عاجل
الجمعة 10 مايو 2024 الموافق 02 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

رحمة زين قلبت "السوشيال ميديا".. شكرا رسالتك وصلت!

ظهرت رحمة زين الشابة المصرية المعتصمة مع فرق إغاثة في معبر رفح البري لمدة ثلاثة أيام في فيديو وهي تخاطب في تحدي مراسلة قناة الـ "سي إن إن" الأمريكية، كلاريسا وارد، وواجهتها في غضب، قائلة: "أين قناتكم من تغطية ما يحدث هنا؟ قولي الحقيقة، أعلم أن لكِ أجندات وأنك مجرد موظفة، مجرد دمية، تعالي إلى هنا وخاطبيني كإنسانة". وتوجهت إليها المراسلة لتستكمل رحمة خطابها، قائلة: "لا لقد سمعتك من قبل فاسمعيني الآن؛ أعلم أنك تتحدثين كما تريد بلدك وحكومتك، لكن دولتك هي من تتحدث عن حرية التعبير، أنتم من خصصتم الديموقراطية وقادتنا لحماس، والآن تشاهدون الاحتلال ونشاهد نتيجة صمتكم، وسوء تقديمكم لشعوبنا". وتابعت رحمة بنفس الحماس والغضب: "نحن نساند فلسطين والفلسطينيين والعرب، غيروا خطابكم، أنتم من تملكون كل شيء، وهذه هي المشكلة، تملكون الأمم المتحدة وهوليوود وكل الأبواق، أصواتنا يجب سماعها، أثناء مشاهدة قناتكم بدلا من أن نحزن ونعزي موتانا وهؤلاء الأطفال الفلسطينيين، تعاملنا مع سوء تقديمكم وإهانتكم للعرب".

ومن يتابع تغطيات كلاريسا وارد لقناتها "سي إن إن" يفهم جيدا سبب غضب رحمة وكشفها حقيقة الكذب الذي تتبعه المراسلة الأمريكية حيث عمدت إلى تزييف فيديو خضوعها لقصف من الفلسطينيين. 

تلك اللقطة التي سجّلها متطوعون مرابطون في قوافل الإغاثة في رفح المصرية على حدود قطاع غزة جذبت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي منذ صباح أمس الجمعة، ويتفاعل معها المتابعون حتى الآن على نطاق واسع حول العالم بسبب شجاعة رحمة، وأيضا وهو المهم بسبب طلاقتها في الحديث باللغة الإنجليزية التي يفهمها العالم. لذلك وصلت الرسائل بسهولة ويسر ولخّصت الموقف الفلسطيني والعربي كأفضل ما يكون تجاه وسائل الإعلام الأمريكية والغربية التي تزوّرُ الحقائق في غزة وتصوّرُ أصحاب الأرض والحق كإرهابيين ولا تفسح المجال حتى للصوت الآخر الفلسطيني والعربي حتى يعرض رأيه في حين أنهم من يتشدّقون بمبادئ حرية التعبير والديمقراطية وتكشف الأحداث كل مرة أنها مجرد شعارات جوفاء!.

ولم تكن رحمة المفوهة بلكنة إنجليزية أمريكية واثقة من نفسها ومن رسالتها مفاجأة بالنسبة لي على الأقل، فهي حفيدة أستاذي الكاتب الصحفي الكبير محسن محمد حيث عملتُ تحت قيادته لمدة عشرين عاما وكنا كثيرا ما نتشارك الحديث عن رحمة لأنها كانت أيضا زميلة دراسة مع ابنتي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث درست رحمة العلوم السياسية. وعملت في التليفزيون المصري كمراسلة ومذيعة أخبار. وليس هذا بغريب عنها فوالدتها الإعلامية مرفت محسن المذيعة بقناة النيل للأخبار بالإنجليزية ثم تولت إدارة القناة. كما أن جدتها هي المذيعة المعروفة هند أبو السعود من الرعيل الأول للمذيعين بالتلفزيون المصري.

وفسرت رحمة سبب انفعالها على مراسلة الـ "سي إن إن" في فيديو آخر نشرته عبر حسابها بتطبيق انستجرام، قائلة: قناة الـ "سي إن إن" هي الوحيدة التي صاحبت قافلة الأمم المتحدة، في غياب القنوات الأخرى التي كانت على الأرض مع المتطوعين لعدة أيام في رفح، وبالتالي لم تتفاجأ من أن الناس كانوا غاضبين ويحتجون، كان يجب عليها التواجد لمدة 3 أيام أو أكثر قبل وصول الأمم المتحدة، بينما إسرائيل المحتلة تلعب معنا، وتخبرنا أنهم سيسمحون بمرور إمدادات الإغاثة، ثم لا تفعل ذلك".

إن فيديو رحمة الذي مازال "ترند" حتى الآن على مواقع ومنصات عديدة وحقّق مشاهدات بالملايين أعطانا درسا نحن أيضا العاملون في مجال الإعلام والقنوات والناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. إننا ماضون نحدثُ أنفسنا وليس غيرنا في "مونولوج" سمج عن كل أزماتنا ونظنُّ أننا قمنا بدورنا على أكمل وجه وننام في آخر الليل مرتاحي البال والضمير. لكنّ المطلوب غير ذلك؛ المطلوب مخاطبة العالم بلغته ومواجهته بزيفه وأقنعته وظلمه وجبروته. وقد فعلتها الشابة رحمة ووصلت رسالتها ونحن فخورون بها وجدها وعائلتها فخورون بها .. فهل نتعّلم الدرس؟!

تابع موقع تحيا مصر علي