عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

تحياتي إلى عامل النظافة.. أهم موظف في البلد

اية الهواري
اية الهواري

طالما كنت أبحث عن سبب يجعلني أهتم بشأن أهم موظف في الدولة (موظف النظافة) وأهتم أن أراه بشكل يومي ليطمئن قلبي على مظهر الشوارع والطرقات، وأردد مع نفسي، العالم لا يستطيع أن يعيش بدون هذا الرجل، وفي الوقت نفسه لا يقدر عمله الشاق جدا، حتى أن الدولة لم تعطيه نصف حقه!

حتى ابتلي الله الأرض بالوباء.. وأصبح الجميع يخشى المرض والموت بسبب فيروس الكورونا، الذي يحث الناس على الاهتمام بالنظافة، وأول طرق الوقاية من هذا الفيروس هي النظافة، زاد اهتمامي أكثر وزاد انشغالي به، كيف سيتعامل موظف النظافة مع مهنته في هذه الشدة الذي تمر بها مصر والعالم؟ كيف يقي نفسه من هذا المرض اللعين الذي لا علاج له ؟ بجانب الأمراض الذي يواجها خلال العمل.. وهل الدولة ستهتم بشأنه وتوفر له الوقاية اللازمة؟، ليباشر عمله، لأنه بالفعل لا نستطيع أن يمر يوم بدونه، كيف ستصبح مصر وطرقاتها بدون موظف النظافة!؟

سؤال غير مرغوب فيه بالمرة لأن الإجابة ستكون قاتلة، ووباء فوق الوباء الذي نعاصره في 2020، قررت أن ألفت النظر إليه ولو بمقالِ بسيط وألقي عليه الضوء كما يضئ لنا الأرض بعمله الصالح الذي لا غنى عنه، عسى أن يغير مسؤولو الهيئات للنظافة والتجميل في مصر وجهة نظرهم في التعامل مع هذا الرجل الذي يستحق الرعاية والاهتمام والتكريم أكثر من ذلك، بدلا من الترهيب بقطع العيش لو تم التواصل مع الصحافة او الإعلام كما قيل لبعضهم!

قليل من التقدير لهذا الرجل إذا سمحتم .. قليل من مراعاة الظروف الحياتية الذي يمر بها. مثال بسيط، منهم من يغترب عن بلده ليباشر عمله في القاهرة ويستأجر غرفة لا تصلح للحياة الأدمية بالرغم من أن بلده بها أيضا موظفين نظافة يمكن أن ينضم لهم ويوفر إيجار غرفة، ويترحم من طعام الشارع والتسول هنا وهناك لكي يوفر مرتبة الذي لا يتخطى 2200 ج شهريا، على الأقل يعيش بجانب عائلته، يكفي تعذيب المهنة أيضا نعذبه أن يكون مغترب!؟

قليل من المحبة كما قال لي عم قرني مرددا.. (الوباء جه عشان نحب بعض لكن ما فييييش) ولا داعي اوصف لك وجع الكلمة الذي تردد في نبرته المشحونة بالحزن بسبب بعده عن عائلته المقيمة في الفيوم وحياته التعيسة في القاهرة و باله المشغول بطفلة المريض و غيره كثير من المعذبين في هذه المهنة التي لا تمنح موظفيها سوى بدلة عمل واحدة سنويا، بدلة لا تدفي له جسد في الشتاء و لا تمتص عرقه في الصيف، بدلة واحدة يتعامل بها عامل النظافة مع الأتربة و تجميع قمامة المواطنين طوال السنة، بدله بتصميم غير مناسب و قماش رديء لا يحتمل العوامل الجوية، و الوان لا تسعد النفس و لا تسر المظهر ( أزرق او أزرق) لا يوجد اختيار ثالث.
اعتقد أن هذا الوقت اهم وقت لكي نتضامن كمواطنين مصرين محترمين مع جيش النظافة ورجالها الأشراف لأخذ ولو جزء من حقوقهم الإنسانية.

انا بدأت و قمت بتصميم بدلة بالون الأخضر الزاهي و اخترت قماش جبردين اقوى من البوليستر التي تصممه الهيئة و كاب نفس لون البدلة ليعطي له مظهر لائق و ثقة بالنفس خصوصا كبار السن منهم مثل عم حسن الذي أجريت الحوار معه و كان سعيد جدا قائلا (الواحد فاكر نفسه منسي وفرحان اوي ان في حد فاكرنا) الحقيقة أعجبت به جدا عندما أجمع كل من في مهنته بقوله ( فاكرنا) وليس فاكرني، مما جعلني قبلت جبينه و لم استطيع تكملة الحوار اكثر بسبب كثرة الوجع الذي سعرت به و طلبت منه أن يقبل مني البدلة التي صممتها كذكرى مني و هدية بسيطة و متواضعة لا تليق به ابدأ، لأنهم حقا يستحقون الأفضل والأجمل.

وأخيرا وليس أخرا، أطالب مسئولو الهيئات من خلال مقالتي بالنظر لموظفين النظافة في الدولة واعطائهم حقوقهم المادية والإنسانية و هذا افضل بكثير من التشجير الذي كلف الهيئة 14 مليون جنيه، علي الأقل في هذه الأيام الصعبة !
وبكل حب ومن كل قلب كل مصري ومصرية شكرا لكل جيش النظافة المزدهر رجال و نساء.

تابع موقع تحيا مصر علي