بعد إصابة زميلهم الكندي بكورونا.. العاملون بشركة بترول "الخالدة": بلاش سخرية مننا واحنا عندنا أفضل فريق متخصص للحجر

حالة من الزُعر انتشرت بعد إعلان وزارة الصحة الرسمي تأكد إصابة جديدة بوباء كورونا، أمس الأحد الماضي. وتبين أنه كندي الجنسية يعمل في مصر بأحد شركات البترول الشهيرة في "الخالدة" بجنوب العلمين بالصحراء الغربية. ليكون الحالة الثانية المُعلنة في مصر والموثقة من قِبل منظمة الصحة العالمية.

باتت المنطقة الصناعية البترولية الشهيرة مكانا لحجرٍ من نوعٍ آخر.. إذ تعامل المحيطين بها على أنها منطقة منبوذة لا يصح الاقتراب أو التعامل مع العاملين بها، بل وعزلهم نهائيا. دون مراعاة أن هناك إجراءات حجر صحي سليمة تتبعها الدولة في مثل هذه الحالات. حتى أنه تم نقل الشخص الأجنبي المصاب بسيارة معقمة أعدت خصيصا لحالات الاشتباه بمرض كورونا. على أن تصل الحالة إلى مستشفى مطروح واتخاذ اللازم من اجراءات العلاج. بل وفحص المخالطين به للتأكد من سلامتهم.

خرج العاملون بشركة بترول "الخالدة" عن صمتهم اليوم، للرد على ما أشيع حول المنطقة، وحملات السخرية على السوشيال ميديا من مجهود فرق الوقاية والحجر الطبي.

يقول أحمد بن صالح، وهو أحد العاملين بشركة الخالدة للبترول، ردا علي السخرية والاشاعات المستفزة من الوضع في خالدة -حسب وصفه- أن شركة البترول الشهيرة تقع بعد نحو ٦٠٠ كم من القاهرة تحديدا ١٢٠ كم جنوب العلمين في قلب الصحراء الغربية، تقع اكبر منطقة حجر صحي في تاريخ مصر.

ونشر "بن صالح" على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، منشور يوضح خلاله تفاصيل إصابة صديقهم الكندي دون حدوث إصابات منهم:
١- شركة خالدة للبترول دي اكبر شركة لانتاج الزيت وتاني اكبر شركة لانتاج الغاز في مصر بعد بتروبل، فيها اكبر قاعدة انتاج في مصر ( Salam Base) و هي أكبر مساحة حقول من العلمين وحتي الحدود الليبية، فشركة خالدة واحدة من اكبر المؤسسات المصرية الداعمة للاقتصاد المصري ومن أكبر المؤسسات الموردة لخزينة الدولة المصرية.

٢- شركة بحجم خالدة يعني مؤسسة بشراكة مصرية امريكية فيها نظام واجراءات وخطة استجابة للطوارئ، مش اجتهادات ولا عشوائية، قد تكون فيها بعض النواقص بس علي الاقل فيها اطار عام نقدر نتحرك من خلاله، وفريق طوارئ من مهندسين وفنيين متخصصين وعلي مستوي علمي محترم وبيديرها مجموعة من المهندسين المحترفين وليهم سمعتهم القوية في قطاع البترول المصري، والعاملين بالقطاع يعرفوا دا كويس

٣- حالة الاصابة بفيروس كورونا المكتشفة بخالدة لشخص كندي طلع من كندا بدور برد وحالة اعياء ليه ولاسرته ثم علي ترانزيت في المانيا ثم الي مصر يعني بنسبة ٩٠٪ اصابته من خارج مصر، ودي الحالة الوحيدة المؤكدة بالاصابة ومافيش اي اصابات مؤكدة غيره حتي الان، والرجل المصاب تم نقلة الي مستشفي النجيلة المصنفة كمستشفي للحجر الصحي في مصر هو والمسعف والسائق المرافقين له.

