عاجل
الخميس 12 ديسمبر 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أفضل أنواع الصدقة .. وماذا تفعل الصدقات في قبر الميت؟

الصدقة
الصدقة

ما هي أنواع صدقة التطوع ؟ رغّبت الشريعة الإسلامية في الصدقة وحثّت على الإنفاق في كل أنواع البر وأوجه الخير، حيث قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم» [ البقرة: 254]، «وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ» [سبأ: 39]، والصدقةُ قد تكون بالمال، وبغيره من أفعال الخير والبر؛ لقول سيدنا رسول الله ﷺ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ». [أخرجه البخاري].


أنوع الصدقة المالية : 

صدقة غير جارية، وصدقة جارية:
- الصدقة غير الجارية هي: المال الذي يُعطَى للفقير؛ لينتفع به فقط دون حبس أصله عليه، كإعطائه طعامًا، أو كسوة، أو مالًا ينفقه كيف شاء.
- وأما الصدقة الجارية فهي: ما يُحبَس فيها أصل المال ومنفعته أو منفعته فقط على شيء معين، بنيّة صرف الرّبح إلى المحتاجين وفي كافة وجوه الخير، وصُورها كثيرة، منها: بناء المساجد، والمستشفيات، ودور العلم، والإنفاق على طلبته، ووقف محصول الأراضي الزراعية أو أرباح الأنشطة التجارية على جهة بر معينة.  


الصدقة الجارية أعظم أجرًا؛ لتجدد ثوابها كلما انتفع الناس بها؛ فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». [ أخرجه مسلم].
كيف اتصدق دون مال ؟ الصدقة من أحب الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها العباد إلى الله -عز وجل- وفضل الصدقة في الإسلام كبير جدا وثوابها عظيم عند الله فالصدقة تطفئ غضب الله تعالى،تحمي الصدقة صاحبها من النار إذا كانت نيته خالصة لله -عز وجل-، والصدقة تكون سببا في الشفاء من الأمراضن والصدقة تزيد المال وتبارك فيه، ولا تنقص منه شيئاً، والصدقة لا تكون فقط بإخراج الأموال أو التبرع بالطعام أو الشراب ولكن هناك صورًا عديدة للصدقة غير المال ومن أبسط أنواع الصدقات، فالكلمة الطيبة، تعتبر من أبسط أنواع الصدقات حيث قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- عليها  «الكلمة الطيبة صدقة».

 

ومن الصدقات دون دفع مال إبعاد الأذى عن الطريق حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم- «إماطة الأذى عن الطريق صدقة»، وأيضاً مساعدة ذوي القدرات الخاصة، وكذلك مساعدة المسلم للمسلم وأن نكون عونا لبعض حيث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «كان الله في عون العبد، ما دام العبد في عون أخيه».

 

حكم الصدقة في الإسلام


أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التصدق من الأمور المستحبة، ولكنها ليست واجبة في جميع الأحوال، لافتت إلى أن الصدقة أمر مستحب، لكن إذا كان الدخل لا يسمح بها، فلا داعي للقلق، وذلك فى رده على اتصال سيدة ترغب فى الصدقة ولكنها غير قادرة.


وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له: "طالما أن الموارد المالية الخاصة بك لا تسمح بالتصدق، فليس عليك إثم، البدائل موجودة، مثل تبسمك في وجه أخيك، والكلمة الطيبة، والذكر، وتلاوة القرآن، كلها أبواب خير وثواب عظيم."

وأشار إلى أن الصدقة بشكل عام مندوبة، يعني أنها مستحبة ولكن ليست إلزامية، والشخص لا يثاب فقط من عدم التصدق إذا كان غير قادر، ومع ذلك، يجب الانتباه إلى مسألة الزكاة، التي هي صدقة واجبة وليست اختيارية.

 الصدقة عن الميت


إن العبد إذا مات يكون في أشد الحاجة إلى المزيد من الحسنات والأجر والثواب، ولا يستطيع القيام بهذا ولكن يجوز لنا أن نقوم بالصدقة عن الميت فقد منحنا ديننا الحنيف إمكانية الصدقة عن الميت.

