عاجل
الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الباحثة إيمان الشعراوي: انسحاب «برخان» من مالي يؤكد الفشل الفرنسي في مواجهة الارهاب بالساحل الأفريقي

الباحثة إيمان الشعراوي
الباحثة إيمان الشعراوي

أكدت إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي، أن منطقة الساحل الأفريقى تشهد تصاعداً مستمراً فى وتيرة الهجمات الإرهابية وعدد التنظيمات المسلحة، التى تستهدف إستقرارها وتحويلها إلى دول إرهابية تكون مركزًا لتصدير الإرهاب إلى باقى دول أفريقيا والعالم.

 

وذكرت الشعراوي، خلال لقائها في برنامج "حوار اليوم" المُذاع على التلفزيون المصري، أسباب اعلان فرنسا الإنسحاب التدريجي للعملية العسكرية برخان، مؤكدة أن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها فرنسا وقتل أكثر من 50 جندي فرنسي في هذه العملية ونزوح الملايين وسقوط الالاف من المدنيين سبب رئيسي للانسحاب، فضلًا عن الانقلاب العسكري الأخير الذي شهدته مالي والذي رفضته فرنسان وأعلنت أنه يعرقل الانتقال المدني للسلطة ، مفيدة أنه بعد 8 سنوات من الاشتباكات المكثفة لم تستطع فرنسا القضاء على التنظيمات الإرهابية في مالي أو تحجيم دورها واتجهت بعد فشلها نحو تقليص الوجود العسكري وإغلاق القواعد.

 

وأشارت الشعراوي، أن قوة "برخان" أصبحت تكلفتها السياسية والعسكرية والمالية باهظة بالنسبة لصنَّاع القرار في فرنسا، وذلك نظرًا لإخفاق هذه القوة في تحقيق انتصار ميداني على جماعات العنف في منطقة الساحل، فضلًا عن وجود حالة من الرفض من الشعب الفرنسي لهذه العملية، مؤكدة أن هذا الانسحاب سينعكس سلبًا على التأثير الفرنسي في المنطقة، فتوقيت اختيار الانسحاب لا يتماشى مع حجم ومتطلبات الاستحقاقات الأمنية والعسكرية التي تفرض المزيد من الحضور العسكري الأجنبي للتصدي لجماعات العنف، فضلًا عن إعطاء فاعلين دوليين اخرين وعلى رأسهم روسيا الفرصة  للتواجد بقوة في منطقة الساحل الافريقي.

 

 

وعن الارهاب في منطقة الساحل ، أضافت الشعراوي، أن الإرهاب برز بشكل واضح فى منطقة الساحل الأفريقى فى أواخر عام 2011، عقب سقوط الرئيس الليبى الأسبق معمر القذافى، وتدفُّق الجماعات المسلحة ومقاتلي القاعدة من الطوارق المسلحين بأسلحة من ترسانة القذافى إلى مالي، وقاموا هناك بالتعاون مع متمردي الطوارق الساعين إلى الاستقلال من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومع جماعة أنصار الدين السلفية.

 

وأكدت أنه بسبب الانقلاب العسكري الذي جرى فى مالي خلال مارس 2012، أصبحت هناك مناطق شاسعة غير خاضعة لسيطرة الدولة المركزية، مما أدى إلى انتشار الجماعات المسلحة وتصديرها إلى الدول المجاورة. كما أسفرت الحرب الأهلية فى ليبيا عن استمرار انتشار تنظيم (داعش) فى النيجر، كما اتسع نشاط جماعة بوكو حرام عام 2013، فامتد إلى النيجر وتشاد وبوركينا فاسو.

 

 

وأردفت "المتخصصة" في الشأن الافريقي، أن مصر تدرك خطر تنامي التنظيمات الإرهابية فى الساحل الأفريقي، لذلك فقد اتخذت عدة خطوات لمواجهة هذه الجماعات الإرهابية، موضحة أن تدفق الإرهابيين لمنطقة الساحل الأفريقي يشير إلى استمرار انتشار الجماعات المسلحة الإرهابية وتدهور الأوضاع السياسية والأمنية فى ليبيا، خاصة فى الشرق، وسيطرة الميليشيات التكفيرية على بعض المدن الليبية، وهو ما يترتب عليه تسريب الأسلحة والمعدات العسكرية، وعناصر هذه التنظيمات الإرهابية لمصر، وهذا يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن مصر القومى.

ولفتت إلى أن انتقال هذه التنظيمات الإرهابية وتمددها فى السودان، حيث أنها نقطة تماس مع دول الساحل الأفريقي، وتعد السودان امتدادًا لأمن مصر الإقليمي والجغرافي، لذلك فإن تحولها لبؤرة إرهابية فى ظل حالة عدم الاستقرار الأمني التى تعاني منها فى عدد من مناطقها سيترتب عليه تصدير الإرهابيين لمصر، وتصبح مصر بذلك محاصرة من الغرب فى ليبيا والجنوب فى السودان.

تابع موقع تحيا مصر علي