عاجل
الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"إنه مارادونا".. فتى من ذهب وأسطورة لن تتكرر.. الأرجنتين تودع مندوبها فى العالم الرياضى بالورود

تحيا مصر

لا تغيب الأساطير سهوًا أو فى غفلة عن الناس.. إنه " ماردونا" حديث العالم لسنوات، الذى صال وجال فى ملاعب كرة القدم، وكان رفيقًا لها، ومعشوقًا لجماهيرها، وغيابه كان بدرجة حضوره، حيث ودعه العالم أجمع، بشكل عام، والأرجنتين بشكل خاص، فى مشهدٍ رسمى، يغلب عليه الطابع الجماهير، فى جنازة تعد الأكبر فى التاريخ الأرجنتين.

لا تعرف الجماهير فى الوطن العربى والعالم، اسم رئيس الأرجنتين، لكنها تعلم كل خطوات اللاعب الساحر، دييجو ماردونا، الذى يتسلم الكرة فى منطقة المنتصف ويخترق اللاعبين بسهولة، متحركًا بسلاسة متناهية، كأنه خارق جاء من عالم آخر.

"الساحر، الفضائى، الخارق للعادة"، ألقاب ارتبطت بلاعب قصير، محدود الثراء، وفائق المهارة، والقدرة على الاختراق، والتسلل بين الخصوم طوال القامة.

ودعت الجماهير فى العالم، ماردونا وكأنه سفير الفقراء فى العالم، فهو ابن الأحياء الجنوبية الفقيرة فى الأرجنتين، لعائلة محدودة الدخل، لكنها تكتنز داخل جدرانها، كنزًا تفجرت موهبته فى الساحة الخضراء.

كانت الدموع الأرجنتينيه، الباكية على رحيل الأسطورة، يسبقها الكثير من الجولات التى خاضها ماردونا فى العالم الرياضى، حيث تسابقت عليه الأندية الرياضية، ودفعت من خزائنها الملايين، ساعية اقتناص هذا الفتى الذهبى الذى دار فى عالم كرة القدم نجمًا لامعًا فائق الموهبة.

اقرأ أيضًا: غادر ملعب الحياة .. تعرف علي أبرز وأهم محطات الأرجنتيني مارادونا

لم يشتبك بعالم السياسة، لكن نشأته فرضت عليه التواجد فى تلك الدائرة الصعبة، فقد ترعرع موطن الأسطورة الخالد " تشى جيفارة"، حتى أن الجماهير فى العالم نصبته رمزًا لها.

لم يكن ماردونا، لاعبًا عاديًا، يحضر إلى التمرين ملتزمًا، فى الصباح، تستولى عليه تلك الرهبة من المدير الفنى، أو انتقاد الجماهير، ولم يكن فى المساء ملتفًا بغطاء متخفيَا عن أعين الجماهير، بل كان شعبيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

يحضر المبارة ويمتع الفريق الخصم، والجماهير المتفرجة، ويسهر فى المساء فى إحدى تلك الحانات المفتوحة دائمًا فى الأرجنتين.. أقبل على شرب المخدرات، وتمكنت منه لفترة، لكنه طردها، ولا نعرف هل تناولها بعد ذلك أم لا.

اقرأ أيضًا: محمد صلاح ينعي مارادونا (صورة)

وحده ماردونا من حقق كأس العالم للأرجنتين، فلم يكن الفريق محدود المواهب يمكنه أخذ الكأس الذهبية من فرق هائلة القدرات، لكن الأسطورة " ماردونا" تمكن من القبض عليها وتقديمها للشعب الأرجنتينى، من بين انجلترا وفرنسا والبرتغال، ودول الثراء الفاحش والامكانات المهولة.

رحل ماردونا ومعه الكثير من الموهبة والمهارة، لكنه ترك وريثًا آخر يمتعنا فى كرة القدم، وهو الصغير " ليونيل ميسى".

تابع موقع تحيا مصر علي