عاجل
الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي تكتب عن عام جديد: نحتاج للضغط على زر إعادة الضبط!

تحيا مصر

العام الجديد 2021 سيكون أفضل. بل يجب أن يكون أفضل! ربما تكون واحدًا من الملايين في العالم الذين يخططونبلغة التكنولوجيا للضغط على زر إعادة الضبط في الأول من ينايرلأن الأمور كانت خلال الشهور الماضية أقرب إلى الفوضى والملهاة! يحمل كل شخص من هؤلاء بلا شك قائمة بالأهداف التي ينوي العمل على تحقيقها للعبور نحو الأحسن في السنة الجديدة فالأهداف لا تتحقق بالأماني وإنما بالعمل ولا غير العمل.
وعن نفسي تتركز قرارات السنة الجديدة في ثلاث عناصر هي من النوع السهل الممتنع ويرتبط تنفيذها لحد بعيد بشخصي ولا أحد سواي،وتتلخص في تناول طعام صحي وفقدان الوزن وأن أكون شخصًا أفضل داخليا وخارجيا!
قد يراها البعض أهدافا متواضعة بسقف طموحات محدود، لكني أراها أهدافاذات جودة عالية وجديرة بالإعجاب؛ فبعد مشوار حياة امتد لخمس عقود ونصف أستطيع أن ألخص المطلوب للنجاح في تلك العناصر الثلاث.لست حكيمة الزمان ولا "فلحوسة"- عبارة مصرية تعني ادعاء الفهم- ولكني أحب أن أشارك قرائي أفكاري وتجاربي التي ربما تساعدني في المقام الأول على تحسين نفسي والاعتناء بها ولكم أن تبتعدوا عنها إذا كانت نصائح منفرة أو روشتات غير صالحة.
أعود للثلاثي الذي قررت الالتزام به في عام جديد أكثر مما فعلت في سنوات ماضية. أولا،الحرص على تناول الطعام الصحي وهو نظام غذائي متوازن في مكوناته بين البروتين والخضر والقليل من الكربوهيدرات مثل الأرز والمكرونة. ويتحول هذا النظام في الغالب إلى أسلوب حياةفيعزز الحالة الجسدية والعقلية السليمة للإنسان مما يسمح بالعمل والإنتاج بأداءأفضل مع شعور بالإرهاق أقل من ذي قبل. وهذا العنصر المهم أي التغذية الصحية هو في حد ذاته طريق لتحقيق العنصر الثاني المتمثل في فقدان الوزن بفضل التوازن بين السعرات والنشاط المبذول، ومن شأنه الحفاظ على الصحة الجيدة والاستثمار في المستقبل بمعنى أن يتمتع الشخص باللياقة ويتجنب الكثير من الأمراض خاصة عندما يتقدم به العمر. وفي رأيي هذا التوازن أحد عوامل تحقيق الرفاهية الصحية والسعادة والتي تسبق رفاهية امتلاك المال والسلطة والأبناء.

