تركيا توقع اتفاقية استراتيجية مع شل لتوريد الغاز الطبيعي المسال حتى عام 2037

أعلنت أنقرة توقيع اتفاقية طويلة الأمد مع شركة "شل" (Shell) العالمية لتوريد الغاز الطبيعي المسال لمدة عشر سنوات. من المقرر أن تبدأ هذه الاتفاقية، التي وُقعت خلال حفل رسمي في العاصمة التركية، عام 2027 وتمتد حتى 2037. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تزويد تركيا بنحو 4 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا، وهو ما يشكل حوالي 8% من إجمالي الطلب على الغاز في تركيا لعام 2023، وفقًا للبيانات الصادرة عن الهيئة الوطنية لتنظيم الطاقة.

أنقرة تسعى لتعزيز نفوذها الإقليمي

أحد العناصر المهمة في هذه الاتفاقية هو تضمين خيار إعادة توجيه شحنات الغاز إلى أوروبا. هذا البند يمنح شركة "بوتاش" (Botas) التركية الحكومية مرونة استراتيجية في تسويق الغاز في الأسواق الأوروبية، مما يفتح الباب أمام تركيا لتعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود تركيا لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي في المنطقة، وذلك من خلال تقديم نفسها كمورد موثوق به للطاقة، خصوصًا في ظل الطلب المتزايد على مصادر الطاقة البديلة في أوروبا.
 

استثمار في البنية التحتية لتعزيز الاستقلال الطاقوي

تسعى تركيا منذ سنوات إلى تحقيق الاستقلال الطاقوي من خلال استثمارات كبيرة في بنيتها التحتية للطاقة. يشمل ذلك تطوير محطات استيراد الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب تكثيف الجهود في الإنتاج المحلي للغاز، خاصة في البحر الأسود. تسهم هذه الاتفاقيات طويلة الأمد في تعزيز القدرة التنافسية لتركيا في سوق الطاقة العالمية، وتمنحها قدرة أكبر على تلبية احتياجاتها الداخلية، فضلاً عن تلبية الطلب الأوروبي على الغاز.

بوتاش التركية تحصل على 4 مليارات متر مكعب سنويًا

بالنسبة لشركة "بوتاش"، تُعد هذه الاتفاقية مع شل خطوة كبيرة نحو تلبية الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في تركيا، والذي شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة. يُتوقع أن تعزز هذه الإمدادات المستقرة من الغاز من قدرة تركيا على مواجهة التحديات الطاقوية المستقبلية، وتلبية احتياجاتها من الطاقة بطريقة مستدامة. ويعزز هذا الاتفاق من موقف "بوتاش" كشركة طاقة إقليمية مهمة، قادرة على توفير الإمدادات اللازمة ليس فقط للسوق المحلي، ولكن أيضًا للأسواق المجاورة.
 

بعد تصاعد الأحداث والحرب الكلامية بين تركيا وإسرائيل.. خبير استراتيجي يوضح تطورات الأوضاع في المنطقة

من أمام معبر رفح.. وزير خارجية تركيا يثمن دور مصر في غزة

الاتفاقيات مع شل وإكسون موبيل تعزز طموحات تركيا في التحول إلى مركز عالمي للطاقة

ليست هذه الاتفاقية مع "شل" الوحيدة في سلسلة الاتفاقيات التي وقعتها تركيا لتعزيز قدراتها الطاقوية. فقد سبقتها اتفاقية مماثلة مع شركة "إكسون موبيل" (Exxon Mobil) لتوريد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا. هذه الصفقات تعكس رؤية تركيا لتحويل نفسها إلى مركز عالمي للطاقة، قادر على تلبية احتياجات أوروبا المتزايدة في ظل تقلبات سوق الطاقة العالمية. وبهذا، تصبح تركيا لاعبًا رئيسيًا في سوق الغاز الطبيعي، وتسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار الطاقوي في المنطقة.