عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب: شكري مصطفى «أمير المتطرفين» - ٢

تحيا مصر

واستكمل.. وقبل أن تأتى ساعة الظهيرة فى يوم الخطف، تعلن الجماعة المعروفة باسم «التكفير والهجرة» مسئوليتها عن الحادث وتحدد مطالبها العديدة للإفراج عن الشيخ المختطف بالإفراج الفورى عن أعضاء الجماعة المقبوض عليهم، وكذلك المحكوم عليهم فى قضايا سابقة ودفع مائتى ألف جنيه فدية، وأن تعتذر الصحافة المصرية عما نشرته من إساءات فى حق الجماعة، وكذلك نشر كتاب أميرها شكرى مصطفى «الخلافة» على حلقات فى الصحف اليومية وتسليم الطفلة سمية ابنة رجب عمر أحد أعضاء الجماعة المنشقين عليها لأمها التى تمسكت بعضويتها فى الجماعة ورفضت الذهاب مع زوجها فاعتبرت الجماعة الزوج المنشق غير أهل للأبوة ويجب حرمانه من طفلته، وحتى صدور بيان جماعة التكفير والهجرة، لم يكن الأمن يعرف من الذى خطف الشيخ الذهبى ورحبت الداخلية بالحوار مع الجماعة عن طريق المحامى شوكت التونى الذى قام بالوساطة ليمد من أجل إنذار قتل الشيخ الذهبى من الساعة ١٢ ظهرًا إلى الخامسة، وحول الاستجابة للإفراج عن المحكوم عليهم من أعضاء الجمعة، أصدرت الداخلية بيانها بأن المتهمين فى حوزة القضاء وليس لها الحق عليهم، ووافق المهندس عثمان أحمد عثمان صديق الشيخ الذهبى على دفع الفدية، لكن ممدوح سالم، رئيس الوزراء، قال للجميع: «دول شوية عيال وكل شىء سينتهى على ما يرام بعد ساعة أو اتنين بالكتير».. وانفضت مهلة الجماعة الثانية ولم تبدأ ماكينات الطباعة فى الصحف فى جمع حروف الجزء الأول من كتاب «الخلافة» لأمير الجماعة، وعن طريق المصادفة البحتة مع تكثيف بحث النيابة، تجمعت الشكوك حول إحدى الشقق فى مدينة الأندلس بالهرم لتعثر الشرطة على شخصين من أعضاء الجماعة ومدفع رشاش وألف طلقة، وفجأة يدخل شخص ثالث ما إن يرى رجال الأمن حتى يحاول ابتلاع ورقة فى حوزته ثبت أنها رسالة بالشفرة من أمير الجماعة تتضمن الأمر بنقل جثمان الدكتور الذهبى من الفيلا بشارع محمد حسن على عربة كارو بعد إجراء عمليات الإخفاء والتمويه وزيادة كمية النشادر منعًا لتسرب أى رائحة، وبعدها تنقل داخل إحدى السيارات إلى منطقة قتاتة لتلقى فى أحد المصارف وكانت الكلمات المشفرة «تنفيذًا للدور الذى كلفتم به، نرجو أن تعدو خيشًا ونشادر وعربة يد لنقل البضاعة من المكان المعروف»، ليعثر على الجثمان الطاهر حافيًا معصوب العينين بشال أبيض راقدًا بجلبابه الأبيض فوق الفراش وبجانبه نظارته الطبية وطلقة رصاص فارغة وأخرى مستقرة فى عينه اليسرى تاركة دائرة محترقة فى نسيج العصابة البيضاء.. وتواصل الداخلية بحثها عن أمير الجماعة ليتم القبض عليه فى الثامن من يوليو، أى بعد خمسة أيام فقط من الجريمة النكراء.

الخلايا الإخوانية

سقط شكرى أحمد مصطفى زعيم جماعة الإرهاب عضو جماعة الإخوان المسلمين المولود فى أول يونيو ١٩٤٢ بأبوتيج أسيوط خريج كلية الزراعة جامعة أسيوط المعتقل فى عام ١٩٦٥ ضمن الخلايا الإخوانية لتنظيم سيد قطب، حيث كان يقوم بتوزيع منشورات الإخوان بعدما تعرف على كتابات سيد قطب وأبوالأعلى المودودى، وتم الإفراج عنه فى نفس العام ضمن من شملهم القرار السياسى للسادات بالإفراج عمن تبقى فى المعتقل وكان عددهم ١١٨ معتقلًا، وأثناء وجوده خلف الأسوار اعتنق أفكار سيد قطب التكفيرية التى نشرها فى كتابه «معالم فى الطريق»، وبمجرد خروجه من السجن دعا إلى الهجرة من مصر إلى أرض الله الواسعة.

الإرهابي شكري مصطفى..مهندس التكفير  والهجرة

الإرهابى شكرى مصطفى مهندس التكفير والهجرة الجد الحقيقى للبغدادى الإرهابى الحالى خليفة وسلطان داعش الذى قال بأنه المهدى المنتظر الذى سيحرر العالم الإسلامى من العبودية وسيعيد للإسلام مجده وسيقيم الخلافة مرة أخرى، قدم للمحاكمة العسكرية بعض القبض عليه بيوم واحد فى ٨ يوليو ١٩٧٧ هو وأربعة وخمسون شخصًا معه بتهمة قتل الذهبى، وأصدرت المحكمة فى ٣٠ نوفمبر ١٩٧٧ حكمها بإعدام شكرى وأربعة آخرين.

والمتأمل لقتل الشيخ الذهبى يجد انتقاءً نفسيًا محضًا، فقد أفسد الشيخ على شكرى مصطفى نشوة حبه للقيادة التى كان يستمتع بها فى كل لحظة بعد أن فند كتيب «الخلافة» الذى ألفه وأثبت أن صاحبه لا يعرف من أحكام الفقه الإسلامى إلا القشور.

عمروعزت حجاج 

عضو مجلس الشيوخ

عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

 

 

 

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي