عاجل
الجمعة 24 مايو 2024 الموافق 16 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

بنت بـ 100 راجل «ايمان صابر» لَعِبت ودرَبت الجُمباز وتحدت عادات وتقاليد الصعيدونقشت إسمها على الحجر بسوهاج

تحيا مصر

«شربت المر عشان أوصل للمستوى اللي انا فيه» بتلك الكلمات التي تخرج من فمِها وتحمل الكثير من الشجن والدلالة على الصعوبات التي واجهتها تلك الفتاة الصعيدية التي تحدت كثير من العقبات ومنها العادات والتقاليد فى مجتمع لا يقبل مثل تلك الرياضية للفتيات ويرصد تحيا مصر التفاصيل.

أيمان صابر، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التربية الرياضية، جامعة سوهاج، تقطن بمدينة طهطا شمال المحافظة، من أسرة متوسطة ترعى أبنائها وتخاف عليهم، وكان ذلك فى بادئ الامر عقبة في تحقيق أحلامها وهى الاستمرار في ممارسة رياضة الجمباز والتي مانعت الاسرة ممارستها لها فى بداية مشوارها الرياضي.

لم كن أيمان، تلعب الجمباز فى بادئ الامر ولكن كانت تلعب الكونغ فو، ولاحظت مرونة جسدها وقدرتها على القيام بحركات وجمل حركية بمرونة شديدة، فأحبت الجمباز وأصبح شغلها الشاغل، وبدأت تمارسه.

ايمان صابر اصغر مدربة جمباز بالصعيد

لم تكن تعلم إيمان، أن فى محافظة سوهاج كلية تسمى كلية التربية الرياضية الا صدفة من صديقتا، وأصرت على الالتحاق بها مهما كلفها الامر حتى تنمى موهبتها وتحقق احلامها، وبالفعل أقنعت أسرتها التي عارضت فكرة التحاقها بالتربية الرياضية والتحقت بكلية التربية الرياضية جامعة سوهاج.

كان دخول أيمان، كلية التربية الرياضية أول خطوة حقيقية فى الطريق الصحيح لتحقيق أحلامها، عرفت عن اللعبة الكثير ومارستها بقوانين وطرق صحيحة داخل الكلية وعلى يد أساتذة متخصصين، مما زاد شغفها ولاحظ الجميع فى كلية التربية الرياضية مهاراتها وحبها للعبة .

حصلت ايمان صابر، على العديد من البطولات والتكريمات، في المجال الرياضي داخل محافظة سوهاج، وخارجها، وحصلت على شهادات من بعض الاكاديميات بأمريكا والامارات وغيرة.

وأشارت إيمان صابر، أنها حصلت على شهادات تكريم من الجامعة على مشاركاتها الرياضية والاجتماعية ومن مديرية الشباب والرياضة بسوهاج، وشاركت فى ندوات ومؤتمرات عن ختان الاناث وحقوق المرأة وغيرة وتعشق العمل الاجتماعي أيضا وليس الرياضي فقط.  

زاع صيت الفتاة في الوسط الرياضي، ودفعها الكثير من لأولياء الامور لعمل أكاديمية لتدريب أبنائهم وتعليمهم  الجمباز على يد متخصصة، وبالفعل قامت بافتتاح أكاديمية بمدينة طهطا زاخرة بالعديد من الاطفال، حتى أولياء الامور يشاركونهم التمرين ليروا أبناءهم وهم يرقصون كالفراشات على الاشجار.

لعبة الجمباز للفتيات بسوهاج

تؤكد والدة أيمان صابر، والثى غالبا ما تحرص على الوقوف بجوارها، وتشهد معها لحظات التمارين، أن أبنتها غيرت من مسار حياتها، بالإصرار والعزيمة، فالجميع فى بادئ الامر كان غير مقتنع باللعبة ومهاراتها او الاستمرار في لعب وممارسة الجمباز، وتوقع الجميع لها الفشل وخيبة الامل، ولكن بحبها وثقتها بذاتها خيبت ظن الجميع ونقشت أسمها على الحجر فى رياضة الجمباز بمحافظة سوهاج.

تروى إيمان صابر، أن العقبات التى واجهتها أثرت عليها، منها ما هو بالسلب ومنها ما هو بالإيجاب، ولكن لم تقف على كلام الناس وتعليقاتهم السخيفة التى تُحبط من يسمعها، والقتها خلف ظهرها وجعلتها لها دافع للأمام.

واضافت إيمان صابر، انها لن تنسى يوم أن قام بعض الناس ممن يكرهونها ويتمنون لها الشر بعمل الاسحار لها مما غير حياتها وأوقفها عن الاجتهاد، ولكن بقدرة الله تغلبت على تلك الاسحار واستمرت فى النجاح.

تقول إيمان صابر، أن والدها يتمنى لها أن تصبح وزيرة الرياضة في مصر، وترغب هي فى الوصول لأعلى المستويات بلعبة الجمباز، وخاصة فى التدريب، وتعمل على تنمية موهبتها والبحث عن تنمية قدراتها لتكون مدربة متميزة مطلعة على كل ما هو حديث.

تابع موقع تحيا مصر علي