عاجل
السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«لقاء السيسي وتبون» .. صفحة جديدة من تاريخ المجد السياسي للدولة المصرية صاحبة «الثقل الاستراتيجي»

تحيا مصر

ملفات طارئة على طاولة النقاش بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الجزائري 

ليبيا وسد النهضة وفلسطين والقمة العربية «مرتكزات النقاش» بين الرئيسين 

علاقات مشتركة تضرب بجذورها في التاريخ العربي تدفع نحو مكتسبات مستقبلية

قبل أيام من انعقاد قمة رؤساء الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، يحل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ضيفا على مصر لبحث عدة قضايا عربية وإقليمية، الأمر الذي تعكس دلالاته بوضوح حجم الثقل المصري في المنطقة، وكون القاهرة ركيزة أساسية لباقي الدول العربية الشقيقة.

 

تلعب الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرا مجموعة من الأدوار المحورية شديدة الأهمية، الأمر الذي يرصده تحيا مصر في تقريره التالي نقاط الالتقاء بين الدولة المصرية ونظيرتها الجزائرية، وأبرز الملفات المطروحة على ساحة النقاش بين الرئيسين السيسي وتبون.

الثقل الإقليمي 

تتمتع الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي بحالة من الحيوية الواضحة في الاشتباك مع القضايا والملفات الطارئة المطروحة على الساحة العربية، حيث ودعت البلاد فترة "الركون والسكون" التي أصابت تحركاتها على مدار ثلاثة عقود سابقة، وهي المعادلات الاستراتيجية التي تغيرت تماما في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث حالة من الاشتباك الدائم والتفاعل المستمر مع كافة مستجدات الوضع على الساحة الدولية والإقليمية والعالمية.

 

وفقا لإمكانات الدولة المصرية حاليا ومكامن قوتها ونقاط تميزها وتفردها، فإنه بإمكانه لعب العديد من الأدوار مع مختلف القوى العالمية والدولية المؤثرة، فمن أقصى الكرة الأرضية إلى أقصاها باتت الدولة المصرية تملك شركاء مؤثرين في معادلات السياسة والاقتصاد والأمن والاستثمار والتفاوض وحصد النجاحات وحسم الملفات الواحد تلو الآخر.

ملفات طارئة

يضع الرئيسين المصري  والجزائري نصب أعينهما توفير الظروف النموذجية لإنجاح القمة العربية المقبلة، حيث نقلت الصحافة الجزائرية أن هناك حرص حرص جزائري على الرمزية التاريخية والبعد العربى الذى يكرس قيم النضال المشترك والتضامن العربى، وأضافت أن الجزائر حددت لنفسها هدف العمل على إعادة بناء العمل العربى المشترك من خلال التوفيق بين الظروف المثلى لعقد القمة العربية المقبلة.

وسوف تحتل مركزية القضية الفلسطينية وتحديث مبادرة السلام العربية لعام 2002 التى تظل فرصة لجميع دول المنطقة للعيش معا فى سلام شامل يضمن قيام الدولة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس، جانبا كبيرا من النقاشات المرتقبة، والتي تكتسب أهميتها وزخمها الخاص من قدر وثقل الدولة المصرية والجمهورية الجزائرية.

كما يستحوذ الملف الليبي على المحادثات المرتقبة، فبخلاف حسابات الأخوة العربية والتلاحم التاريخي ، فإنه استراتيجيا وجغرافيا الجزائر و مصر تشتركان فى حدود مشتركة مع ليبيا المجاورة، وهو الأمر الذي يدفع باتجاه ان يكون الوضع فى ليبيا و تطوراته من بين القضايا ذات الأولوية التى سيناقشها رئيسا البلدين خلال محادثاتهما، وجهود البلدين على تحقيق الأمن والاستقرار وحماية وحدة وسيادة ليبيا، وتوحيد مؤسساتها الوطنية، لا سيما المؤسسات العسكرية والأمنية، وفرض معادلة صارمة على أرض الواقع تحتم الحل "الليبي – الليبي".

ولايمكن تفويت الحديث عن الملف الأمني المائي الأهم للدولة المصرية، وتحديدا فيما يخص سد النهضة، فللجزائر دور محوري منذ نشوب الخلاف المصري-السوداني من جهة والإثيوبي من جهة أخرى، حول سد النهضة، فإن الجزائر قد شرعت في وساطة بين الأطراف الثلاثة لتقريب وجهات النظر بينها وإيجاد حل لهذا النزاع.

محطات تاريخية

تشكل العلاقات المصرية الجزائرية  أحد أهم مرتكزات العلاقات العربية التاريخية والمتينة، حيث تتشارك مصر والجزائر بعلاقات سياسية قوية تضرب بجذورها في التاريخ في إطار كفاحهم المشترك من أجل نيل الاستقلال من الاستعمار، فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954، وقد تعرضت مصر الناصرية لعدوان ثلاثي، فرنسي إسرائيلي بريطاني، عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورته.

كما شكلت العلاقة الثنائية المتينة بين مصر والجزائر أساسًا صلبًا اعتمدت عليه جامعة الدول العربية في بناء علاقة إستراتيجية بين العرب والأفارقة، وقد بدت هذه العلاقة واعدة جدًا في السنوات التي أعقبت حرب أكتوبر عام 1973، وراحت تتطور إيجابيًا إلى أن أثمرت أول مؤتمر عربي إفريقي عام 1977.

 

وبالنظر إلى تاريخنا الحديث، وماتمثله الجزائر بالنسبة للدولة المصرية، فإن أول زيارة قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الى خارج البلاد بعد توليه الحكم في عام يوليو 2014، كانت الى الجزائر، ما يعكس عمق العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وهو ماسبقه سلسله من اللقاءات على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والبرلمانية والرياضية، بمايليق بالرصيد التاريخي الكبير الذي حرصت مصر والجزائر على تنميته ومراكمته لصالح المنطقة العربية.

تابع موقع تحيا مصر علي