اقرأ أيضًا.. ألفة السلامي تكتب: الأسئلة الصعبة عن لقاح كورونا

أما العنصر الثالث فهو المتعلق بتحسين الذات نحو الأفضل بما يتضمنه من تطوير الذات وتنمية المهارات وتبدأ هذه العملية- التي تتصف بالديمومة ولا تتوقف عند مرحلة عمرية معينة- بإلمام الشخص بنقاط ضعفه وقوته ومحاولته لتحسينها والعمل على تقوية النقص فيها وتطوير ما يجيده أو بمعنى آخر اكتساب نقاط قوة ومهارات في السيطرة على النفس والمشاعر ومحاولة توجيهها للمنفعة. وهنا تكمن الصعوبة حيث لا يميل أي شخص مهما كانت مؤهلاته وثقته بنفسه إلى أن يواجهها ويكون واضحا معها وبالتالي أن يحدد نقاط ضعفه ومايريد أن يتعلمه ويتغلب عليه. ومن يرى نفسه خاطئا ومليئا بالعيوب؟! لعلهم أشخاص في مرتبة الملائكة، أولئك الذين يتطورون بشكل أفضل ويصلون لتحقيق أهدافهم بسرعةتفوق غيرهم. ولا داعي للقلق أو التوتر عند الحديث مع النفس لتحديد ما يجب أن يتم تغييره وتعديله لأنهما من أسباب الفشل، وبدلا من ذلك من المهم التفاؤل بشأن المستقبل لأنه يبعد القلق ويزيل التوتر. لكن المطلوب أيضا هو النوع الصحيح من التفاؤل بمعنى ليس التفاؤل المجاني المفتقد للمعنى والقيمة .. بل الذي يركز على الجانب المشرق من الحياة أولا وألا ينشغل البال فقط بالصراعات والمشكلات بل بالعمل ثم العمل لأنه أكبر محفز للشعور بالإيجابية. وعندما يكون الشخص متفائلا وإيجابيا يستطيع أن يحفز عقله على التعامل بهدوء أكبر مع تلك المشكلات أو الصراعات ويكون أكثر قدرة على حلها.
وإذا ركز الناس كل توقعاتهم على بعض التجارب السلبية مع شركائهم في العلاقات المتنوعة فإن ذلك يهيئهم لمزيد من خيبات الأمل ثم يدخلون في نوبات حزن قد تؤدي للاكتئاب. ولا بأس في تعديل السلوكيات إذا حدد الشخص موطن العيب أو الخطأ في شخصيته.. ليس علينا دائمًا القيام بالأشياء بالطريقة التي اعتدنا عليها دائمًا وإذا توقفنا عن العناد وجربنا أن نكون أكثر مرونة ونتخلى عن الأسلوب الدفاعي فهذا من شأنه تحسين جودة العلاقات مع الآخرين.

اقرأ أيضًا.. ألفة السلامي تكتب عن فيلم هز العالم .. الوجه القبيح للرأسمالية!
أفتح قوسين هنا وأشير إلى أن هناك أناسا يعتقدون أنهم الأعظم وأنهم لا يخطئون أو أنهم أفضل من البقية. ربما يكونون كذلك (حسب رأيهم)، لكن كلما أسرعوا في الخروج من هذا الوهم كان ذلك أفضل لهم، وكذلك للأشخاص من حولهم. التواضع والتواضع هو مفتاح الحياة الإيجابية التي تطور صاحبها وتجعله الأفضل. وتحضير طريق النجاح يستوجب تسوية جبال شاهقة من الكبرياء والتعالي وملء وديان من التواضع. ولعلنا في أشد الحاجة إلى خفض درجة اليقين فيما نمتلكه من حقائق نراها يقينا بينما هي كذلك لأنها فقط لم تُختبر من قانون النسبية!
أخيرا، من المهم وأنا أنظر إلى مرآتي عند استقبال عام جديد، أريده جديدا وأريدني جديدة فيه،أن أحدثني بأنه من المقبول أن أضع "أنا" قبل "نحن" ليس من باب الأنانية البغيضة وإنما حرصا على الحماية من بعض الأشخاص الذين يملؤون حياتنا ويلعبون دور الشهيد المضحي ويضرون الآخرين إذا دخلوا دواماتهم، لأنهم قادرون على التأثير سلبيا على صحة الآخرين النفسية. والحل هو الابتعاد عنهم مسافة للحفاظ على إيجابية أكبر وعدوانية أقل وستكون هذه المسافة جيدة لي ولكنها جيدة أيضا لمن نقرر الابتعاد عنهم!
كل عام ونحن أكثر بهاء وتجددا، نغفر لكل من تسببوا في إيذائنا ونصلي من أجلهم ونغفر أيضا لأنفسنا ونصلي لمن آذيناهم. أتمنى لكم جميعا موفور الصحة والسلام الداخلي والخارجي وأن نفلح جميعا في الضغط على زر إعادة الضبط لتحسين جودة حياتنا في عام جديد.
تابع موقع تحيا مصر علي