عاجل
الخميس 12 ديسمبر 2024 الموافق 11 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إسرائيل تتوعد إيران برد فتاك وواشنطن تخشى تكرار سيناريو غزة في لبنان

إسرائيل تتوعد إيران
إسرائيل تتوعد إيران برد فتاك

أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء، اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حث فيه واشنطن تل أبيب على تجنب تحويل الوضع في لبنان إلى "غزة جديدة". تأتي هذه المحادثة وسط تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله، بالإضافة إلى تهديدات إسرائيلية موجهة ضد إيران عقب الهجوم الصاروخي الذي استهدفها.

مكالمة بايدن ونتنياهو: التحذير من تفاقم الأوضاع في لبنان

خلال المكالمة الهاتفية التي تعد الأولى بين الزعيمين منذ سبعة أسابيع، حث الرئيس الأمريكي نظيره الإسرائيلي على تجنب تكرار السيناريو الغزاوي في لبنان، حيث بات الوضع هناك يتجه نحو تصعيد خطير بسبب المواجهات المتصاعدة مع حزب الله. ووفقًا لمصادر في البيت الأبيض، أكد بايدن على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حزب الله"، إلا أنه شدد على ضرورة "تقليص الأضرار التي تلحق بالمدنيين" في لبنان، حيث تزداد التوترات بشكل مقلق.

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أعرب أيضًا عن مخاوفه من أن "تحول إسرائيل الوضع في لبنان إلى ما يشبه غزة"، مشيرًا إلى أن واشنطن ترى في ذلك سيناريو "غير مقبول" سيؤدي إلى تصعيد غير محسوب العواقب.

إسرائيل تتوعد بالرد على الهجوم الصاروخي الإيراني وسط تحذيرات دولية من التصعيد

على صعيد آخر، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إيران برد "فتاك ودقيق ومفاجئ" على الهجوم الصاروخي الذي استهدف إسرائيل مؤخرًا. وأكد غالانت أن إسرائيل سترد بقوة على أي محاولة إيرانية لتحدي أمنها، مشيرًا إلى أن الضربة الإيرانية لن تمر دون عقاب. جاء ذلك عقب اجتماع عسكري رفيع المستوى ترأسه نتنياهو، ناقش فيه رؤساء المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية طبيعة الرد المناسب على إيران.
 

ووفقًا لتقارير إعلامية، من المتوقع أن يشمل الرد الإسرائيلي غارات جوية على أهداف عسكرية إيرانية، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات سرية تستهدف مواقع استراتيجية حساسة. وأكدت مصادر أمريكية، وفقًا لموقع "أكسيوس"، أن المكالمة بين بايدن ونتنياهو كانت "ضرورية لصياغة حدود للرد الإسرائيلي"، حيث ترغب واشنطن في التأكد من أن تل أبيب لن تهاجم "أهدافًا غير مناسبة" في إيران.

بايدن ونتنياهو: اتفاق على مواصلة التنسيق العسكري والدبلوماسي

بعد المكالمة، أصدرت البيت الأبيض بيانًا أشار إلى أن بايدن ونتنياهو اتفقا على "البقاء على اتصال وثيق في الأيام المقبلة" لضمان التنسيق الفعّال في مواجهة التصعيد المتزايد في المنطقة. كما أكدت واشنطن مجددًا التزامها بدعم إسرائيل في مواجهة تهديدات حزب الله وإيران، مع الدعوة إلى ضرورة تقليص أي تأثيرات سلبية على المدنيين في لبنان.

وفي سياق متصل، استنكرت الولايات المتحدة الهجوم الإيراني بصواريخ باليستية على إسرائيل، واصفةً إياه بأنه تصعيد خطير في المنطقة. وكان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قد أجرى اتصالًا مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، حيث ناقشا إمكانية تقديم الدعم الأمريكي لإسرائيل في الرد على التهديدات الإيرانية.

إيران تهدد برد واسع: تصاعد التوترات بين طهران وتل أبيب

من جهتها، ردت إيران على تهديدات إسرائيل، محذرة من "رد واسع النطاق" في حال تعرضت لهجمات انتقامية. وأكدت طهران أنها سترد بقوة على أي ضربات إسرائيلية تستهدف منشآتها العسكرية أو مراكزها الاستراتيجية. وقد صرح مسؤولون إيرانيون بأن أي هجوم إسرائيلي سيؤدي إلى "دمار شامل"، مما يزيد من احتمالات تصعيد عسكري كبير قد يشمل دولًا أخرى في المنطقة.

الوضع في لبنان: تصعيد خطير بين إسرائيل وحزب الله

على الصعيد اللبناني، يستمر تصاعد العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي استهدافه "100 هدف إرهابي" تابع لحزب الله في جنوب لبنان خلال الـ 24 ساعة الماضية، بما في ذلك مواقع صاروخية ومنشآت عسكرية. وفي المقابل، أعلن حزب الله عن إطلاق صواريخ باتجاه كريات شمونة والجليل الأعلى، مما أدى إلى مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة عدد آخر. وتشير التقارير إلى أن الاشتباكات البرية بين الطرفين مستمرة في مناطق متفرقة من جنوب لبنان.

هل نحن أمام تصعيد شامل؟

مع استمرار التصعيد على عدة جبهات، يتزايد القلق من اندلاع مواجهة عسكرية شاملة تشمل إسرائيل، إيران، وحزب الله، خاصةً في ظل التهديدات المتبادلة بين الأطراف. وبينما تحاول الولايات المتحدة تهدئة الوضع عبر التنسيق مع حلفائها في المنطقة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن العالم من تجنب نزاع كبير قد يشمل المنطقة بأسرها؟

تابع موقع تحيا مصر علي