أمريكا في مواجهة حتمية مع حروب جديدة في الشرق الأوسط وسط تصاعد التوترات الإقليمية

تشهد منطقة الشرق الأوسط توترًا متزايدًا مع استمرار إسرائيل في تصعيد عملياتها العسكرية على جبهتين: الهجوم البري على لبنان لاستهداف حزب الله، والغارات الجوية على غزة. هذه التحركات العسكرية، التي يراها البعض في إطار استراتيجية إسرائيلية للقضاء على جميع الأذرع الإيرانية في المنطقة، تثير مخاوف من احتمال تورط الولايات المتحدة في صراع قد يمتد إلى مواجهة مباشرة مع إيران، وفقًا لما أفادت به صحيفة "ميرور" البريطانية.

تصعيد إسرائيلي على جبهتين: ماذا يحدث في لبنان وغزة؟

في الأشهر الأخيرة، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد حزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة. تزايدت العمليات بشكل ملحوظ بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن خطط واسعة للقضاء على ما وصفه بـ"أذرع إيران" في المنطقة. الهجوم الإسرائيلي البري في لبنان والجوي على غزة قد يكون تمهيدًا لمواجهة إقليمية أكبر تشمل إيران، التي تدعم حركات المقاومة في هذه المناطق.

غياب الضغوط الأمريكية: هل تفقد واشنطن سيطرتها على نتنياهو؟

وفي ظل تصاعد الأوضاع على الأرض، حذر المحاضر في كلية الدراسات الأمنية بكينجز كوليدج لندن، أندرياس كريج، من غياب الضغط الفعّال من الولايات المتحدة على إسرائيل. وفي تصريحاته لصحيفة "ميرور"، أشار كريج إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تفتقر إلى النفوذ الضروري لكبح جماح إسرائيل، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يبدو أن التركيز الأمريكي منصب على الشؤون الداخلية أكثر من الاهتمام بما يحدث في الشرق الأوسط.
 

غارة إسرائيلية تستهدف مستشفى شهداء الأقصى في غزة

غزة تغرق في الدماء..مذبحة مروعة في مسجد خلال القصف الإسرائيلي المتواصل

غزة المدينة المنسية في أعين العالم.. عام من الحرب والأرقام تكشف مستقبل مظلم ينتظر سكانها

كريج أوضح أن إسرائيل قد تستغل هذا "الفراغ القيادي" في الولايات المتحدة لمواصلة عملياتها دون قيود، مما يزيد من احتمالات التصعيد العسكري وتوسع دائرة الصراع. وأكد أن هذا الفراغ في القيادة السياسية الأمريكية يجعل التنبؤ بالتطورات المستقبلية في المنطقة أكثر صعوبة.

هل تصبح المواجهة مع إيران حتمية؟

أحد السيناريوهات المثيرة للقلق هو احتمال أن تجد الولايات المتحدة نفسها، رغم عدم رغبتها، منجرفة نحو مواجهة مباشرة مع إيران. هذه المخاوف ليست وليدة اللحظة؛ فقد كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تحاول بشدة تجنب مثل هذا التشابك. إلا أن الوضع الحالي يشير إلى أن الولايات المتحدة قد تضطر للتدخل إذا ما اندلعت مواجهة شاملة بين إسرائيل وإيران.

وفقًا لما ذكرته "ميرور"، فإن التصعيد الحالي قد تجاوز "العتبة" التقليدية للصراعات في الشرق الأوسط. ومع استمرار تبادل التصعيد بين إسرائيل وحلفاء إيران، يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد العسكري، خاصة في ظل عدم وجود ضغوط كافية لوقف هذه الهجمات.

تحذيرات من تصعيد غير مسبوق: هل نحن على أعتاب حرب جديدة؟

حذر الخبراء من أن التوترات الحالية قد تؤدي إلى تصاعد الحروب في المنطقة بشكل غير مسبوق. يرى كريج أن الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط، سواء في إسرائيل أو إيران أو حلفائها في لبنان وغزة، على استعداد تام للحرب، وأن التصعيد الحالي قد لا يكون له سقف محدد إذا لم تتدخل القوى الدولية لفرض تهدئة.

 هل تستطيع الولايات المتحدة تجنب الانخراط في حروب جديدة؟

مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية والتهديدات المستمرة بحرب إقليمية أوسع، تجد الولايات المتحدة نفسها في موقف حساس للغاية. فبينما تحاول تفادي التورط في صراعات جديدة بالشرق الأوسط، فإن الديناميكية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران قد تفرض على واشنطن التدخل في نهاية المطاف. ومع غياب القيادة الفعّالة على الساحة الدولية، تبقى المخاطر قائمة حول ما يمكن أن يحدث إذا ما اندلعت حرب شاملة في المنطقة.