عاجل
السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائب عمرو عزت حجاج يكتب: حزب التجمع.. مواقف وطنية ثابتة.. وقيادة حكيمة (١)

عمرو عزت حجاج عضو
عمرو عزت حجاج عضو مجلس الشيوخ

لايمكن بأي حال من الأحوال، بل ومن المستحيل قراءة تاريخ الحياة السياسية المصرية منذ عودة الحياة الحزبية منتصف سبعينيات القرن الماضى وحتى أيامنا هذه دون التوقف مليا أمام تجربة حزب التجمع، والنظر إليها بإمعان، ليس فقط لكونه حزبًا ايديولوجيًا يتسم بالتماسك والإحكام التنظيمي فى ظل حالة من السيولة الفكرية والهشاشة المعرفية التى تعانى منها البنية السياسية في مصر، وإنما –وهو الأهم – لأنه حزب تمكن فعليا من تقديم رؤية معرفية حقيقية وعملية لمواجهة الكثير من القضايا التى مثلت تحديات صارخة لروح الهوية المصرية بشقيها الرسمى والشعبى، فقد تحولت هذه الرؤية بمرور الوقت لدى الأجيال المتعاقبة داخل الحزب إلى تراث وطنى ونسق عقائدى لا تفريط فيه، وذلك لأنها شملت مختلفخ القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى تصيغ روح المجتمع وتشكل بنيته المؤسسية أو ما يعرف بمؤسسات الدولة.

ولنبدأ الرحلة.. كانت أولى وأهم القضايا التى دافع عنها حزب التجمع منذ تأسيسه عام ١٩٧٦ علي يد الصاغ خالد محي الدين - عضو مجلس قيادة ثورة يوليو ١٩٥٢وأحد أعمدتها الرئيسية- وحتي لحظتنا هذه هي أن تظل مصر دولة وطنية مدنية، لذلك تصدي بكل قوة وعزم وإيمان راسخ لعملية اختطاف الدولة والمجتمع من قبل التيار المتأسلم والتى بدأت منذ تأسيس تنظيم الإخوان  الإرهابي عام 1928، مرورا بسعى الرئيس السادات للتحالف مع التيار المتأسلم لضرب قوى اليسار، وتصفية ميراث العهد الناصرى، لذلك نجده قد خصص  الكثير من أنشطته وفعالياته وأدواته الإعلامية  لتفكيك أفكار هذا التيار ونقض ترهاته وتفسيراته الملتوية للنصوص الدينية والشرعية ، و ترسيخ حقيقة أن الإسلام شئ والأفكار الظلامية لهذا التيار  - التى يستمدها من تجارب تاريخية سحيقة - شئ آخر، فقد خصص أحد كبار قادة الحزب وهو المفكر والمؤرخ الكبير الراحل الدكتور رفعت السعيد جُل حياته وكتاباته لمقاومة هذا التيار الظلامى.

اقرأ أيضا:- عمرو عزت حجاج يكتب: سر النواب الستة 

كان العام المشؤوم الذى اختطفت فيه الجماعة الإرهابية حكم مصر شاهدًا على أن مبادئ "التجمع" ليست مجرد شعارات، وإنما أسلوب ممارسة، وواقع قيد التطبيق في كل لحظة، فتصدى الحزب بكل قيادته و قواعده لمشروع الإخوان الهمجى،  فمثل "التجمع" داخل جبهة الانقاذ العنصر الصلب  الرافض لأى تنازلات أو مهادنات مع الجماعة الإرهابية، ونظم شباب الحزب أول مظاهرة ضد محمد مرسى وجماعته قبل مرور شهرين من وصولهم للحكم.

اقرأ أيضا:- عمرو عزت حجاج  يكتب: هيومن رايتس ووتش.. منظمة على ماتفرج (٢) 

في الطريق إلى ثورة 30 يونيو، عندما سعى بعض أعضاء جبهة الإنقاذ إلى اختزال المشهد  فى مجرد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، كان موقف الحزب الصارم والمعلن من خلال رئيسه المناضل سيد عبد العال هو رفض هذا الأمر ولخص رئيس الحزب الموقف فى كلمات لن ينساها التاريخ وهى "أن حزب التجمع ورئيسه وقياداته وأعضاؤه ذاهبون لميادين مصر لإسقاط مرسي وجماعته، وإما أن نُسقط الإخوان، واإما أن يكون مصير أعضاء التجمع التعليق في المشانق، وهذا أشرف وأكرم لهم، وسيؤازرنا الشعب". 

وللحديث بقية

تابع موقع تحيا مصر علي