عاجل
الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

سد النهضة ليس الأول.. «الصومال وكينيا ضحايا السدود الإثيوبية» في برنامج IN AFRICA مع إيمان الشعراوي

تحيا مصر

ناقشت الحلقة الجديدة من برنامج ' IN AFRICA'  المذاع على موقع تحيا مصر والذي تقدمه إيمان الشعراوي الباحثة المتخصصة في الشؤون الافريقية، معاناة بعض شعوب حوض النيل بسبب انتهاك اثيوبيا لحقوقهم المائية وبناء سدود على الانهار المشتركة بينهم بدون تنسيق او اخطار مسبق، واتخاذ إجراءات أحادية الجانب بشكل منهجي يهدد سبل العيش والاستقرار، ليس فقط في مصر والسودان، ولكن أيضًا في الصومال وكينيا.

بحيرة توركانو بكينيا

دشنت إثيوبيا سد كهرومائي ضخم على نهر أومو الذي يغذي بحيرة توركانا الكينية أكبر بحيرة صحراوية في العالم ، وهو ما ترتب عنه جفاف البحيرة وانخفاض منسوب المياه في نهر أومو ، فضلًا عن تزايد معاناة الصيادين في كينيا من جراء هذا السد وبوار الاراضي، حيث أن هذه هي السياسة الممنهجة التي تتبعها إثيوبيا مع مختلف جيرانها، وهو ما تسبب في أن أصبحت بحيرة توركانا في كينيا على وشك الانقراض، على نحو ما أعلنت اليونسكو.

 

الصومال ونهري جوبا وشبيلي 

كما ألحقت إثيوبيا أضراراً جسيمة بسكان حوض نهري جوبا وشبيلي في الصومال حيث يشكل نهر شبيلى شريان حياة للملاين المزارعين في الأقاليم الجنوبية في الصومال، وفي مواسم هطول الأمطار الغزيرة فأن مياه نهر شبيلى يمكن أن تتلاقى مع مياه نهر جوبا، ويعتمد ملاين من سكان الصومال  مياه النهر كمصدر رئيسي للشرب الآدمي والماشية، اضافة الى إنتاج الغذاء الضروري لحياتهم. وقد تسببت السدود التي أقامتها إثيوبيا في إحداث المجاعة والنزوح من الأراضي الزراعية في الجنوب مما سيؤثر سلبا على حياة مئات الآلاف من الأسر التي تحترف بالزراعة والرعي على ضفاف نهر شبيلى، لا سيما وأن تلك المنطقة من أكثر مناطق البلاد اكتظاظا بالسكان، كما سيؤدى الى انهيار النظام الإقتصادي القائم على الزراعة وتربية الحيوانات على ضفاف الأنهار الخصبة، وهذا بدوره يسبب اختلال النظام الديموغرافي في تلك المناطق.

بناء 100 سد 

ومن جانبها، أكدت إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشؤون الافريقية ومقدمة البرنامج، أن إعلان أبي أحمد رئيس الوزراء الاثيوبي عزم إثيوبيا بناء أكثر من 100 سد على روافد نهر النيل الأزرق، يؤكد عزمه انتهاك حقوق شعوب حوض النيل وتبوير أراضيهم وتجويع شعوبهم ، مضيفة أن ما حدث في كينيا والصومال نموذج على أرض الواقع.

 

وأضافت الشعراوي، أن إثيوبيا تتعامل مع الأنهار المشتركة من منطلق أنها المالك الوحيد لكل الأنهار التي تنبع من أرضها، مؤكدة ان هناك سدود أخرى قامت إثيوبيا ببنائها و تسببت في تبوير الأرض وهجرة مئات الآلاف وجفاف البحيرات، مشيرة إلى أن هذا النهج موجود لدى إثيوبيا منذ عدة سنوات، لكن رئيس الوزراء أبي أحمد ركز عليه ليستغله في تعزيز صورته كزعيم قومي، مستغلا موقع إثيوبيا الاستراتيجي.

