عاجل
الأحد 15 ديسمبر 2024 الموافق 14 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حكم المساكنة وهل أباح أبو حنيفة الزنا بأجر؟ مبروك عطية يحسم الجدل

مبروك عطية
مبروك عطية

ما حكم زواج المساكنة وهل الإمام أبو حنيفة أباح الزنا؟ أثارت تلك الأسئلة جدلاً كبيراً بعدما صرح مشاهير بممارسة المساكنة قبل الزواج لعدة سنوات، وكذلك زعم محامٍ أن الإمام أبو حنيفة أباح الزنا، ورداً على ذلك قال الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر، إن الدين الإسلامي أقر المساكنة، ولكن بين الزوجين، مشيرًا إلى الآية الكريمة «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».

 

هل أبو حنيفة أباح الزنا بأجر؟
 

وأوضح «عطية» خلال برنامجه «كلام الناس»، عبر قناة «إم بي سي مصر»، تعليقاً على ما ينسب إلى الإمام أبوحنيفة بإباحة لـ«الزنا بأجر» أو المساكنة، أنه يجب ألا ننسب إلى أستاذ الأئمة الأربعة «جريمة»، معقبًا: «أبوحنيفة مين اللي أباح، إزاي الكلام ده؟!».


وأفاد بأن سبب «اللغط» بشأن إباحة الإمام أبوحنيفة لـ«الزنا بأجر»، موضحًا أن الإمام أبوحنيفة قال إنه حال وجد اتفاق «مادي» بين رجل وامرأة، فلا يقام عليهما حد الزنا، ولكنه لم يجيز الفعل نفسه أو قال عنه أنه حلال.

 

وتابع: «أبوحنيفة قال لا يقام الحد، مش هذا يجوز، من لا يفهم أخذ هذه العبارة، الخاصة بواقعة معينة، وحاول إخراجها عن معناها الحقيقي».

 

وأكمل: «جميع الأئمة فضلاء، وليس لهم الكمال، ولو بعض الأئمة عندهم بعض الهفوات الصغيرة، مش إحنا اللي نقدر نوصلها».

حكم زواج المساكنة

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الدعوات البائسة إلى ما يسمى بـ«زواج المساكنة» تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة.

 

وقال الأزهر، في فتوى له في إجابته عن سؤال: «هل زواج المساكنة جائز شرعا؟»: إن الإسلام أحاط علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، في شمول بديع لا نظير له.

 

حكم زواج المساكنة في الإسلام


ونبه الأزهر على أن الإسلام يُحرِّم العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوّصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا»، ومن صِورِها ما سمي بـ«المساكنة» التي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلام، وفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.
 

ولفت إلى أن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية .. إلخ؛ -بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف، يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير.

 

هل زواج المساكنة زنا وهل من الكبائر

أفاد الأزهر، بأن ️الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدي مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع في صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ في مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالى فاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة في الدنيا والآخرة، ساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا» (الإسراء: 32) ولا ينحصر تحريم هذه الكبيرة على المسلمين فقط؛ ففي الوصايا العشر: «لا تزن».
 

وأوضح أن عقد النقاشات حول قبول المساكنة على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.
 

وواصل: كما أن طرح دعوات صريحة توجّه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، يُحطِّم كثيرًا من حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، الذي هو حجر الزاوية في المجتمعات وركنها الركين، مما يُنذر بخطر الاجتراء على حدود الله ومحارمه.   
 

زواج المساكنة متعة زائفة
 

وأشار إلى أن تقديم المساكنة للمجتمع في صورة بديل الزواج أو مُقَدِّمةٍ له بزعم تعرّف كلا الطرفين على الآخر؛ إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة والمجتمع حقوقيًّا وأخلاقيًّا، ودينيًّا، واختزال لعلاقة الزواج الراقية بين الرجل والمرأة في متعة زائفة، واعتداء على كرامة المرأة، وإهدار لحقوق ما ينتج عن هذه العلاقة من أولاد، فالبدايات الفاسدة لا تثمر إلا الفاسد الخبيث.
 

