عاجل
السبت 14 ديسمبر 2024 الموافق 13 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

فضل إماطة الأذى عن الطريق وهل تحتسب صدقة؟

فضل إماطة الأذى عن
فضل إماطة الأذى عن الطريق

ما فضل إماطة الأذى عن الطريق ؟ من الأمور المستحبة شرعًا إزالة كلّ ما يؤذِي طرقات الناس من حَجَرٍ أو ماء مطر أو طين أو شوك أو غيره من الأشياء المؤذية؛ حيث إن إماطة الأذى عن طريق الناس من شُعب الإيمان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» متفق عليه.

 

 فضل إماطة الأذى عن الطريق

ولقد ورد في السنة النبوية المطهرة عدة أحاديث تُبَيّن فضل إماطة الأذى عن الطريق، من ذلك ما رواه مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ»، وفي رواية أخري للإمام البخاري في "صحيحه" قال صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ». وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» رواه الإمام مسلم في "صحيحه".

 

فهذه الأحاديث المذكورة في الباب ظاهرة في فضل إزالة الأذى عن الطريق؛ سواء كان الأذى شجرة تؤذي، أو غصن شوك، أو حَجَرًا يعثر به، أو قَذَرًا، أو ماء أمطار أو طين وغير ذلك؛ قال الإمام ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (5/ 114، ط. دار المعرفة): [ومعنى كون الإماطة صدقة: أنه تسبب إلى سلامة مَن يمرّ به من الأذى، فكأنه تصدَّق عليه بذلك، فحصل له أجر الصدقة».

 

 رفع الأذى من الطريق من الإيمان 


قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم علمنا حقوق الطريق وكيفية التعامل معه، وهو ما يمكن اعتباره نظيرًا لقواعد المرور الحديثة.


وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم 'فإذا أبيتم فاعطوا الطريق حقه'، كان يشير إلى أهمية احترام حقوق الطريق، وهو ما نطلق عليه اليوم تعليمات المرور".

 

تنظيم حياة الناس وضمان راحتهم

وأضاف: "هذه القواعد ليست سوى امتداد لأوامر الشرع التي تهدف إلى تنظيم حياة الناس وضمان راحتهم، فمن ضمن حقوق الطريق أن نرفع عنه الأذى، وليس أن نكون سببًا في وضع الأذى فيه، وهذا يعكس التزامنا بأخلاقيات الإيمان، حيث إن رفع الأذى من خصال الإيمان، في حين أن وضع الأذى يعتبر من خصال الكفر، وليس بمعنى الخروج عن الدين، بل كفر النعمة".

 

وأشار إلى أن الإسلام يسرّ استخدام النعم بطريقة تعود بالنفع على الجميع، وهو ما ينطبق على تنظيم السرعة وفقًا لإمكانيات الطريق وتخصيص القوانين المناسبة لكل نوع من الطرق، سواء كانت طرقًا صحراوية أو زراعية أو طرقًا في المناطق السكنية.

 

واختتم: "هذه القوانين والتعليمات التي ننظم بها استخدام الطرق ليست سوى استمرار لما شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهي تهدف إلى تنظيم حياة الناس وضمان السلامة العامة".

ما حكم إلقاء القمامة في الشارع ؟

 

 حرمت الشريعة الإسلامية رمي القمامة في الشارع، حيث إن النظافة في ديننا ليس أمرًا ثانويًا ولا هامشيًا وليست مجرد قيمة أخلاقية فقط، وإنما النظافة والطهارة جزء من العقيدة، وأن من الآداب التي حث عليها الشرع الحنيف آداب الطرقات العامة، وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ -:« الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ ، أَوْ سَبْعُونَ شُعْبَةً ، فَأَرْفَعُهَا قَوْلُ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ».

 

والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يذكر إماطة الأذى عفويًا ولا عشوائيًا فهو لا ينطق عن الهوى، أن تحترم الذوق العام والآداب العامة وإشارة وقواعد المرور ولا تقع في المخالفات، ولا تسير عكس الاتجاه لأن هذا حق عام لا تنتظم حياة الناس إلا به.

 

حكم إلقاء القمامة في الشارع

 من يؤذي الناس في طرقاتهم ولا سيما بإلقاء قمامته ومخلفات منزله أو مصنعة، سواء ألقاه في الطرق العامة أو في ماء النهر وما نحوه، يرتكب جريمة كبيرة في حق دينه ونفسه والمجتمع، لأن النظافة في ديننا ليس أمرًا ثانويًا ولا هامشيًا وليست مجرد قيمة أخلاقية فقط، وإنما النظافة الطهارة جزء من العقيدة، فجعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - نصف الإيمان.
 

 إلقاء القمامة  فى الشارع يحرمك من دخول الجنة 


قال الدكتور أيمن الحجار، من علماء الأزهر الشريف، إن بعض التصرفات البسيطة يمكن أن تدخل المرء إلى الجنة، لافتا إلى أن كل ما يفعله المرء عليه ثواب وعقاب. 


وأوضح العالم الأزهري، في تصريح له "الإنسان الذي يلقي بالزبالة أو بقايا الطعام في الشارع يصعب عليك، لأنه يفوت على نفسه فرصة ثرية من النعم والمكافآت العظيمة، وهى دخول الجنة، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جميل أن رجلا دخل الجنة بسبب أنه نزع شوكة من الطريق".

 

وأضاف: "حفظ جمال الطرق ونظافتها وعدم إيذاء الناس في الطريق كان سببًا لدخوله الجنة، هذا الحديث مهم جدًا، فإنتشار الكلمة الطيبة والتعامل الحسن مع عمال النظافة الذين يعملون بشوارعنا، هم من ينظفون الطرق ويمهدونها لنا، ويحموننا من الأذى في الشوارع،  ومع ذلك، بعض الأشخاص يعمدون إلى تعكير أمورهم وزيادة عبء عمال النظافة، فعلينا أن نتحلى بالسلوك الحضاري والنظيف لتخفيف هذا العبء عنهم، خاصة في ظروف الجو الصعبة كالحر والإرهاق والعطش".

 

لا يجوز إلقاء القمامة فى الشوارع

أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه لا يجوز إلقاء القمامة فى الشوارع لأنه من أحرم الحرام أن يفسد الناس الطرقات على أنفسهم، وقال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن إفساد الطرقات على الناس من أحرم الحرام، وإلقاء القمامة فى الشوارع من بين ما يفسد الطرقات على الناس، ومن الحرام البين التسبب فى أمراض الناس.

 

وواصل: أنه ينبغى أن يلتزم كل إنسان بإلقاء القمامة فى الأماكن المخصصة لذلك، قائلاً:"يقوم العاملين فى النظافة بإزاحة هذه القاذورات فى كل يوم لذلك يكون تجمعيها فى مكان محدد ومخصص لها واجب ولا يجوز إلقاؤها فى كل مكان، وإلقاؤها فى كل مكان معصية".

تابع موقع تحيا مصر علي