عاجل
السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمري 38 سنة تعب وشقى.. معاناة "صباح" تجمع البلاستيك من قلب القمامة لتنفق على أبنائها وزوجها المريض

عمري 38 سنة تعب وشقى..
عمري 38 سنة تعب وشقى.. معاناة صباح تجمع البلاستيك من قلب الق

ما بين السعي وراء الرزق وقلة الحيلة، ومع أول خيط أبيض من نهار كل يوم تخرج الحاجة "صباح" برفقة حمارها وعربتها "الكاروا" للذهاب إلى عملها الشاق في جمع زجاجات البلاستيك والخردة من صناديق القمامة وسط الروائح الكريمة وتحت أشعة الشمس الحارقة التي تبدو على ملامح وجهها الذي يحمل تفاصيل سنين عجاف عاشتها وسط الألم والمعاناة في طلب الرزق والطمع في الستر والصحة.

تحيا مصر

صاحبة الرداء الأسود ليست متسوله تسأل المارين، وليست عجوز تهزى بالكلمات، أنما تمتلك من الحكمة فى الحوار ما يجعلك تستمع إليها بإعجاب، تحمل كلماتها مرارة العمر الذى مر هباء، على تربية أبناؤها، والإنفاق على مرض زوجها الذي لا يستطيع العمل.

 

 

"تحيا مصر" اقترب من هذه السيدة لمعرفة تفاصيل حياتها وعملها الشاق الذي تتبعه يومياً رغم مرضها بالكبد.

عمري 38 سنة من التعب والشقا

عندما ترى هذه السيدة للوهلة الأولى تظن أن عمرها قد تجاوز الخمسون عاماً، ولكن الحقيقة أنها لا زالت في مقتبل العمر فعند سؤوالها عن عمرها أجابت عمري 38 سنة من الشقا والقهر، "واشتغلت في أكتر من مهنة عشان أقدر أصرف على عيالي وزوجي المريض بس مكملتش فيهم عشان مكنتش بكسب حاجة من وراهم".

اتجهت الحاجة الصباح للعمل في جمع "البكيا" من وسط صناديق القمامة، حيث تقول "بقالي 20 سنة أعمل في "البكيا" حتى أصبت بمرض الكبد بسبب الروائح الكريهة وقوة الشمس في عز النهار ومبرودة الجو في الشتاء.

البعض يقدم لي الطعام والشراب عندما يروني بين صناديق القمامة

لم تكن الحاجة صباح مجرد سيدة تبحث داخل صندوق قمامة فى شارع عام يمر عليه القاصى والدانى، وإنما حين تراها وهى تقلب الصندوق باحثة عن بعض عبوات الكنز الفارغة، وبعض زجاجات المياة البلاستيك، تظن للوهلة الأولى وأنت تراها أنها ربما جائعة تبحث عن طعام، فيقدم لها المارة بعض الطعام والشراب.

جالي مرض الكبد وعجز في قدمي بسبب هذا العمل

حاول أبنائها اقناعها بعدم العمل في هذه المهنة إلا أنها كانت ترى أن العمل ليس عيباً طالما يأتي بالجهد وبما يرضي الله، وهي أيضاً مغلوبة على أمرها، فأبنائها ما زالوا في مرحلة الابتدائية  وزوجها لا يقدر على العمل، فاستمرت في العمل داخل صماديق القمامة، حتى أصيبت صاحبة الرداء الأسود بمرض الكبد والعجز في قدمها.

لا تحب الحاجة صباح الجلوس في البيت بلا عمل فقد تعودت يداها على الشقاء، لكنها تحلم بأن يكون لها مشروع صغير يبعدها عن مشاق العمل بين صناديق القمامة والروائح الكريهة، "نفسي في شغل كويس زهقت من العمل في القمامة لأنها مرهقة ومتعبة ومبقتش بقدر أشيل الشكاير.

تابع موقع تحيا مصر علي