عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

في ذكرى رحيلها.. ننشر لأول مرة سبب تراجع سعاد حسني عن دور چيهان السادات مع أحمد زكي

تحيا مصر

مرّت 19 عاما على فاجعة هزّت الوسط الفني، بحلول اليوم 21 يونيو وهو ذكرى رحيل سندريلا السينما العربية سعاد حُسني في العام 2001.

وكما قيل عن سُعاد من قِبل كبار الكتاب والنقاد بالوسط الثقافي، إنها لم تكن تفتش عن ذاتها بقدر ما كانت تريد أن تشعر بوجودها.. وهذا كله فى توافق تام مع ملامح مصرية صميمة شكلا وروحا وقدرة عالية على التوظيف الدرامى لأدواتها كممثلة سواء بالتلوين الصوتى أو الأداء الحركى أو التعبير بالعين.

اعتادت سُعاد خطف الأضواء مُذ ظهورها الأول، إذ كانت السينما مُتعطشة لنموذج فريد مثلها تماما .. قالب "وسطي" لم تنجح فنانات جيلها في منافستها به، وقت ظهرت كان النموذج الذي يحتاجه السيناريست ليُبدع، فكانت مراهقة طبيعية فى "إشاعة حب" وشقيقة مألوفة فى "البنات والصيف"، وزوجة اعتيادية فى "مال ونساء" .. لكنها منحرفة فى "القاهرة 30" وقاتلة فى "شىء من العذاب" ومتقلبة دائما فى كثير من الأفلام"، ثم هى مثلا ليست بريئة تماما فى "الأشقياء الثلاثة" ولا مذنبة كاملة فى "بئر الحرمان".

يعتبر الفنان الراحل أحمد زكي، أهم من شاركتهم سعاد أعمالهم، وبالرغم من رفض زوجها المخرج علي بدرخان ضمه لدور البطولة أمامها في فيلم "الكرنك" بسبب سمار بشرته وملامحه وقتها، واختيار الفنان نور الشريف، إلا أنها اختارته ليُشاركها الملحمة الرائعة لمحمد خان في "موعد على العشاء" لينطلقا سويا في أكثر من عمل ويحققا معا النجاحات.

ولكن.. كانت السنوات تتلاشى رويدا، والسندريلا تكبر ويزيد مرضها وتتقلص فرص مشاركتها في الأدوار التي تُقدم لها. وبرغم رشاقتها بمسلسل "هو وهي" مع أحمد زكي منتصف الثمانينات، إلا أن المرض تمكن منها لتبدو ذات وزن زائد ووجها مُجهدا من الآلام في مطلع التسعينات بالراعي والنساء، حيث شاركها البطولة أحمد زكي أيضا.

ويبقى السؤال: هل كانت سعاد ستشارك "زكي" أعمالا أخرى وهل كان فيلم السادات مشروعا تم الإعداد له في التسعينات مع السندريلا؟

تقول شقيقة سعاد حسني في كتابها عن أسرار الجريمة الخفية: بعد رجوعها من فرنسا وإجراء العملية الجراحية في العمود الفقري، وتغيير فقرتين ووضع المسامير والشرائح المعدنية بدلا من الفقرتين المصابتين .. لم تمر فترة طويلة وعادت الآلام تراودها مرة أخرى في مكان العملية تدريجيا.. لأنها كانت كثيرة الحركة والنشاط وكان ذلك مرفوض بعد إجراء هذه العملية الكبيرة، وبمرور الأيام والشهور بدأت الآلام تتزايد عليها، فلجأت إلى الأطباء لمعرفة أسباب هذه الآلام واكتشفنا من الأشعة أن "جزء من المسامير والصفائح المعدنية، بدأت تخرج عن المكان الطبيعي لها" .. لذلك كانت تشعر بالآلام عند قيامها ببعض الحركات العشوائية وبدأ يظهر فشل العملية الجراحية التي قامت بها في مرسيليا، ودخلنا مرحلة جديدة من العلاج الطبيعي، على أمل أن تعود المسامير والصفائح إلى مكانها الطبيعي وكان العلاج مستمرا على فترات متباعدة حتى وصلنا إلى صيف 1995.


