عاجل
الجمعة 13 ديسمبر 2024 الموافق 12 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هكذا يطهون الطعام في غزة..تحويل مخلفات البلاستيك إلى وقود بديل للطهي

تحويل مخلفات البلاستيك
تحويل مخلفات البلاستيك إلى وقود بديل للطهي في غزة

في ظل الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة ونقص الموارد الأساسية، بات سكان غزة يبتكرون طرقًا جديدة للتغلب على أزمة الوقود المستمرة، حيث تحول البعض منهم إلى استخدام النفايات البلاستيكية كمصدر بديل للوقود. ومع استمرار القيود الإسرائيلية على إدخال الوقود إلى القطاع، لجأ العديد من الغزاويين إلى حلول مبتكرة لمواجهة تحديات الحياة اليومية، مثل طهي الطعام وتوليد الطاقة.

تحويل البلاستيك إلى وقود: خطوة جريئة وسط الحصار

في مواجهة النقص الحاد في الوقود التقليدي، يقوم سكان شمال قطاع غزة، وخاصة الشباب منهم، بجمع المخلفات البلاستيكية من بين الأنقاض والمباني المدمرة في المناطق التي تعرضت للقصف، وتحويلها إلى وقود. من بين هؤلاء، الشاب مصطفى مصلح، البالغ من العمر 16 عامًا، الذي يمضي 13 ساعة يوميًا في جمع البلاستيك من المواقع المتضررة.
 

يقول مصطفى: "نقطع مسافات طويلة لجمع المخلفات البلاستيكية من البيوت المدمرة والأبراج، وأحيانًا نتعرض لخطر الطائرات الاستطلاعية الإسرائيلية". هذه المخلفات تُجمع وتُنقل إلى مناطق مخصصة حيث يتم إعادة تدويرها وتحويلها إلى وقود باستخدام وسائل بدائية.

آلية تحويل البلاستيك إلى وقود

بحسب ما يوضحه محمود مصلح، أحد أقارب مصطفى والذي يعمل مع مجموعة من الشباب في هذا المجال، يتم تقطيع النفايات البلاستيكية إلى قطع صغيرة قبل حرقها في أفران بسيطة تم تصميمها داخل أنقاض المباني المدمرة. خلال عملية الحرق، يتم استخلاص السولار والبنزين من البلاستيك المحترق، مما يوفر حلاً بديلاً للحصول على الوقود في ظل القيود الشديدة على واردات الطاقة التقليدية.

ورغم أن هذه العملية تمثل ابتكارًا إبداعيًا للتغلب على نقص الوقود، إلا أنها تنطوي على مخاطر صحية وبيئية كبيرة. حرق البلاستيك يتسبب في انبعاث غازات سامة قد تؤثر سلبًا على صحة العاملين والمقيمين في المناطق المجاورة.
 

التحديات والمخاطر: بين الحصار والتلوث

إلى جانب التحديات الصحية، يواجه الغزاويون خطر القصف الإسرائيلي الذي قد يحدث في أي لحظة. يقول فريد جمعة، سائق يبلغ من العمر 53 عامًا، إنه يضطر إلى التوجه إلى بيت لاهيا للحصول على الوقود المصنوع من البلاستيك، ويصف المخاطر التي يواجهها قائلاً: "نخاطر بحياتنا للحصول على لتر من السولار".
 

نفايات بلاستيك (أ ف ب)

رغم هذه التحديات، يواصل الفلسطينيون جهودهم لتأمين الوقود اللازم لتلبية احتياجاتهم اليومية. ويُظهر هذا الصمود قدرة سكان غزة على الابتكار والتكيف مع الظروف القاسية التي فرضها عليهم الحصار.

أزمة الوقود في غزة: الدافع وراء الابتكار

الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات أدى إلى نقص كبير في المواد الأساسية، بما في ذلك الوقود. نتيجة لذلك، أصبح السكان يعتمدون بشكل متزايد على الموارد المحلية والبدائل المبتكرة مثل تحويل المخلفات البلاستيكية إلى وقود. ويعتمد هذا الابتكار على فكرة إعادة تدوير النفايات المتاحة لتحويلها إلى موارد قابلة للاستخدام.
 

 حرق نفايات البلاستيك (أ ف ب)

ورغم المخاطر المتعلقة بالصحة والسلامة، فإن هذه العملية أصبحت خيارًا لا مفر منه للعديد من العائلات التي تحتاج إلى طهي الطعام وتوليد الطاقة.
 

الصمود في وجه الحصار: تحديات وإصرار

ورغم المخاطر الكبيرة المرتبطة بحرق البلاستيك والتعرض للقصف الإسرائيلي، يواصل سكان غزة هذه المحاولات كجزء من جهودهم لمواجهة التحديات اليومية. يقول محمود مصلح: "بعد 11 شهرًا من الحرب، نحن مستمرون في حياتنا، نتسلح بالصبر والإصرار، ونواصل الكفاح لتأمين احتياجاتنا اليومية".

 

تابع موقع تحيا مصر علي