فيجوز لنا التبرع للمساكين والمحتاجين ووهب ثوابها لمن فقدناهم ورحلوا عنا وهناك كثير من الأعمال الصالحة التي يمكن لنا التصدق من خلالها ومن أفضلها الصدقات الجارية.

وهناك أنواع الصدقة الجارية للميت ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث رواه أنس بن مالك رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما؛ أو كرى نهرا، أو حفر بئر، أو غرس نخل، أو بنى مسجد، أو ورث مصحف، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته».

 

أنواع الصدقة بغير المال
 

 ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه ينبغي على كل مسلم التصدق كل يوم بصدقة، منوها بأن هناك عشرة أعمال تعد من الصدقات لا يعرفها كثيرون، كما أنها لا تحتاج إلى بذل المال أو النفقة المادية.

 هذه الصدقات هي: «العمل بيديه والتصدق، مساعدة الملهوف، الأمر بالمعروف، الأمر بالخير، الإمساك عن الشر، إماطة الأذى، والتسليم على الناس، زيارة المريض، اتباع الجنازة، رد السلام، إرشاد الرجل إلى الطريق، وبشاشة الوجه».

ومن الصدقات ما يبذله الإنسان في سبيل وقاية الأعراض وحمايتها من أصحاب السوء لما جاء في المستدرك عن جابر - رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « .. و ما وقى به المرء عرضه كتب له به صدقة »، ومن الصدقات الحرص على بشاشة الوجه وحسن ملاقاة الآخرين ، والتبسم في وجوههم ، وإظهار البهجة بهم ومعهم، أو أن تقدم لهم نفعا مهما كان يسيرا ، لما جاء عند البخاري في الأدب المفرد عن جابر -رضي الله عنه- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل معروف صدقة ، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك » .

ومن الصدقات التي قد يجهلها كثير من الناس إفشاء السلام على من عرف الإنسان ومن لم يعرف من إخوانه المسلمين، وعيادة المريض والسلام عليه والتخفيف عنه والدعاء له ، كما أن من الصدقات مد يد العون والمساعدة لمن يحتاجها من المسلمي ، ودلالة التائه وهدايته للطريق ، وكل ما في حكم ذلك من الأفعال والأقوال الحسنة فهو من أنواع الصدقات التي يؤجر الإنسان عليها.

وورد في شعب الإيمان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على كل مسلم في كل يوم صدقة»، قالوا: يا رسول الله، ومن يطيق هذا ؟ قال: «إن تسليمك على الرجل صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وإغاثتك الملهوف صدقة، وهدايتك الطريق صدقة، وكل معروف صدقة ».

 

وثبت في صحيح مسلم، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : «على كل مسلم صدقة»، قيل: أرأيت إن لم يجد ؟ ، قال: «يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق»، قال : أرأيت إن لم يستطع ؟، قال : «يعين ذا الحاجة الملهوف»، قال : قيل له : أرأيت إن لم يستطع ؟، قال : «يأمر بالمعروف أو الخير»، قال : أرأيت ؟ إن لم يفعل، قال : «يمسك عن الشر، فإنها صدقة».

 

وجاء في رواية أخرى عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه-،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «على كل مسلم في كل يوم صدقة»، قالوا: يا رسول الله، ومن يطيق ذلك؟ قال: «إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الرجل المسلم الطريق صدقة، وعيادتك الرجل المسلم صدقة، واتباعك جنازته صدقة، وردك السلام على المسلم صدقة».

وعلينا الحرص على الإكثار من الصدقات بالقول مرة، وبالعمل مرة ثانية، وبالنية الصالحة مرة ثالثة، وعليكم ببذل المال الحلال في الصدقات، وتسخير الجاه في سبيل الله ، واحتساب الأجر والثواب عند الله تعالى في كل شأن من شؤون الحياة ، وفي كل جزئية من جزئياتها . واعلموا بارك الله فيكم أن ما تقدمونه من ألوان الصدقة والمعروف لن يضيع عند الله تعالى الذي قال في كتابه العظيم : «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ».

تابع موقع تحيا مصر علي