عاجل
الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائبة مرثا محروس تكتب: الإنسانية تحتفل بذكراه

تحيا مصر

تمر بنا الأيام سريعا وتنقضى مثل البرق وتحل بنا الذكرى التاسعة على رحيل قداسة البابا شنودة، الذى غاب عنا بالجسد، لكنه باق بالروح وبعذوبة كلماته وفكره الراقى، فالسبت17مارس 2012 ليس مجرد ذكرى، بل سيظل محفورا فى وجدان الكثير من المصريين، مسلمين ومسيحيين، ذلك اليوم الذى انطلقت فيه روح أبينا المثلث الطوباوى قداسة البابا شنودة الثالث إلى السماء مُحلقة بعد أن كان ملء السمع والبصر بحياته الحافلة على الأرض وبتعاليمه السمحة وسلامه الدائم ووطنيته المتأصلة.

ولِد البابا شنودة الثالث باسم نظير جيد روفائيل في 3 أغسطس 1923، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا.

البابا شنودة.. تاريخ ممتد

التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947.

وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بـ"الكلية الإكليركية"، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات عمل مدرساً للتاريخ، وحضر فصولاً مسائية في كلية اللاهوت القبطي، وكان تلميذاً وأستاذاً في نفس الكلية في نفس الوقت.

وكان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية، ولقد كان ولعدة سنوات محرراً ثم رئيساً للتحرير في مجلة مدارس الأحد، وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة.

وعمل ضابطاً برتبة ملازم في الجيش، ورُسم راهباً عام 1954، وعمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس عام 59، ورُسم أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية وانتخب خلفاً للبابا كيرلس عام 71. 

وعندما تنحى البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر.

ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر1971 وبذلك أصبح البابا رقم (177) في تاريخ البطاركة.

البابا شنودة: إنسان يعرف معنى المحبة

كان البابا شنودة إنسان مسالم يعرف معنى المحبة، متواضع فى تعاملاته، بسيط فى سلوكياته لأقصى درجة ولا يعرف أى معنى للتفرقة أو التمييز بين مصرى مسلم أو آخر مسيحى، وكان مهمومأ بقضايا العرب خاصة القدس المحتلة  والمستوطنات وكان معارضا قويأ ومقاتلأ فى التمسك بمواقفه فى هذا الشأن واعترف قائلا إن القدس لن تتركها إسرائيل عن طريق المفاوضات، وكان أيضا شخصية فريدة فى التعامل مع قضايا الوحدة الوطنية ويتعرض لها بأسلوب رصين، بل كان حريصا على خلق الحوار الدائم والمستمر بين جميع الأديان السماوية، وكان يتكلم كثيرأ عن القيم والمبادئ واعتبرها أهم من القانون من حيث المعنى، فمن يحترم القيم والمبادئ فمن السهل أن يحترم القانون.

كانت يده دائمأ تمتد لتحمي مصر من صواعق الفتنة فكان يردد دائمأ قوله الشهير:” مصر وطنا يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه "، كانت يده تدعو للوحدة بين المسيحيين في جميع أنحاء العالم، خالدًا في كل نفس عرفته.

كان قداسته يحيا ما يقول قبل أن يقوله، لهذا كانت حياته قدوة صالحة، ومثلا أعلى لكل من عرفوه، عاش مدققا، أمينا صادقا، طاهرا، قديسا فأثر في الجميع ليس بكلامه وعظاته فقط بل بسلوكه الملتزم، وعلاقاته الحبية، ومعاملاته الرقيقة”.

  أن قداسة البابا شنودة الثالث كان علمأ في كوكبة كبيرة من رواد جيل القرن العشرين الذين حملوا مشعل الريادة للنهضة الروحية الكنسية في العصر الحديث فأستحاق ان يلقب بمعلم الأجيال.

حقًا رحل عنا بالجسد ولكن أبناؤه مازالوا متعلقين به يرددون فى كل مكان ما تعلموه منه من فضائل وسلوك وتعاليم انسانية لا يمكن أن يمحوها الزمن والأيام بل السنوات، لذلك لم يكن هذا الاحتفال مقتصرعلى ابناءه الاقباط ولكنه احتفال يخص كل من تعلم منه معنى الانسانية، فاليوم الأنسانية تحتفل بذكراه.

تابع موقع تحيا مصر علي