عاجل
الخميس 12 ديسمبر 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

من هو أبو صالح؟ قائد المسيّرات في حزب الله الذي اغتالته إسرائيل في غارة دقيقة

عناصر من حزب الله
عناصر من "حزب الله" يشيعون أحد قتلى الغارات الإسرائيلية

في تصعيد جديد للأزمة المتفاقمة بين إسرائيل و"حزب الله"، استهدفت غارة إسرائيلية قائد وحدة المسيّرات في الحزب، محمد سرور، المعروف بلقبه "أبو صالح"، وذلك في ضاحية بيروت الجنوبية. وتأتي هذه العملية بعد يومين من اغتيال قائد منظومة الصواريخ في حزب الله، إبراهيم محمد قبيسي، وسط تصاعد للعمليات العسكرية بين الطرفين في الأسابيع الأخيرة. الهجوم على "أبو صالح" يعكس استراتيجية إسرائيلية مستمرة لضرب قيادات حزب الله البارزة وإضعاف بنيته العسكرية في خضم صراع طويل الأمد بين الطرفين.

تفاصيل الغارة: استهداف مركز لقيادات حزب الله في الضاحية

أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ "ضربات دقيقة" استهدفت موقعًا في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو الحي الذي يُعد معقلًا رئيسيًا لحزب الله. وفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية، أصابت الغارة شقة في مبنى سكني بحي القائم بثلاثة صواريخ. وأشارت مصادر مقربة من حزب الله أن الغارة استهدفت تحديدًا محمد سرور، دون الكشف عن مصيره بشكل واضح حتى اللحظة.

هذه الغارة تأتي في سياق عمليات إسرائيلية متصاعدة تستهدف قيادات عسكرية للحزب، وتؤكد على استمرار استخدام الطائرات المسيّرة كأداة فعالة في الصراع بين الطرفين.

من هو محمد سرور "أبو صالح"؟

محمد سرور، المعروف بلقبه "أبو صالح"، هو قائد وحدة المسيّرات في "حزب الله"، وهو أحد الشخصيات القيادية التي تحظى بدور مركزي في هيكل الحزب العسكري. بالرغم من أن تفاصيل كثيرة حول حياته ظلت غامضة، إلا أن سرور يُعتبر مسؤولًا عن تطوير وتوجيه الطائرات المسيّرة التي استخدمها حزب الله بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.

بحسب مصادر مقربة من الحزب، يحمل سرور شهادة في الرياضيات، وكان له دور كبير في تدريب مقاتلين من عدة ميليشيات تابعة لإيران في المنطقة. كما ذكرت تقارير إعلامية أن سرور كان ضمن المستشارين الذين أرسلهم حزب الله إلى اليمن لتدريب جماعة الحوثي على استخدام الطائرات المسيّرة، وهو ما يعكس الدور الإقليمي الكبير الذي يلعبه سرور في توسيع نفوذ الحزب وتطوير قدراته التكنولوجية.
 

سلسلة من الاستهدافات: تصفية مستمرة لقيادات حزب الله

لا يُعد استهداف محمد سرور سوى حلقة في سلسلة طويلة من الاغتيالات التي طالت قيادات بارزة في "حزب الله" خلال الأشهر الماضية. فمنذ يونيو 2023، شنت إسرائيل عدة غارات جوية استهدفت شخصيات بارزة في الحزب، كان آخرها فؤاد شكر، قائد عسكري بارز، الذي قُتل في يوليو، بالإضافة إلى إبراهيم قبيسي، وإبراهيم عقيل، ومحمد ناصر.

هذه العمليات تندرج ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تقليص قدرات حزب الله العسكرية ومنع أي تصعيد قد يؤدي إلى هجمات عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.

تداعيات الغارة: تصعيد متوقع أم تحرك محسوب؟

استهداف سرور قد يكون له تداعيات كبيرة على مستقبل الصراع بين حزب الله وإسرائيل. إذ أن تزايد الهجمات على قادة الحزب يشير إلى أن إسرائيل تسعى لاستباق أي تحرك عسكري محتمل من جانب الحزب. وفي الوقت ذاته، يطرح السؤال عن مدى قدرة حزب الله على الرد، في ظل الضغوط الدولية والإقليمية التي تحيط به.

ومع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق جنوب لبنان والبقاع، تزداد المخاوف من تصعيد أوسع قد يشمل هجمات متبادلة على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، مما قد يجر المنطقة إلى مواجهة جديدة.

تابع موقع تحيا مصر علي