عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«حلم الثراء السريع يوقع آلاف الضحايا من المخدوعين».. كيف أصبح المصريون مادة خصبة لعمليات النصب

تحيا مصر

سعي محموم نحو الرغبة في الربح السريع اعتمادا على النصب

الطمع والجشع كأكثر الغرائز غير السليمة التي توقع بالمواطنين

 

«واقعةالمقبرة الأثرية المقلدة في بني سويف، وقائع المستريح المتتالية، وأخيرا منصة هوج بول»، مجموعة من الوقائع المتعددة التي تبرهن على استشراء فكرة "الثراء السريع" على العديد من المصريين، وتملكها منهم للدرجة التي باتت تدفعهم إلى السقوط مرة تلو الأخرى في فخ النصابين الوهميين.

يسلط تحيا مصر الضوء على الأسباب الكامنة وراء وقوع عدد من المصريين ضحايا حالات النصب والغش والانسايق وراء الأوهام، في الوقت الذي كان من المعروف فيه عن المواطنين التحلي بالفطنة والذكاء الكاملين في مواجهة أية حالات للنصب والغش، مع أبرز دلالات وانعكاسات ذلك على المجتمع.

تعدد وقائع النصب والغش في تزايد مهول بين المصريين

لاتكاد تخلو صفحات الحوادث بالصحف، أو الأخبار في النوافذ الإعلامية المختلفة التليفزيونية، من تفجر قضايا تهز الرأي العام، تتعلق بمجموعة من النصابين، قاموا بالاحتيال على العشرات والمئات وأحيانا الآلاف من المصريين، من خلال خدع ساذجة تقوم فقط على الإقناع بالثراء السريع وكسب الأموال وتضاعفها بشدة وسرعة غير منطقية

آخر تلك الحوادث المثيرة للاستغراب، مايتعلق بمنصة هوج بول Hogg pool، التي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عما فعلته من خلال عشرات الهاشتاجات التي دشنها مئات المواطنين، حيث اتهموا هوج بول بالنصب عليهم، وسط تساؤلات عديدة: ماذا جرى للمصريين، كيف يمكن خداعهم من خلال منصة رقمية أوهمت المواطنين بالحصول على أرباح بالدولار من خلال وضع 1000 جنيه في تطبيقات بمكسب يومي قيمته أربعة دولارات، حيث استطاعت منصة هوج بول Hogg pool، أن تجذب آلاف المصريين عقب انتشارها بشكل كبير وزادت عمليات البحث عنها وتحميلها، وهو ما لم يكن معروفا من قبل عن مجتمع يتغنى بكشف "الفهلوية والنصابين".

تفجر ظاهرة المستريحين بشكل مرعب وضار على الاقتصاد في الوقت نفسه 

زيادة حالات النصب والغش وتوظيف الأموال لاتتعلق بضياع أموال المواطنين فقط، وإنما بتأثيرات ضارة على الاقتصاد، يتسبب فيها أصحاب الأفكار الشيطانية من الراغبين في النصب على المواطنين، وأيضا المواطن نفسه الذي يرتضي بالخروج عن المسار الشرعي للاقتصاد الرسمي في بلاده، واللجوء إلى اقتصاديات مشبوهة غير رسمية.

لايمكن نسيان حالة "مصطفى البنك" الشهير بـ "مستريح المواشي"، حيث تبين أنه حصل على نحو 200 مليون جنيه بزعم توظيفها، وبعد واقعة "البنك"، أُلقي القبض على "مستريح السيارات" في أسوان أيضا، فيما ترددت الأنباء عن قيام بعض ضحاياه بإضرام النار في منزله، ليكون الأغرب هنا هو ولم تقتصر ظاهرة "المستريح أو المستريحيين" على محافظة أسوان بل امتدت إلى مدن ومحافظات أخرى في أنحاء مصر، فلايوجد نطاق جغرافي محدد للحالات التي يتم النصب عليها.

ولا يمكن أيضا اعتبار أن الأمر وليد اللحظة، ولكنه يتفاقم مرة تلو الأخرى بشكل ملحوظ، ففي السابق انتشرت في مصر في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وكان أشهرها شركات "الريان" و "السعد" التي أوقعت المصريين في "فخ الثراء السريع" ودفعتهم إلىضخ الأموال في هذه الشركات مقابل عائد مادي كبير، لتثار التساؤلات مجددا عن سبب ارتضاء المواطنين المصريين بأن يكونوا فريسة سهلة للنصابين والمخادعين.

أسباب انتشار ظاهرة غش وخداع المواطنين وتفسيرها علميا 

يدفع علماء النفس والاجتماع، بأنه أحد أكبر الأسباب التي تؤدي لشيوع ظاهرة النصابين والغشاشين، أن الأمر يرتبط برمته بالطمع، فضحايا النصابون يرغبون في الربح السريع بما يتجاوز معدلات الاستثمار الحقيقي سواء في الجهاز المصرفي أوخارجه، حيث السعي المحمود نحو الثراء السريع غير المتعارف على أنه سيكون نتيجة السعي الشريف لكسب الأموال.

ويكون المطلوب في هذه الحالة مجموعة من الطلبات والتوصيات، أولها تحلي المواطنين بقدر كبير من الوعي اللازم لعدم الوقوع في فخ النصابين، وأن يكون هناك حالة من التجرد عن السعي المحموم نحو الثراء السريع، وفي الوقت ذاته تغليظ العقوبات ضد من يتورطون في مثل تلك العمليات من الطرفين.

تابع موقع تحيا مصر علي