التناقض الاثيوبي

وذكرت الشعراوي، نهرى جوبا وشبيلي المشتركان بين إثيوبيا الصومال، واللذان يعتبران أساس التنمية الزراعية في جنوب الصومال فى مساحة تزيد عن نصف مليون فدان، مفيدة أن الصومال كانت قد تقدمت بطلب الى البنك الدولي لتمويل تكاليف إنشاء سداً على نهر جوبا عام 1985، بهدف تنظيم وتطوير الزراعات القائمة وتوسعها ، فأخطر البنك الدولي أثيوبيا وكينيا الدولتين المشاركتين فى الحوض للموافقة على السد قبل موافقة البنك على تمويله ، ورفضت أثيوبيا اقامة السد وتم إلغاء القرض، وبعدها في عام 1988، وبدون إخطار مسبق قامت أثيوبيا ببناء سد ميلكاواكانا على نفس النهر بسعة حوالى مليار متر مكعب.

 

ولفتت الشعراوي، إلى أن أثيوبيا قامت بافتتاح سد جديد مؤخرا على رافد لنهر جوبا بسعة 2و5 مليار متر مكعب لتستنزف معظم مياه هذا النهر التي تعتمد عليه الصومال في ري أراضيها، كما أن هذا السد احتجز كميات كبيرة من المياه وأصاب النهر بالجفاف وأدى لانهيار وتدمير المناطق الزراعية، وتحولت 80%من المناطق المحيطة بالنهر لبؤر وأراض تعاني الجفاف، مما ينذر بكارثة حقيقية تؤثر على حياة الإنسان والمواشي والبيئة إذا ما استمرت الأمور على هذا النحو.

خفض منسوب حوض نهر أومو

وتطرقت "الباحثة المتخصصة في الشؤون الأفريقية" إلى حوض نهر أومو المشترك مع كينيا ، حيث قامت أثيوبيا وحدها بإعداد مخطط لإنشاء 5 سدود على هذا النهر باسم سلسلة سدود جيبى، وانتهت أثيوبيا من بناء سد جيبى الأول بسعة كهربية 184 ميجاوات، وسد جيبى الثانى بسعة كهربية 420 كهربية ميجاوات، وسد جيبى الثالث بسعة كهربية1870 ميجاوات، وسعة 14 مليار متر مكعب، وبارتفاع 243 مترا وهو الأعلى فى إفريقيا ونفذت شركة سالينى الإيطالية السدود الثلاثة .

وأشارت إلى أن هذه السدود  لها أثار بالغة على عدد كبير من مواطني كينيا، فنهر أومو يصب فى كينيا فى أكبر وأشهر بحيرة صحراوية فى العالم وهى بحيرة توركانا، وسد جيبى الثالث سيخفض منسوب البحيرة بحوالى 10 أمتار، وبما قد يقضى على النشاط الزراعى وكذلك صيد الأسماك للسكان المحليين، ويهدد حياة الحيوانات والطيور البرية التى تعيش على البحيرة. التهرب من الإلتزمات.

 

 

وبينت الشعراوي، أنه بالاضافة إلى هذه الممارسات فان إثيوبيا تتهرب بشكل دائم من جميع الاتفاقيات الدولية السابقة مثل اتفاقية 1902 مع مصر والسودان والتى تنص على عدم إقامة أى منشآت على النيل الأزرق ونهر السوباط وهو أمر تدلل عليه أمثلة عدة ترصد هذا السلوك "غير التعاوني " فى عدة أحواض أنهار "مشتركة " تنبع من أراضي الهضبة الأثيوبية ، أولها "روافد نهر النيل مثل سدود "شارا شارا وفينشا وتانا بليس والنهضة" على النيل الأزرق، وسد "تكيزى" على نهر عطبرة، بالإضافة الى سدين جارى الانتهاء من إنشاءاتهما على نهر السوباط .

تابع موقع تحيا مصر علي