عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مشاعر ما قبل العودة.. مصري من «ووهان» يكشف كارثة: المطار يتعامل مع كورونا كأنه «دور برد».. احنا غير مصابين ومش أي حد يروح الحًميات يقول بسبب اللي رجعوا

تحيا مصر

في نهايات ديسمبر شتاء 2019، وفي أحد الأيام التي ازدحم بها السوق الغذائي في ووهان لتوفير الطعام قبل غلق المتاجر والأسواق.. لاستقبال رأس السنة الصينية الجديدة. أتى أحد العمال، محمولا إلى مستشفى الصدر بمنطقة خانكو في غرب ووهان، يعانى أعراض «حُمى» شديدة، وكان تشخيصه مريض التهاب رئوى، لكن لم تسجّل حالته أي تحسن ملحوظ.

مرت أيام، والعالم يستقبل عامه الجديد، بينما أهالي ووهان يستيقظون على كارثة صحية أصابت أرضهم وهوائهم بسبب تفشي فيروس كورونا 7، وتسجيل أكثر من حالة لعمال السوق خانكو بالإصابة بمرض استثنائي و«قاتل» ليجد الفريق الطبي نفسه أمام كارثة حقيقية.

أجواء تملأها المرض والموت، تخيّم هُنا على 10 مدن صينية مغلقة وأولها ووهان مركز انتشار كورونا .. وفي الوقت عينه، تمر على محمد بلال، الباحث المساعد في مركز بحوث الصحراء، يدرس للحصول على شهادة الدكتوراه في علم النبات الوراثى بالأكاديمية الصينية للعلوم في ووهان.

فوجيء «بلال» بمشهد لم يعتاد عليه. يرافقه الآن أكثر من 300 مصري في مدينة الأشباح، كما توصف اليوم. طواريء هُنا، واستعدادات قصوى هُناك، وتحذيرات عالمية بانتشار وباءٍ جديد من فصيلة الكورونا، وحجر للمقاطعة التي يصفها دائما بالرائعة. أشياء جعلت محمد بلال يبحث للخروج من دائرة الذُعر والقلق بمناشدة السلطات المصرية بإخلاء المصريين المقيمين في ووهان والعودة إلى الوطن قبل أن ينال الوباء منهم. فاستجابت السفارة المصرية لطلب المصريين بالرغبة في العودة.
وبرؤية نصف ضبابية، استيقظ «بلال» في يومٍ مشمس مُحمّلا بالأمل.. ها هي استجابت السلطات المصرية بعودة المصريين إلى أرض الوطن، والرئيس يأمر بتحمل كافة الإجراءات لاخلائهم من ووهان.
يقول الباحث المقيم في ووهان منذ عام 2017: لم يصل المرض إلينا ولسنا مصابين كما يُشيع البعض على مواقع التواصل الإجتماعي، أو كما يتوقع أهالي مدينة مطروح.. «احنا سُلام مش عيانين.. ومش أي حد هيجيله سخونة ويروح مستشفى الحُميات يقول بسبب اننا رجعنا».

لم يدري «بلال» إلى أين ستودي قبلته هذي. تجنّبت عيناه مظاهر الموت.. لقد طمأن أهله وذويه بالعودة، التي يرغبها سريعا ليعود سليما. يحكي لنا عن مشاعره المختلطة بالطمأنينة والقلق والذعر معا. ينتابها أيضا، الحيرة والغضب من المشككين: «في موجة حصلت بمجرد ماطلبنا رجوعنا وكتير قالوا انتو مين علشان حد يفكر فيكم ويخلوكم.. ولما صدر قرار بإجلائنا إلى مصر. في مشككين روّجوا إننا حاملين للفيروس وبيتعاملوا معانا على إننا موبوئين! ده كلام بيتقال بدون وعي».

وبكلمات تخالطها استغاثة، ناشد «بلال» وزيرة الصحة والسلطات بمطار القاهرة بالحرص الشديد في التعامل مع جميع الوافدين من شتّى أنحاء الصين. «مينفعش يتم التعامل مع وافد مشتبه به في حمل فيروس قاتل ويدخل مطار القاهرة عادي ويتم التعامل معاه كأنه دور برد.. ده خطر على الأمن القومي». مؤكدا أن الجالية المصرية لم تصاب بالمرض« كل الجالية بخير لحد دلوقتي. واحنا اللي طلبنا نخضع لحجر صحي علشان نطمن على أولادنا وأهلنا وعلشان مننقلش أي مرض لهم».

وحسب ملحق السفارة المصرية بالصين، فإنه لا توجد احصائية دقيقة لعدد المصريين المقيمين في ووهان حتى الآن. لكن ما تم التوصل إليه 306 شخص تقريبا.

وعلى الرغم أن الصدمة كانت للدرجة التي مكث جميع المصريين بسببها خلف أسوار ونوافذ منازلهم في نواحي ووهان، إلا أن محمد بلال أكد على وجود إجراءات وقائية غير عادية مُتبعة في الصين. نافيا وجود أزمة غذاء كما أشيع: « الصين دولة متقدمة على جميع النواحي ومفيش أزمة غذاء لأنها لو هتوصل الأكل للناس بطائرات في بيوتهم مش هتخسر كتير».

القلق قبل الفيروس.. هكذا وصف «بلال» الباحث بالأكاديمية الصينية للعلوم في ووهان عن أكثر ما يعانيه في وحدته بمدينة الأشباح. متمنيا العودة إلى مصر بإجراءات وقائية مشددة.

تابع موقع تحيا مصر علي