عاجل
الأحد 13 أكتوبر 2024 الموافق 10 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

80 قنبلة وطيارات F-15.. هكذا اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

الأمين العام لحزب
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

في واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا وخطورة في تاريخ الصراع بين إسرائيل وحزب الله، نفذت إسرائيل عملية اغتيال استهدفت الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. تأتي هذه الضربة بعد أشهر من التخطيط والتحضير الاستخباراتي المكثف، وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" ومصادر إعلامية إسرائيلية أخرى. العملية، التي تم تنفيذها في الضاحية الجنوبية لبيروت، استخدمت فيها إسرائيل أكثر من 80 قنبلة تزن كل منها نحو طن من المواد المتفجرة، ما يعكس حجم الهجوم ودرجة الاستهداف الدقيق.

التخطيط والاستخبارات: شهور من المراقبة والفرصة السانحة

بحسب ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، كانت إسرائيل على علم بمكان تواجد حسن نصر الله منذ عدة أشهر، لكنها انتظرت اللحظة المناسبة لتنفيذ الهجوم. المخابرات الإسرائيلية عملت على تعقب تحركات نصر الله بدقة، وانتظرت "الفرصة الذهبية" لضربه قبل أن يختفي مجددًا عن الأنظار. هذا التخطيط يعكس استخدام إسرائيل لأحدث تقنيات المراقبة الاستخباراتية لضمان تنفيذ عملية من هذا النوع بنجاح.

ووفقًا للمصادر نفسها، تم اتخاذ قرار الهجوم قبل ساعات قليلة من التنفيذ، بعد أن تأكدت الاستخبارات الإسرائيلية من وجود نصر الله في مكان محدد بالضاحية الجنوبية. استنادًا إلى هذه المعلومات، تم توجيه الطائرات الإسرائيلية نحو الهدف، في عملية سريعة ومحسوبة نفذها السرب 69 من سلاح الجو الإسرائيلي، الذي يُعد واحدًا من أقوى الأجنحة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.

الهجوم الجوي: إسقاط 80 قنبلة خلال دقائق معدودة

في وقت مبكر من صباح يوم الهجوم، تم شن غارات جوية مكثفة استهدفت مكان تواجد نصر الله. أسقطت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 80 قنبلة، بلغ متوسط وزن كل منها طنًا واحدًا، مما أدى إلى تدمير كامل للمنطقة المستهدفة. صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أشارت إلى أن العملية تمت باستخدام طائرات من طراز F-15، والتي قادت الهجوم بدقة متناهية.
 

ونقل تقرير عن قائد القوات الجوية الإسرائيلية، اللواء تومر بار، قوله بعد العملية: "آمل أن نكون قد دمرنا هذا التنظيم الإرهابي"، وهو ما يشير إلى الثقة العالية لدى القيادة الإسرائيلية في نجاح هذه الضربة القاضية ضد حزب الله. وأضاف طيار من السرب 69 قائلاً: "كنا على استعداد لأيام، ولم نعلم بالهدف إلا قبل ساعات من الهجوم، كانت لحظة حاسمة".

توقيت العملية: مصادفة مع زيارة نتنياهو للأمم المتحدة

تزامنت عملية الاغتيال مع رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، حيث كان يلقي خطابًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. خلال تلك الرحلة، جرت مشاورات أمنية مكثفة وتلقّى نتنياهو تحديثات استخباراتية مستمرة عن التطورات في لبنان. وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية، كان الهدف من هذه العملية توجيه رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية.

وذكرت تقارير موقع "واللا" الإسرائيلي أن نتنياهو كان على علم كامل بالتحضيرات للهجوم قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة. بينما كانت القوات الجوية تستعد لشن الهجوم، كانت المعلومات الاستخباراتية تتدفق حول آخر تحركات نصر الله، مما عزز الثقة بضرورة تنفيذ العملية في تلك اللحظة بالذات.

رد حزب الله وإعلان الوفاة

في أعقاب الهجوم، أصدر حزب الله بيانًا رسميًا يوم السبت أعلن فيه مقتل أمينه العام حسن نصر الله، إلى جانب أحد كبار قادته العسكريين، علي كركي. وجاء في البيان أن الغارة الإسرائيلية كانت "هجومًا بربريًا" على الضاحية الجنوبية، ما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين أيضًا.

في ذات السياق، أكدت مصادر من حزب الله أن جثة نصر الله تم التعرف عليها صباح السبت، مما أضاف بعدًا جديدًا للصراع الإقليمي بين الحزب وإسرائيل، والذي يشهد تصعيدًا غير مسبوق في الأشهر الأخيرة.

تداعيات العملية: تأثير على الصراع الإقليمي

اغتيال حسن نصر الله قد يحمل تداعيات كبيرة على المشهد السياسي والأمني في المنطقة. يُعد نصر الله أحد أبرز الشخصيات في المقاومة ضد إسرائيل، ورمزًا للمقاومة في العالم العربي. استهدافه يهدف إلى إضعاف حزب الله في لبنان وتقويض قدرته على الرد العسكري ضد إسرائيل.

لكن، على الرغم من الضربة القوية، يظل السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه العملية ستؤدي إلى نهاية حقيقية للصراع، أم أنها ستشعل موجة جديدة من التصعيد والمواجهات في المنطقة. فالمعادلة الإقليمية المعقدة تجعل من الصعب التنبؤ بتداعيات هذه العملية على المدى البعيد.

تابع موقع تحيا مصر علي