عاجل
الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«احذر يا جوارديولا».. كيف أصبح «إنتر إنزاجي» فريقًا معقدًا؟

تحيا مصر

يواجه الفريق الكروي الأول بنادي إنتر ميلان الإيطالي بقيادة سيموني إنزاجي، المدير الفني للفريق، نظيره الفريق الكروي الأول بنادي مانشستر سيتي الإنجليزي بقيادة الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني للفريق، في المواجهة التي تجمع بينهما مساء غدٍ، السبت، في إطار منافسات نهائي دوري أبطال أوروبا. 

ما فعله إنزاجي

إنزاجي يظهر لنا بأنك بإمكانك صنع فريقًا معقدًا، بجمع الكثير من الأفكار السهلة أو البسيطة تجمعهم مع بعضهم وتبدلهم أثناء المباريات، تتمتع بمرونة في التغيير بينهم ثم تنطلق وتضرب الخصم وقبلها تجعله مستنفزًا هجوميًا أو كرويًا تجعلهم يخرجون عن شعورهم بأجواء المباراة بجعلهم لا يستطيعوا تطبيق أفكارهم بكل أماكن الملعب وجعل كل نقط ضعفهم مستغله أثناء فقدهم للكرة، هذه الكرة هي مثال لكرة القدم الإيطالية التي لم تكن مجرد دفاع فقط على مدار تاريخ كرة القدم هم يقطعون حبل أفكار الآخرين ثم يبدأوا بنشر أفكارهم.

دعونا نتفق بأن مباراة الإياب بين إنتر وميلان هي التي ستعبر عن شكل إنتر بمباراة مانشستر سيتي، فريق تحت الكرة يضغط من منتصف الملعب يدافع بشكل هجين بين المنطقة والرقابة واحدً لواحدٍ ثم يبدأ بالخروج بالكرة سواء من الخلف Build up أو Counter Attack، (كلمة هجينة أو Hybridمعناها إنك تضع أكثر من منظومة بشيء واحد وهي تعبر عن إنتر إنزاجي بكل شيء هجوم دفاع ضغط استحواذ مرتدات كله)

تفاصيل دفاعية لإنتر ميلان

إنتر عندما يترك الكرة للخصم بضغط متوسط، بداية الضغط من عند الثنائي الهجومي هم يقفون بالقرب من لاعبي الوسط ليغلقوا العمق مع تحرك ديناميكي كلما تحركت الكرة لكن معهم ضلع آخر من رجال الوسط متقدم عن زملائه قريب من أحد الطرفين أو بالظبط الطرف الأقرب لمكان الكرة ، الغريب من إنتر أنه لا يبحث عن الرقابة الفردية بهذا الموقف بمنطقة الكرة هو فقط يصنع كثافة وضغط منطقة فيما يسمى ««Zone Defenceالمدافع الثالث، بهذه الجهة يقترب من الظهير ولاعب الوسط المتقدم يأتي من خلف صانع ألعاب الخصم ليصنع كماشه دفاعية لما يحاول الخصم امتلاك الكرة بين الوسط أو بين الخطوط وبهذا التوقيت يستمر دجيكو ولوتارو في العودة الدفاعية ليمنعوا التمريرات العرضية للجهة العكسية بنفس الفكرة غلق للزوايا بتمركز صحيح فقط ، أما الجهة الأخرى بهذا الموقف اللي المفروض بها مساحات واسعة فإنتر يصنع دفاع Man to man لأن تركك للاعب طرف بالذات مرتاح في تمركزه وتحركه ببساطة هيخليه يسمح بتحرك زميل آخر خلفك ألا وهو الظهير وممكن الجناح ده يدخل العمق وأنت واقف مش واخد بالك وباصص على الكرة فالتمركز Man to man على الجهة العكسية حاضر دائماً من إنتر ومرن كلما تقدم الخصم أكثر وهنا اقصد بعودة أحد رجال الوسط بحدود منطقة الجزاء بتحرك قطري ليغلق ويغطي على متقدم آخر بتلك الجهة. 

