عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

فلسطين وإسرائيل على طاولة واحدة.. هل تنجح "قمة العقبة" في وقف نزيف الدماء قبل رمضان؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

تظل القضية الفلسطينية هي من  تتربع على عرش القضايا الإقليمية والدولية، وفي الأروقة العربية وتبقى هذه القضية الشائكة محط اهتمام العالم العربي شعباً وقيادة وداخل المنظمات العربية والدولية، ومع هذا الإهتمام والاحتضان العربي لقضية الشعب الفلسطيني والتصعيد الذي يحدث بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تصاحبها اجتماعات دولية وعربية وحملة إدانات ومطالبات بالتهدئة ووقف التصعيد، وكان آخرها قمة "العقبة"  فهل يمكن أن نشهد هدوء يسود في الداخل الفلسطيني ونستيقظ على يوم إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ هذا الصراع الذي بات بالنسبة للبعض ورقة استثمارية يتربح منه البعض! 

تحيا مصر

أصبح التصعيد بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي ليس أمر جديد، فهو أمر شائع وأمر اعتيادي، وسيكون أمر شاذ وغريب اذا حدث العكس واستقرت الأوضاع وحل سلام بين فلسطين وإسرائيل بل سيكون خيال في عهد حكومة نتنياهو الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل. 

نقطة اللاعودة

فمنذ أن تولت حكومة نتنياهو الحكم حرصت على إظهار ملامح اليمنية المتطرفة وتمثلت ذلك في هيئة وزير الأمن الإسرائيلي ايتمار بن جفير المتطرف الذي يتباهي بعنصريته وكرهه الشديد لفلسطين وكل ما يتفوه ويخرج منه فقط الفاظ العنصرية وكراهية ولا عجب انه محط انتقاد عربي فهو يواجه انتقاد لاذع في الداخل الإسرائيلي، فعقب تولي المتطرف بن جفير وزارة الأمن بات يمارس تطرفه تحت مظلة الحكومة اليمنية ولعل أبرز تطرفه بعد اقتحام المسجد الأقصى وسط حراسة أمنية مشددة وعقب ذلك تواصلت حملة الادانات سواء عربية أو دولية أو داخل إسرائيل كما وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد انتقاد لاذع لنتنياهو وحذر من جر المشهد إلى نقطة لا عودة فيه. 

وعقب ذلك المشهد شهد تصعيد بين الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي وقام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بجولة تفقدية في الشرق الأوسط في محاولة منه لخفض التصعيد بين إسرائيل و فلسطين، وسط جهود مصرية لوقف التوتر بين الجانبين، لكن ما أن انتهى بلينكن جولته القصيرة في منطقة الشرق الأوسط الشبيه  بـ البركان الخامد عادت الأوضاع إلى الإنفجار وبدأ التصعيد يتزايد بين الجانبين وقام الجيش الإسرائيلي بعملية في مدينة نابلس أدت إلى مقتل ١١ فلسطيني وإصابة أكثر من ١٠٠ آخرين، لترد فصائل فلسطينية على هذا الهجوم التي وصفت ب"المذبحة" بصاوريخ على مناطق إسرائيلية 

فلسطين وإسرائيل على طاولة واحدة

إلى أن جاءت قمة "العقبة" التي عقدت في الأردن واجتمع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين على طاولة واحدة برعاية مصرية وأمريكية واردنية، في محاولة دولية واقليمية لوقف التصعيد أو العمل على تخفيضه قبل شهر رمضان. 

وشارك في القمة من الجانب الفلسطيني مدير المخابرات العامة ماجد فرج، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، والمستشار الدبلوماسي للرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي والمتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة. 

وعن الجانب الإسرائيلي شارك مستشار الأمن القومي تسحي هنجبي ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رونين بار، ومنسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية فى الأراضي الفلسطبنية غسان عليان، ورئيس الدائرة السياسية والأمنية فى وزارة الخارجية الإسرائيلية درور شالوم، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية رونين ليفي. 

وعن الجانب الأمريكي شارك منسق الشرق الأوسط فى البيت الأبيض بريت ماكغورك، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي باربرا ليف، والمبعوث  الأمريكي الخاص لشؤون الفلسطينية هادي عمرو، والمنسق الأمني الأمريكي  بين الإسرائيليين والفلسطينيين مايكل فنزل". 

وشارك من الجانب المصري والأردني ممثلين عن جهازي المخابرات المصري والأردني. 

صدام دبلوماسي فلسطيني إسرائيلي فى الأمم المتحدة

وهذه القمة تعمل على تحقيق عدد من الأهداف فالجانب الفلسطيني يطالب بوقف الزحف الإستيطاني في الأراضي الفلسطينية وتهويد القدس ووقف هدم وإخلاء المنازل الفلسطينية، فيما يطالب الجانب الإسرائيلي وقف المقاومة المسلحة والصدام الفلسطيني الدبلوماسيي ضد إسرائيل في الأمم المتحدة. 

وخلال عقد هذه القمة كان خلف الكواليس يعكس واقع الصورة، فالجلوس على طاولة  المفاوضات لا ينهي الصراع أو يوقفه فأثناء مناقشة الأطراف المشاركة في القمة الخماسية على خفض التوتر، قام فلسطيني بقتل إسرائيليين "شقيقيين" في مدينة نابلس في الضفة الغربية وعقب ذلك قام مجموعة من المستوطنيين بالانتقام وقام بشن هجوم "إرهابي" على قرية حوارة وبحرق أكثر من ٣٠ منزل و١٠٠ سيارة. 

وعود إسرائيلية خادعة

وفي مقابل هذا المشهد السوداوي القاتم كان الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فى القمة  يؤكدان على اتفاق على البيان الختامي للقمة الخماسية من بينها إعلان الإدارة الإسرائيلية بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر".

ورغم هذه الوعود البارقة واللامعة إلا ان مسؤولين إسرائيلين بما فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد على استمرار البناء الاستيطاني وشرعنة البؤر الاستيطانية.

وقال نتنياهو في تصريح إنه "خلافا للتغريدات، سيستمر البناء وشرعنة البؤر في الضفة وفقًا لجدول التخطيط والبناء، دون أي تغيير، ولن يكون هناك تجميد".

وعلق وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير على بيان القمة بالقول: "ماكان في الأردن لوكان سيبقى في الأردن".

بينما قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إن "دولة ترسل وفداً رسمياً على أعلى مستوى إلى قمة برعاية أمريكية، وتتوصل إلى اتفاق ثم يغرد وزراء كبار في الحكومة ضد هذا الاتفاق، هذه ليست حكومة هذا فوضى كبيرة". 

ليبقى السؤال هل فعلاً قمة العقبة ستؤتي بنتائج مثمرة أم أنها مجرد "فض مجالس" وسيبقى الوضع على ماهو عليه ولاصوت يعلو فوق صوت الصواريخ والقتل والزحف الاستيطاني والإدانات ودعوات لضبط النفس! 

تابع موقع تحيا مصر علي