عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

هجوم إسطنبول.. وحزب العمال الكردستانى المتهم الرئيسي بين الحقيقة والإبتزاز السياسي

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

وقع أمس هجوم فى شارع الاستقلال المتفرع من ساحة تقسيم فى وسط مدينة إسطنبول التركية،  مما أسفر عنه  سقوط 6 أشخاص و إصابة81 آخرين، وعقب ذلك الهجوم الإرهابي سرعان ما اعلنت هيئة الرقابة الإعلامية  التركية بفرض حظر إعلامي على تغطية الهجوم، وخرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فى خطاب تلفزيوني يتوعد فيه من منفذين الهجوم  واصفاً ايها بالعمل الدنئ  كما أعلن أن منفذة العملية سيدة دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.

تحيا مصر

حزب العمال الكردستاني ورقة مساومة تركيا

وعقب هذا الغموض والتكتيم الإعلامي من قبل سلطات التركية بعد الهجوم، أعلنت السلطات التركية اليوم أن منفذ الهجوم سيدة سورية وأنها على صلة بالحزب العمال الكردستاني، وهو حزب تصنفه تركيا على أنه جماعة إرهابية، كما أنه سبق أن استخدمت الحزب العمال الكردستاني كورقة مساومة مع كل من فنلندا والسويد للموافقة على انضمامهم إلى حلف الناتو، حيث رفضت أنقرة الاعتراف بكلا البلدين جزء من الحلف العسكري، إلا بعد أن تسلم  أشخاص تبع للحزب الكردستاني   لتركيا. 
 

اتهامات تركيا لحزب العمال الكردي.. بين الحقيقة والإدعاء والتسيس

هذا الكشف السريع من قبل حكومة أردوغان على منفذي الهجوم وتحديد هويتها بأنها سورية وذات صلة بحزب العمال الكردستاني يأتي فى ظل استهداف القوات التركية لمواقع حزب العمال الكردستاني سواء فى سوريا أو فى العراق وما وقع منذ عدة أشهر فى دهوك بإقليم كردستان فى العراق، أو حتي  الزج بهم على المستوى الدولى واستخدامها كورقة ضغط ومساومة مثل ما حدث مع السويد وفنلندا، فهل هذه الاتهامات التركية لحزب العمال الكردستاني صحيحة أم مسيسة؟

 حزب العمال الكردستاني فى قفص اتهام تركيا

فى هذا الإطار يقول دكتور إسماعيل تركي الباحث فى العلوم السياسية بجامعة القاهرة فى تصريحات خاصة لموقع  تحيا مصر إن:" الهجوم الإرهابي الذي ضرب أحد أهم شوارع إسطنبول ميدان تقسيم، لم يكون التفجير الإرهابي الأول ولن يكون الحادث الأخير، حيث تتعرض تركيا من وقت لآخر لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي تأتي كرد فعل علي السياسة التركية ضد حزب العمال الكردستاني أو عمليتها العسكرية في شمال سوريا والعراق وهي السياسة التي تلقي معارضه شديدة من جانب الأكراد او من الدول المعنية". 

وأوضح الباحث فى العلوم السياسية أن:" سرعة الاعلان التركي عن منفذ التفجير واتهام حزب العمال الكردستاني تأتي  لعدة أسباب أولها إلقاء المسؤولية على الحزب الذي يسبب مشاكل كبيره للنظام التركي في الداخل والخارج وخاصة ونحن علي أعتاب انتخابات رئاسية وبرلمانية في تركيا إضافة إلى اتخاذها ذريعة للمضي قدما في سياستها الخاصة بمحاربة قوات الحزب في شمال سوريا والعراق وفي الداخل التركي".

هجوم إسطنبول ورقة ضغط على المعارضة التركية

وأضاف إن:" السبب الأهم في سرعة الإعلان عن منفذ  الهجوم هي القدرات الحديثة التي يعتمد عليها العنصر الأمني". 

وتابع  قائلاً أن:" الأمن التركي أصبح متطور جدا ويمتلك مهارات وقدرات أمنية حديثة تمكنه من التعامل مع التهديدات الأمنية وذلك منذ تعرض النظام التركي لمحاولة انقلاب فاشلة في منتصف العام 2016 حيث اعتمد النظام التركي علي منظومة أمنية حديثة ومتطورة جداً لمواجهة التحديات الأمنية والإرهابية في الداخل التركي نتيجة انتهاجه سياسة خارجية لم ترضي عنها دول المنطقة بسبب تدخله في السياسة الداخلية للدول وعلاقته بالمنظمات الإرهابية ونقل الميليشيات والمسلحين من مكان الي آخر". 

و اختتم الباحث فى العلوم السياسية بقوله أن:" كل هذه الأمور وضعت الدولة التركية كهدف لنشاط حزب العمال الكردستاني وبعض  المنظمات المسلحة في شمال سوريا وغيرها من التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، وبالطبع أن سرعة إلقاء التهمة علي حزب العمال الكردستاني به نوع من استغلال الحادث الإرهابي ووضع مزيد من الضغوط علي الحزب الذي يمثل تهديد كبير لتركيا وكذا بعض أحزاب المعارضة التركية التي تنتهج سياسة مؤيدة الأكراد في الداخل التركي".

تابع موقع تحيا مصر علي