٤- الحجر الصحي ولمدة ١٤ يوم اتطبق علي حقول خالدة في الصحراء الغربية وبالأخص حقول سلام اللي الراجل الكندي دا بيشغل فيها وزيادة في الحرص اتطبق الحجر كمان علي حقول كلابشة وام بركة خوفا من مخالطين المخالطين للحالة المصابة.

٥- احنا هنا في الحقول سواء العاملين في خالدة او شركات الخدمات او المقاولين و عددنا حوالي ١٥٠٠ شخص كلنا بخير ومافيش اي اصابات او حتي اشتباه في اي شخص مننا وكل الاعمال من التنقيب والحفر والانتاج والصيانة وغيرها من انشطة الحقول بتتم بشكل طبيعي وبنسبة ١٠٠٪

٦- الدولة المصرية وللامانة رفعت مستوي الاستعداد لاقصي درجة ومجلس الوزراء اصدر بيان يوضح كل الإجراءات ووفرت فريق طبي قوي من وزارة الصحة ومديرية الصحة بمطروحمن اكتر من ٣٠ طبيب و ممرض ومجهزين بمعدات اول مرة تستخدم وانشأنا ٣ عيادات كاملة موزعة بالحقول وجايين بخطة قوية بالتنسيق مع ادارة خالدة لتطبيقها للسيطرة علي الوضع واكتشاف مجرد الاشتباه بأي حالة بشكل فوري.

٧- كل العاملين تم تقسيمهم ٣ مستويات طبقا لدرجة مخالطتهم للحالة المصابة، وعلي الاساس دا بيتم زيادة المتابعة والتركيز علي المستويات الاعلي، فعلي سبيل المثال اقل المستويات وهو الغير مخالط تماما للحالة المصابة بيتم فحصة طبيا و قياس درجة حرارتة يوميا مرتين فلك ان تتخيل متابعة المستويات الاعلي، وحتي العاملين خارج الحقول في اجازات تم التواصل معاهم بالايميل لمتابعة حالتهم الصحية وتخصيص خط ساخن لهم للاتصال به في حالة الاشتباه باي اعراض مرضية.

٨- فريق ادارة الازمة منعقد بشكل دائم ٢٤ ساعة بالحقول مجموعة صباحا ومجموعة ليلا وتم منع جميع التجمعات كالاجتماعات والاكل داخل المطاعم وصلاة الجماعة بالمساجد لتقليل مساحة الاختلاط والحفاظ علي مبدأ التباعد الاجتماعي، بالاضافة لارتداء الاقنعة الواقية طوال فترة العمل وتوزيع مطهرات والاهتمام بمستويات النظافة وحتي برامج و حملات التوعية.

٩- احنا هنا في الحقول واقعين تحت ضغط ضخم ومسئولية كبيرة من جهة المحافظة علي الانتاج الضخم لخالدة واللي في الوضع الطبيعي بيستهلك مننا كل وقتنا وجهدنا واعصابنا وفي نفس الوقت السيطرة علي المرض الجديد ومنع انتشاره حتي لا يصل لسيادتكم، فكل العاملين في الحقول وبالاخص فرق الطوارئ واللي انا واحد منهم كمهندس سيفتي بيبذل مجهود يومي مرعب، فالامور اللي كانت بتتم بشكل صعب اصبحت اصعب ومجهدة أكثر وتتطلب تجهيز وتحضير اقوي.

١٠- اضف إلي كل ما سبق القلق والتوتر بل والرعب اللي عند اسرة كل واحد فينا ومدي خوفهم من الاشاعات اللي بتروج عننا وعن وضعنا داخل الحقول وكأننا في مدينة الزومبي او مستعمرة الجزام واللي بيحمل علي كل واحد مننا جهد عصبي وذهني اكثر مما نحن فيه، فرجاء منكم جميعا منع ترويج الاشاعات ووقف السخرية من الوضع الحالي ووقف التقليل من مجهودات ناس كتير سواء من خالدة او وزارة الصحة او الدولة لاننا في وضع حرج وبنواجهة أزمة اصبحت عالمية وكل الدول مصابة بها.