وحذر الأزهر، من أن الجرأة في طرح الجرائم اللاأخلاقية، والسعي لتطبيع هذا النوع من العلاقات الشّاذة والمحرّمة، من خلال خطط شيطانية ممنهجة، تعصف بقيم الفطرة النقية، وتستهدف هدم منظومة الأخلاق، ومَسْخ هُوِيَّة الأفراد، وتعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها؛ هذه الجرأة جريمةٌ مستنكرة ممن لا يقيمون وزنًا لهدي السماء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.
 

وشدد الأزهر الشريف، على الآباء والأمهات، والمُؤسسات الثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء، تعزِّز قِيَمَ الآداب والفضائل الأخلاقيَّة والدِّينية القَويمة والرَّاقية، وتُحَصِّنهم من الوقوع في مستنقعات الشّهوةِ والرَّذيلة.
 

وأهاب الأزهر الشريف بأصحاب الرأي والفكر والإعلام أن يكونوا على حذرٍ من استغلال منابرهم في الترويج لمثل هذه الدّعوات الهابطة؛ عن عمدٍ أو غير عمدٍ؛ لنشر فتنة أو رذيلة تعبث باستقرار المجتمعات وأبنائها، وتروج للفواحش المنكرة، والأفكار الوافدة، التي تحاول النيل من ثوابت ديننا الحنيف، وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

 

زواج المساكنة نوع من الشذوذ الأخلاقي

علق الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف على رواق الأزهر الشريف، على دعوات البعض لما يسمى زواج المساكنة، قائلاً: «مصر ستظل البلد الطيب المبارك الذي أوصى به الرسول خيرًا، كلما ظهرت جراثيم سوف يتصدى لها أهل العلم في الأزهر وسيشفى المجتمع منها».

 

وأبان العالم الأزهري: «الحديث عن المساكنة هي نوع من الشذوذ الأخلاقي والمساكنة نوع من الزنا والزنا لا يمكن أن يكون له إلا صورة واحدة وهي مخالفة شرع الله، والمساكنة هي الفاحشة بعينها».

 

 فكرة زواج المساكنة

واستنكر الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على فكرة زواج المساكنة، قائلًا: «الأجانب عندهم ثقافة الـ Dating أو المواعدة، وهي أن يصادق شاب فتاة وينشأ بينهما كل ما يحدث بين الزوجين بدون أن تكون هناك علاقة زوجية، ويتطور هذا الأمر إلى مساكنة، فيعيش أحدهما مع الآخر ويتقاسما المصروفات أو ينفق أحدهما على الآخر بدون زواج.

 

وواصل: إن هذه المصطلحات تدخل المجتمع بنظام "الدحلبة"، فيألفها المجتمع بشكل تدريجي، فتكون في البداية مطروقة ثم تبدأ في ظهور ممارسات قليلة ثم تصبح ظاهرة، "فكثرة المساس تقتل الإحساس" وذلك يحدث حينما يرى الناس كثيرون يفعلون ذلك فيبدأوا في قبوله.

 

زواج المساكنة حرام شرعا

 ونبه على أنه لا توجد حاجة للتنبيه على حكمه الشرعي، فبالتأكيد أنه محرم، وقال ممدوح إن المجاهرة إثمها كبير، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون»، فكل من يفعل معصية من المعاصي يرجى له أن يكون في عفو الله وستره إلا المجاهر، فهو جمع بين المعصية والتحدي وهو مرفوع عنه المعافاة من الله سبحانه وتعالى.

 

زواج المساكنة

 

رفض الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ما يسمى بزواج المساكنة الذي يروج له بعض المشاهير، مؤكدًا أن المساكنة هي الترجمة الحديثة لكلمة زنا.

 

ماذا تعنى المساكنة

وأضاف «الجندي» خلال برنامجه «لعلهم يفقهون»، عبر شاشة «DMC»، أن المساكنة تعني إقامة رجل وسيدة سويا دون أن يكونا متزوجين.

 

وتابع: «مش هندلع المساكنة زي ما دلعوا الخمرة وقالوا مشروبات روحية، ودلعوا البيرة وقالوا مشروب طاقة.. دلعوا الحشيش وقالوا علاج بالأعشاب.. دلعوا الرشوة وقالوا تبس.. دلوقتي بيدلعوا الزنا ويسموه مساكنة».

تابع موقع تحيا مصر علي