عاجل
الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الفت المزلاوي تكتب : مصر أذكى من  لعب دور الوساطة فى القضايا الخاسرة

تحيا مصر

يتسائل العديد من المواطنين عن أسباب تأخر اعلان مصر عن موقفها إزاء ما حدث فى افغانستان بعدما تمكنت حركة طالبان من السيطرة على العاصمة كابل وإزاحة الرئيس "أشرف غنى" عن الحكم وتسلمها زمام الأمور فى أحداث ترقبية اشعلت العالم كله وتسببت فى إعلان العديد من الدول والمنظمات الانسانية والحقوقية عن قلقها البالغ بشأن المتوقع أن تقوم به الحركة الشهيرة بتطرفها وحدتها وعنفها .

تحيا مصر يرصد تعليق النائبة ألفت المزلاوي بشأن الاحداث الاخير فى افغانستان 

القضايا الإقليمية 

سبب تأخر مصر عن إعلان موقفها بسيط وواضح يعود إلى إنشغال مصر البالغ بقضاياها الداخلية أو ما يتعلق بشكل مباشر بمصالحها مع دول الخارج، غير ذلك لا ترغب مصر فى "حشر" نفسها أو إعلان موقفها أو انحيازها لفصيل على حساب آخر، إن خيار مصر القديم بالانضمام لدول حركة عدم الانحياز، تلك الحركة التى خرجت أساسا من بنات أفكار الرئيس جمال عبدالناصر، ومعه رئيس الوزراء الهندي  "جواهر لال نهرو"  والرئيس اليوغوسلافي" تيتو" ، كنتيجة للحرب الباردة التي تصاعدت بين (المعسكر الغربي) الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو) وبين المعسكر الشرقي (الإتحاد السوفيتي وحلف وارسو وكان هدف الحركة هو الابتعاد عن سياسة الحرب سواء كانت حرب باردة أو حرب ساخنه ملتهبة، وأن تنشغل كل دول بجماهيرها وإن كان هناك ضرورة للانحياز فيجب أن يكون فقط انحيازا لمشتقبل أفضل للشعوب الطموحة الحالمة. عنوان مصر الأبرز فى تعاملها مع أحداث افغانستان وتصدر حركة طالبان للمشهد الذي ترتبك لأجله كافة أجهزة استخبارات العالم ، هو عدم التدخل فى شئون أى دولة، فمصر التى تعتز بسيادتها وترفض تدخل بقية الدول فى شئونها، تفرض ذلك على نفسها وتمتنع عن التدخل في شأن الدول ذات السيادة طالما تغيب سبل التعاون او الشراكة الدول محل الأحداث والحروب والصراعات.

حركة طالبان 

فى الوقت ذاته من حق مصر أن تضع أعينها فى منتصف رأسها تخوفا وحذرا، فطالبان التى خرجت من رحم أفكارها وأيديولوجيتها حركات العنف والأرهاب التي أساءت للمسلمين والاسلام ،  مثل تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وهو التنظيم الذي أقبل برعونة شديدة على تفجير برجيّ التجارة العالمية فى الولايات المتحدة عام 2001 المعروف  بأحداث سبتمبر فقامت الدنيا من ساعتها على العرب والمسلمين ولم تقعد إلى الآن، وما إن تواري تنظيم القاعدة بمقتل قائده "ابن لادن" سرعان ما لاحت فى الآفق تنظيمات وحركات مسلحة منبثقة أكثر عنفا وأشد فتكا ، كتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" وغيرها وهى نفسها التنظيمات التى استغلت ارتباك المشهد الأمنى والسياسي فى مصر عقب أحداث يناير لتتسلل إلى سيناء وتنفذ هجماتها البربرية على جيش مصر وشرطتها فى خسة لا يعرفها الإسلام ولا يرضاها دين أو انسانية ولا تقبلها فطرة الله الطاهرة التى فطر الناس عليها.

العاصمة الأفغانية كابل 

إن  طالبان التى يتنشر أعضائها المسلحين فى شوارع العاصمة وكافة المديريات الأفغانية، لها سابقة حكم عان منها الجميع داخليا وخارجيا وإن كانت معاناة الداخل أشد حيث قُيدت الحريات وكُمّمت الأفواه وأُهينت المرأة ، فضلا عن إزدراء للقوميات والديانات الأخرى والمعتقدات وتفشي أعمال السيطرة والتسلط ونشر الفزع فى نفوس المواطنين، أما الخارج فقد عانى أشد المعاناة حينما أصبحت الأراضي الأفغانية ملاذا آمانا للارهاب تنظيما وأفكارا وأفرادا فانشطرت شظاياه فى أغلب دول العالم  بالتفجيرات والاغتيالات والعمليات الانتحارية، فزاد العداء للإسلام والمسلمين وصارت هناك عمليات انتقامية من متطرفي أوروبا بتفجير المساجد وقتل المصليين، والتعدي على الحرمات، فالغرب لا يتفهم الفرق بين متطرف ينتمى إلى الإسلام  وآخر معتدل ينتمى للدين نفسه، فوقعت الضحايا وزاد الفزع وخسر الإسلام جزءا من شعبيته وشهرته وأصبح المسلم منبوذا مرفوضا ممنوعا متطرفا.

مصر أذكى  من  لعب دور الوساطة فى القضايا الخاسرة، صحيح أن قادة طالبان أرسلت برسائل إيجابية للعالم كله وهي تتحدث عن الشكل المتطور الذي ستتبناه للحكم والذي ستجد فيه المرأة والقوميات والاقليات والديانات الأخري مكانا وتمكينا واحتراما، إلا أن مصر لا تصدق هذه الرسائل أبدا فالشعب الأفغانى نفسه لا يصدق هذه الرسائل ولو كان يصدقها لما تجمهر عشرات الآلاف منهم داخل مطار العاصمة وحول السفارات طلبا للخروج والسفر ، حتى أن عددا منهم تعلق بأجنحة الطائرات فى مغامرة سفر يعلم أنها لن تتم فيسقط صريعا فى مشهد تقشعر له الأبدان ، كل ذلك هربا من جحيم محتمل وفزع متوقع عنوانه وصول طالبان للسلطة.

تابع موقع تحيا مصر علي