاني ليُصرح بتحمل الحادث ومعاقبة كل من له علاقة به.

وفي تصريح مثير يشوبه الندم، قال حسام الدين أشنا، كبير مستشاري روحاني على تويتر: «ما اعتقدنا أنه خبر كان كذبة، وما اعتقدنا أنه كذبة كان خبرًا، لماذا؟ لماذا؟ احذروا من التستر والحكم العسكري».. هكذا كشف «اشنا» عن حالة الإنقسام الشديدة داخل الحكومة الإيرانية، وتحكم الحرس الثوري الإيراني.


تابع موقع تحيا مصر علي