عاجل
الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب: دير السلطان.. والتعدى على الرهبان

تحيا مصر

فى الوقت الذى تعانى فيه العلاقات المصرية الإثيوبية من التوتر الشديد، بسبب التعنت الإثيوبي فى مفاوضات سد النهضة، نجد أن مشكلة دير السلطان تطفو من جديد على السطح، وذلك أيضاً بسبب التعنت الأثيوبي.

محاولة طمس هوية الدير

ففى يوم 29 أبريل الماضى، الذي يوافق يوم خميس العهد فى أسبوع الآلام المقدس حسب التقليد القبطى"، نصب الرهبان الاثيوبيين خيمة فى ساحة دير السلطان، ورفعوا عليها العلم الاثيوبي، مما استفز ذلك الرهبان المصريين، لما فى هذا الأمر من سعى لتغيير وطمس هوية الدير المصرية، فأزالوا الخيمة، وانزلوا العلم الاثيوبي، فما كان من الرهبان الإثيوبيين، إلإ أنهم قاموا بالهجوم على الرهبان المصريين، فقاد الأنبا انطونيوس المطران المصري وقفة احتجاجية من الرهبان المصريين، ضد هذه التصرفات العنيفة والغير مسئولة والتى لا تليق بقدسية أسبوع الآلام ولا بثوب الرهبان الذى يرتدونه.

التصرفات الإثيوبية تدل على الرغبة العارمة الإساءة لمصر

والحق ان هذه التصرفات الإثيوبية تدل وبشكل قوى على الرغبة العارمة للإساءة لمصر والانتقام منها، ويرجع ذلك بشكل كبير لسيطرة النزعة الاسطورية فى الشخصية الاثيوبية، حيث ترى على غرار الشخصية الصهيونية، إنها الشخصية الأسمى والمختارة من قبل الله لتملك كل الاراضي، التى تقع جنوب مصر، وإنها حتى صاحبة السيادة على مصر، ولذلك تم تغيير اسم "الحبشة" التاريخى، واستبداله باسم "اثيوبيا"، والذى يعنى اصحاب البشرة المحروقة، وذلك لتعزيز هذه المزاعم الاسطورية.

ولأن الشخصية الاثيوبية كانت تصاب دائما بهزيمة ثقيلة وخيبة امل عارمة، كلما دخلت فى مواجهة حقيقية مع مصر عبر تاريخها، ولأنها تشعر داخلها بأنها مدينة بالفعل للكنيسة القبطية التى امدتها بالعقيدة والطقوس وحتى الثقافة وللمصريين الوافدين إليها والذين امدوها بالعلوم والنظام الاداري، كما يذكر المقريزى فى رسالته التاريخية البليغة "الإلمام عما بأرض الحبشة من ملوك الإسلام، وهذا يجرح بشدة نرجسيتها المستمدة من الاساطير التى تتحكم فى عقلها الجمعى، ولذلك كله تسعى اثيوبيا من الانتقام من مصر ككل، ومن الكنيسة القبطية بشكل خاص، لأنها المؤسسة الشاهدة على ايادى مصر البيضاء على اثيوبيا، وهذا يزعج الأخيرة بشدة.

مشكلة دير السلطان

وتعد مشكلة دير السلطان إحدى أدوات العقلية الاثيوبية الانتقامية، تجاه الكنيسة المصرية، التى مثلت عبر تاريخها الأم الرؤوم للكنيسة الاثيوبية، حيث حملت لها منذ عهد القديس اثناسيوس الرسول "البطريرك رقم 20" الايمان المسيحى، وظلت حتى عام 1974م تقدم لها خيرة ابنائها كمطارنة ليرعوا المجتمع الاثيوبي بالحق والعدل والاستقامة.

وفى نفس الوقت تعد مشكلة دير السلطان مظهراً بارزاً من مظاهر رعاية الكنيسة المصرية للاثيوبيين ،فهذا الدير المصري الذى يعد درة الاملاك المصرية فى مدينة القدس الشريف، حيث يمثل المعبر الرابط ما بين دير الانبا انطونيوس مقر المطران المصري، وكنيسة القيامة، ومع ذلك لم تبخل الكنيسة المصرية عن استضافة الرهبان الاثيوبيين فيه خلال فترات تاريخية متفرقة، وذلك لعدم وجود أملاك حبشية داخل مدينة القدس ،ولكن سرعان ما قوبل الإحسان المصري بالتمرد والجحود من قبل الرهبان الاثيوبيين ،وتطور ذلك سيكون محور المقال القادم، وللحديث بقية.

تابع موقع تحيا مصر علي