عاجل
الأحد 16 يونيو 2024 الموافق 10 ذو الحجة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

عالم أزهري: استئذان الزوج لزوجته قبل الدخول للبيت سنة مهجورة تزيد البركة

الدكتور أسامة قابيل
الدكتور أسامة قابيل

قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن استئذان الزوج لزوجته قبل الدخول للبيت يزيد البركة، مستشهدًا بقول الله تعالى: «فَإِذَا دَخَلۡتُم بُیُوتࣰا فَسَلِّمُوا۟ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۡ تَحِیَّةࣰ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَـٰرَكَةࣰ طَیِّبَةࣰۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ».

 

وأوضح «قابيل»، خلال لقائه ببرنامج «البيت»، المذاع على فضائية «الناس»، اليوم الخميس، أن هناك أموراً تزيد البركة فى البيت ومنها استئذان الزوج من زوجته قبل دخول البيت، وهذا من السنة، ولتكون مهيأة له.

 

وأضاف: «أنت ناوى تدخل بيت بسلام على زوجتك وأولادك، منوهًا بأن الزوج عندما يذهب للمنزل فجأة يجد الاطفال يلعبون والدنيا “ملغبطة”، فقبل ما يطلع الزوج يتصل ويهدى الدنيا، فهذا يجعل الأمور كلها سلام، فلما تدخل البيت سلم لو مفيش حد فى البيت، فهي عبادة مهجورة».

 

وتابع: «لو عاوز البيوت ترجع لها البركة لازم قول الحمد لله، سخط القلوب ضيع البركة من البيوت، وسيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما وجد كسرة خبز على الأرض، فنظر للسيدة عائشة -رضي الله عنها-  وكان لا يغضب لنفسه لكن يغضب إذا انتهكت حرامات الله، فقال لها حسنى جوار نعم الله عليك، فإذا كانت النعمة عند قوم ولم يصونوها نفرت منهم"، مستدلا بالحديث الذي روي عن السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: «دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فَرأى كِسْرَةً مُلْقَاةً فَمَشَى إليها فأخذَها ثُمَّ مسحَها فَأكلَها ثُمَّ قال لي يا عائشةُ أَحْسِنِي جِوَارَ نِعَمِ اللهِ تَعالَى فإنَّها قَلَّ ما نَفَرَتْ من أهلِ بَيْتٍ فَكَادَتْ أنْ تَرْجِعَ إليهِمْ».

 

 

حسن المعاملة بين الزوجين
 

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الشرع الشريف كتب الإحسان على كلِّ شيء؛ وأمر به، والأمر بالشيء أمرٌ بما يوصل إليه من وسائل؛ مؤكدًا أن الشرع الشريف حث الزوجين على أن يحسن كلٌّ منهما إلى الآخر؛ وأمر بتحصيل ما من شأنه الإعانة على هذا الإحسان؛ إذ بسبب اختلاف الطباع وتغير العادات ربما يسيء الإنسان إلى زوجته من حيث يظن نفسه بها محسنًا، فيكون ذلك من أسباب الشقاق والخلاف التي يمكنه أن يتجنبها: بمعرفتها، والوقوف عليها، والعلم بها الحاصل بالدراسة والتأهيل، والمدعم بالأخلاق والتربية الحسنة؛ قال تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» [البقرة: 195].

 

واستدل مفتي الجمهورية، بما روي عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ» أخرجه الإمام مسلم في "الصحيح".

 

ونقل قوب قال العلامة أبو العباس القرطبي في "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم": [قوله: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ»؛ أي: أَمَر به، وحضَّ عليه. وأصل "كَتَبَ": أَثْبَتَ وجَمَعَ، ومنه قوله تعالى: «كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ» [المجادلة: 22]؛ أي: ثبَّته وجمعه.. و"الإحسان" هنا بمعنى: الإحكام، والإكمال، والتحسين في الأعمال المشروعة، فحقُّ مَن شَرَعَ في شيءٍ منها أن يأتي به على غاية كماله، ويحافظ على آدابه المصححة والمكمِّلة، وإذا فعل ذلك قُبِل عمله، وكَثُر ثوابه].

 

 

تابع موقع تحيا مصر علي