"العصب السابع" سبب فشل مشروع دور چيهان السادات مع أحمد زكي

تقول أخت سعاد حسني في "أسرار الجريمة الخفية"، إنه في نفس الفترة التي مرضت بها سُعاد، هاتفتها بصوت متفائل : "اتصلت بيا وكنت عند ماما بالهرم وكان صوتها سعيد، وهذا الإحساس لم أشعر به منذ فترة طويلة.
"انتي فين يا حبيبتي وحشتيني.. انتي مشغولة أو وراكي حاجة أنا عايزاكي ضروري.. سلمي على ماما وعلى مهلك وانتي سايقة"ّ.

تضيف: قابلتني بترحاب كعادتها وبعد اطمئناها على الجميع، بدأت في الدخول في الموضوع:
بكرة في ميعاد عمل مع المخرج والسيناريست وأ. أحمد زكي عشان هعمل فيلم .. لما سألتها عن آلام ظهرها ردت "الشغل هلهيني وأديني بروح اعمل علاج طبيعي وطبعا زي ماانتي عارفة الشغل بيبقى فيه تحضيرات كتير قبل التصوير". 

وبسؤالها عن الدور الجديد الذي تحضر له، قالت سعاد: شخصية السيدة الأولى چيهان السادات.. بس السيناريو عايز شغل كتير فيما يخص شخصية چيهان السادات. وهنبدا ورشة عمل من بكرة الساعة 7 بالليل ونستقبل الضيوف.

بدأنا في تحضير استقبال فريق العمل. وروّحت، وتاني يوم اتصل زوجها ماهر عواد وقال لي إن سعاد أجلت الميعاد وهتتصل بيكي بكرة.. انتظرت تليفونها ولم تتصل، لكني قررت الذهاب إليها مباشرا، فتح لي الباب "أبيه ماهر"، سألته عن سعاد قالي في سريرها تعبانة شوية، هرولت على الغرفة، وجدتها مستلقية على سريرها وكان وجهها بالاتجاه المعاكس ولم تلتفت لي واكتفت برمي السلام دون النظر إليّ.

-سلامتك يا حبيبتي بعد الشر عنك مالك إيه تعبك.. ظهرك بردو.
- بعد اتفقنا على الشغل نمت ووجهت التكييف عليا مباشر عشان كنت حرانة أوي ولما صحيت لاحظت إن وشي وفكي ملووحين وعنيا اليمين مقفولة، بس مفيش ألم، وأنا سألت وعرفت أن ده إلتهاب في العصب السابع، بسبب التكييف. قالتها ببساطة حتى تخفف عني الصدمة فادركت أن هناك كارثة.

اقرأ أيضا: القصة الكاملة لارتباط أحمد فلوكس بالإعلامية ديالا مكي .. متى بدأت ؟

وبعد ما لاحظت خوفي، قالت لي: دي حاجة عارضة وسهل علاجها وكل اللي جاتلهم خفوا منها على طول في وقت قصير". 

من بداية هذا الابتلاء "التهاب العصب السابع"، بدأنا رحلة علاج أخرى بجانب العمود الفقري بنفس المستشفيات وعلى يد نفس الأطباء على أمل أن يتم شفاءها من الشلل الفيروسي للعصب السابع، الذي أصاب نصف الوجه الأيمن، وكانت هي من الحالات الاستثنائية التي يتم علاجها بصعوبة.

لم تُشفى من المرض نهائيا، وترك اثارا تشبه شلل بالوجه في اماكن متفرقة كالفك، والعين، بخلاف أن وجهها وجسدها بدأ في الانتفاخ بشكل غير طبيعي من كثرة أدوية الكورتيزون وذلك بسبب العلاج الخاطيء من بعض الأطباء بمصر.

تابع موقع تحيا مصر علي