عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"فساد المنطق" في أزمة رجاء الجداوي.. كيف زاغت الأبصار عن المقصر.. لتصب غضبها على الفنانة القديرة

الفنانة رجاء الجداوى
الفنانة رجاء الجداوى من داخل مستشفى العزل

كشفت إصابة الفنانة رجاء الجداوي بفيروس كورونا المستجد، عن مجموعة من الذهنيات والعقول التي تعاني من "الخلط" وافتقاد أدنى درجات التفكير السليم، وقد نتج عنهم مجموعة من ردود الأفعال التي تفتقد للإنسانية في التعامل.

تحيا مصر، تابع الأزمة منذ بدايتها ورصد مجموعة من ردود الأفعال التي أنقسم الناس معها إلى فريقين، أولهما صب جم غضبه على الفنانة القديرة، واستغرب اهتمام وزيرة الصحة بها وأقحم الفقراء والأطباء في الأمر بشكل مغرض، والآخر اتخذ موقف متطرف من الدفاع عنها والتمادي لدرجة وصلت إلى إهانة الأطباء والمرضى من الفقراء.

ويتضح من ذلك فساد منطق كلا من الفريقين، والأصح منطقيا والأسلم وأكثر إنسانيا، أن نتمنى الشفاء العاجل للفنانة القديرة، وأن نثني على سرعة التحرك الحكومي بحق أحد أيقونات العمل الفني على مستوى مصر والعرب، وأن نطالب في الوقت ذاته بنفس الاهتمام لباقي فئات الشعب، دون ان ترجيح مطلب على آخر.

من خلال الأحداث التي وقعت الفترة الماضية، والتي متوقع أن نرى منها المزيد في المستقبل، علينا ان نتمتع بردود فعل عقلية ومنطقية، وألا نترك انفسنا فريسة للانفعال الأهوج، وأن نحسن استغلال المواقف، وكما أشرنا في الواقعة الخاصة برجاء الجدواي، فكان يجب ان يكون الصوت العالي من نصيب فريق يتمنى الشفاء العاجل للجداوي، وأن يثني على تحرك الحكومة، وأن يطلب ذات الاهتمام لباقي المواطنين.

لم يكن من المنطقي أبدا أن يتم ترك "فنانة قديرة:" تخطت الـ 80 عاما من عمرها، لكي تواجه المرض وحدها، وألا يتم الإنصات لأهلها وأبنتها، لكي نحصل على إعجاب الفريق المعترض على الدوام، وإنما من حق الجدواي أن تلقى أهتمام جيد، ومن حق المواطن أن يحاسب المقصر في فريق عمل وزيرة الصحة، وأن يتم توجيه اللوم له وليس للفنانة وأهلها.

وزارة الصحة عليها أن تحسن التصرف، وأن تتلاشى غضب الفئات الشعبية التي تزيد يوما بعد يوم، بسبب الخطأ في تقدير بعض المواقف، رغم الجهود الجبارة التي تبذلها الوزيرة هالة زايد منذ بداية الأزمة.

اقرأ ايضاً: رسالة الفنانة رجاء الجداوي من داخل الحجر الصحي: "احنا في خطر كبير"
الوزارة عليها التمتع بسرعة التحرك، واتخاذ القرارات الحكيمة، لإنقاذ فناني مصر ونوابها وعمالها وأطباءها وموظفيها، وألا تفرق بين أي مواطن، وأن تسعى بالتوازي مع ذلك لرفع وعي المواطنين لكي لاينقسموا بشكل فادح امام قضية محسومة أخلاقيا وإنسانيا.
تابع موقع تحيا مصر علي