عاجل
الخميس 09 مايو 2024 الموافق 01 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

محمد مات وهو عايش وبقى فريدة.. حكاية فتاة من الفلاحين رفضت تعيش في جسد

محمد مات وهو عايش
محمد مات وهو عايش وبقى فريدة.. حكاية فتاة من الفلاحين رفضت ت

"محمد مات زهو عايش ودلوقتي اللي قدامكم فريدة.." هكذا لخصت فريدة حكاية تحولها جنسيًا من رجل إلى أنثى، بعد مرور 40 عامًا من عمرها، والتي ظلت خلالها كفتاة تغيش في جسم رجل، بعد معاناة بسبب اضطرابات الهوية الجنسية، إلى أن قامت بإجراء عملية تحول جنسي من خلال المستشفيات الحكومية، لتقوم بعدها بتغيير أوراق إثبات الشخصية خاصتها من محمد إلى فريدة.

فريدة صاحبة الـ 53 عامًا، والتي تقطن بإحدى قرى محافظة البحيرة، تحكي في فيديو بث مباشر مع موقع تحيا مصر قصتها كاملة، بداية من طفولتها التي شعرت فيها بميول غريبة إلى جنس آخر، مرورًا بالمرحلة الدراسية والوظيفية وكيف عانت خلال تلك الفترة لتنتقل من كونها "محمد" إلى "فريدة".

اضطرابات الطفولة والميول الأنثوية

تقول "فريدة": "الموضوع بدأ من طفولتي، مكنتش بلعب مع الصبيان ولا أحب أقعد معاهم، بقعد في صف البنات وألعب مع البنات في الشارع، كان ليا ميول نحو البنات، ومش بحب ألعاب الولاد زي الكورة.. كبر معايا الموضوع كنت باخد الهدوم وألبسها من ورا أهلى وكنت بحب المطبخ وأغسل المواعين.. وآخد شاور واتسرح واجيب شعري على الجنب واستخدم كريمات البنات..".

وأضافت: "مكنتش بعرف اللي بعمله ده إيه، لكن في المقابل أهلي كانوا بيضربوني أوي وأمي كانت أكتر من أبويا، ورغم كده كنت برجع للتصرف تاني".

مرحلة الدراسة ومعاناة مع الجنس الآخر

وانتقلت بعد ذلك  إلى مرحلة جديدة، لتخوض معارك آخرى مع اضطرابات الهوية الجنسية التي تعانيها، تحكي: "دخلت المدرسة مكنتش بحب أقعد مع الولاد، وكنت بقعد مع البنات، والمدرسين كانوا بيضربوني، وكانوا بيقولي عليا "الخنتة"، لكن مرجعتش عن اللي في بالي واللي مكنتش أعرف ايه هو".

وتابعت: "لما كبرت بدأت أسأل وأروح لدكاترة في بلدي الأساسية "دمياط"، اضربت واتهانت وبالصدفة البحتة لقيت برنامج على قناة عراقية مستضفين دكتور مصري بيتكلم عن الموضوع ده، عملت مداخلة وهنا بدأت الرحلة، وعملت كشوفات، قالي إن مريضة باضطراب الهوية الجنسية".

بداية التحول

وهنا بدأ طريق فريدة نحو التحول: "كنت عايزة حد ياخد بإيدي وأتعالج إزاي وهل أنا طبيعية ولا لأ.. فمشيت مع الدكتور المصري شوية، ومكملتش بسبب خوفي من المجتمع ومن حولي، ورغم الإهانات بدأت أشرب مخدرات عشان أتلاقشى اللي حواليا".

وتكشف فريدة معاناتها قائلة: "كنت بتوجع من الصيغة الذكورية اللي الناس كانت بتكلمني بيها، حاولت أضيهم، وقعدت 40 سنة وأنا بواجه مشاكل مع الناس".

وتابعت: "أنا خلال الأربعين كنت بحاول أوصل لنتيجة، ومكنتش بقول للدكاترة أن عايزة أبقى فلانة، لكن قولتلهم عالجوني.. لأنه مفيش إنسان طبيعي هيستحمل كله المعاناة اللي عانيتها". وأردفت: "بدأت اهتم بروحي والبس لبس يريحني اللي هو نيو سكسي.. لكن بردو مرتحتش نفسيًا.. وكان لازم أكمل عشان أوصل لنتيجة.. فسبت الدكتور الخاص وبدأت أروح إلى مستشفيات حكومية، زي القصر العيني والأزهر الجامعي.. ودول مش هيقولوا تعالي اعمل ياعلملية كده وخلاص، لكن بنعمل عمليات وإجراءات طبية كتيرة، لحد ما نعمل البطاقة ونتعرض على الطب الشرعي والأمن .. والحمد لله أخدت تصاريحي وبطاقاتي بعد 13 سنة علاج".

محمد مات وأصبح فريدة

وذكرت: "بعد ما عملت العملية ارتحت نفسيا، صحيح مش هقدر أخلف، بس أنا مش بدور على الجواز والخلفة بس بدور على نفسي.. أنا كنت قدام خياريني، إني أكسب المجتمع وأخسر نفسي، أو أخسر المجتمع وأكسب نفسي".

تنمر ومحاولة انتحار

وتحدثت فردية عن تعرضها للتنمر بسبب حالتها قائلة: أبسط حاجه كانت بتتقالي يا واد يا بت.. واللي يقول عليا شاذ وبشنب وصوتي راجل": "لكن أنا بقولهم: انتو بتتنمروا عليا ليه؟.. بأي حق؟.. عشان شكلي؟.. ده خلقة ربنا.. عشان شكلي؟؟ دي خلقة ربنا.. حد منكم حط نفسه مكاني؟ لأ.".

وأشارت إلى أنه بسبب التنمر عليها حاولت الانتحار، قائلة: "أنا كنت بحاول الانتحار من اللي بشوفوه من الناس، أنا اتوصمت من الشذوذ..ليه بنقبل البنت اللي بقيت ولد بوناخده في حضننا، ليه اللي يتحول لبنت يتم وصمه بالعار.. في مئات الحالات زيي بتتعذب".

تابع موقع تحيا مصر علي