عاجل
الجمعة 24 مايو 2024 الموافق 16 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

دراسة ترصد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على أجندة المناخ العالمي 

تحيا مصر

تناولت دراسة تحمل عنوان "كيف يُمكن للصراع الروسي-الأوكراني أن يؤثِّر على أجندة المُناخ العالمية؟" أعدتها الدكتورة هاجر محمد أحمد عبدالنبي، باحث دكتوراة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، ومنشورة في المركز الديمقراطي العربي، الأبعاد التي يُمكن للحرب الروسية-الأوكرانية، التي اندلعت في فبراير 2022، أن تؤثر من خلالها على الإدارة العالمية لملف “المُناخ”؟.

الآثار المباشرة للأزمة على أجندة المُناخ العالمية

وبحسب  المقال أن ثمّة قناتين رئيستين يؤثر من خلالها الصراع الروسي-الأوكراني على ملف “التغيُّر المُناخي” عالميًا، تُعدُّ الأولى بمثابة تأثيرًا مباشرًا على المناخ، والتلوث البيئي، واستدامة الموارد، وتمثِّل الثانية تأثيرًا غير مباشر؛ نظرًا لارتباطها بالأثر الاقتصادي والأمني للأزمة على الدول النامية والمتقدِّمة على حدٍ سواء، وبمفهوم المصلحة الوطنية.

وأشارت الدراسة إلى أنه ينعكس الصراع الروسي-الأوكراني بتبعاته على مُختلف دول العالم، ويقوِّض بدوره جهود التنمية ومبادرات النمو والرفاهية الاقتصادية في الأخيرة؛ حيث إنه يُلقي بظلاله على الأمن العالمي التقليدي -بمعناه العسكري- وغير التقليدي بأبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، واتضح ذلك في تأثير الأزمة الماثلة على أمن الطاقة وكذلك الأمن الغذائي العالمي، ما من شأنه أن يقوِّض جهود التعافي الاقتصادي من جائحة “كوفيد-19″، ويطمس المُحرَز منها، ويُجهِد ميزانيات الدول خاصةً النامية منها، الأمر الذي يحمل في طياته تهديدًا جسيمًا لمشروعات ومبادرات الاقتصاد الأخضر، والطاقة المتجددة، والتكيُّف مع التغيُّر المُناخي.

زيادة انعدام الأمن الغذائي 

واكدت الدكتورة هاجر محمد ، أنه  يُرجَّح أن يزداد انعدام الأمن الغذائي في بعض المناطق، ولا سيّما إفريقيا جنوب الصحراء، وأمريكا اللاتينية، وآسيا الوسطى، وسيكون الأزمة أكثر تصاعُدًا في بعض مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا، نتيجة لزيادة حدة ارتفاع أسعار الغذاء؛ حيث يعتمد السودان، والجزائر، وكينيا، ونيجيريا، وتنزانيا، وجنوب إفريقيا على واردات الحبوب والسلع الغذائية من روسيا وأوكرانيا. 

وأضافت أنه في الوقت نفسه، يُتوقَّع أن تشهد أجزاء من أوروبا الشرقية، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا ارتفاعًا مُطردًا في تكاليف المعيشة؛ حيث تعتمد تلك المناطق أكثر من غيرها على صادرات الغاز الروسي، ما يعني أن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل ستكافح لضمان أمنها الغذائي، وتعزيز موثوقيته.

تهديد مباشر على قضية المناخ 

واختتمت الدكتورة هاجر محمد ،  بالتأكيد على أن الصراع الروسي الأوكراني يُشكِّل تهديدًا مباشرًا وغير مباشر على قضية المُناخ التي باتت أكثر إلحاحًا في الآونة الأخيرة، وعليه، ستحتاج الدول إلى إعادة تأطير استراتيجيتها، وتعبئة أدواتها في إطار من التعاون الدولي المُكثَّف؛ للتصدّي لكافّة التحديات المُنتظرة، والمعوِّقات الاقتصادية، والبيئية، والسياسية لمعالجة “التغيُّر المُناخي”، حيث إنه حتى بعد انتهاء الصراع، ستولي الدول اهتمامها للأولويات الاقتصادية والاجتماعية الأكثر مساسًا بالأمن القومي، وليس الأولويات البيئية.

تابع موقع تحيا مصر علي