هذا الشكل الدفاعي عكس أي فريق الآخرين يضغطون man to man بجهة الكرة والجهة العكسية Zone واللي مخلي تركيبة إنزاجي ناجحة هي استنتاج ما يحدث على الملعب لاعبي إنتر يتحولون مع لاعبي الخصم بتركيز شبه 99% أقصد مثلاً عندما يسقط المهاجم للعمق يعود معه المدافع وفوراً يعود لاعب وسط لمنطقة الدفاع أو يغطي خلف المدافع المتقدم وتاني حاجة ميزت الدفاع ده هي القوة البدنية والتفوق بالثنائيات نادر جداً جداً ما تجد لاعب انتر يخسر ثنائية والأمر غير معتمد على القوة فقط الأمر معتمد أكثر على توجهات المدرب لإيقاف كل لاعب بأي مكان لذلك لاعبي إنتر عندما يخسرون ثنائية هم لا يخسروها بدنياً بل تكتيكياً بقراءة خاطئة ، وتالت حاجة ودي تعبر عن روح الجماعة بين الـTeamبأن الإنتر كلما واجه صعوبة بالدفاع كلما ركض أكثر واقتربوا من بعضهم بثلث ملعبهم ليس مجرد اقتراب بل ضغط ومسافات ضيقة بينهم كما قلت لكم مرونة فريق إنزاجي جبارة ولا يمكن وصفها.

إنتر إنزاجي فريق مميز في الخروج بالكرة من الخلف بسلاسه بل صناعة فرص واحدة تلو الأخرى الأمر يختلف قليلًا حيث يصبح دومفريس مهاجم ثالث بالطرف الأيمن على نفس خط لوتارو ودجيكو ليتقدم دارميان المدافع الثالث ليصبح ظهير أيمن وكآن الخطة 4 3 3 وليس 3 5 2 بمعنى أن ديماركو مازال ظهير تقليدي على الجهة العكسية، ماذا يصنع هذا الشكل ؟! يصنع تمريرات مباشرة بمساحات من مسافات تبدو طويلة وذلك لتمركز باريلا ومخيتاريان قريبين من دارميان وديماركو ليكون دومفريس رجل وهمي خلف أحد أطراف الخصم، تبدأ عملية التمرير والخصم يضغط على الطرف والأمور على ما يرام ليأخذ دومفريس خطوة للخلف ليصبح جناح وليس مهاجم ليتم التمرير له بمساحة واسعة وكأن الضغط لم يحدث على لاعبي إنتر

وليس شرطًا أبدًا أن يكون دومفريس من يصنع الفارق بالبناء قد يكون لوتارو أو دجيكو بنفس الرسم الخططي

4 3 3 بالاقتراب من ديماركو والبناء من جهته بنفس فكرة دومفريس والحل الثالث هو تمرير عميق للوسط من المدافعين والوسط لا يتواجد به ضغط كثيف لكثافة إنتر على الأطراف، الذي يتسلم الكرة هو هاكان أو بروزوفيتش لكن الاستلام ده يحدث بحُرية تامة نتيجة لدور حارس المرمى أونانا المتحكم بالكرة بامتياز، وهذا الذي يفسر رغبة تين هاج العارمة في التعاقد معه بنادي مانشستر يونايتد 

دور أونانا

مدافعو إنتر يعودوا بالكرة إلى أونانا مع حرية الحركة بمكانه ليقوم بتحريك خط وسط الخصم القادم لدفاع إنتر يمينًا ويسارًا ويُفرغ العمق أكثر ليستلم ويقترب لاعب الارتكاز من المهاجم دجيكو أو لوتارو ليبدأ الإختراق، أونانا هو أهم رجُل ببناء إنتر للهجمات، إنزاجي يستغله بتكتيك متنوع وليس لمجرد بناء دقيق للهجمة وهذه عبقرية المدرب حينما يخرج المميزات الفردية لجميع أفراد فريقه

تابع موقع تحيا مصر علي