مجدي مرشد يكتب: يناير بين الثورة وعيد الشرطة

مع حلول يوم ٢٥ يناير والذى يرتبط فى الأذهان بحدثين غاية فى الأهمية فى تاريخ مصر على الرغم من اختلاف الأهداف والأحداث كلية لكن كل من الحدثين كانت علامة فارقه وغيرت فى مفاهيم وقناعة الشعب الكثير ففى ٢٥ يناير ٢٠٢٥ تاتى ذكرى بدايه حراك كان اغلبه شبابى لتغيير واقع لم يكن يرضيهم واحتجاجا على بعض المماراسات التى كانت لا تتفق مع معتقداتهم ورؤيتهم للأمور وايضًا تعبير عن رغبتهم القويه فى تغيير الأمور كثيرا ورغبتهم فى المزيد من العيش والحريه والكرامه الانسانيه وبدأو ببعض المطالبات البسيطة التى كانت من السهل بما كان ان ترضيهم كحل مجلس الشعب وإقالة الوزارة بتلميح واضح لوزير الداخليه انذاك.
ولكن ومع تزايد الإقبال عليهم وكثرة عددهم وتعاطف الكثير معهم من طبقات مختلفة من الشعب ذهبوا لأبعد من ذاك إلى تغيير النظام كليا وسقوط النظام القائم فى هذا الوقت والى التخوين والتشكيك فى كل شىء.
وهذا ما يحدث فى كل ثورات الشعوب واستطاعوا ان يفرضوا ما أرادوه إلى ان تنحى الرئيس مبارك عن الحكم فى ١١ فبراير ٢٠١١ و ومما لا شك فيه ان هذا الحراك صحى الوعى وزاده لدى كل المصريين وجعل الانتماء والخوف على مصر يظهر بوضوح حتى عند الطبقات التى لا يعنيها شىء والطبقات الخامله ( حزب الكنبه ) وتحرك الجميع نحو صالح الوطن والاهتمام بشؤنه وصحيح ان من قام بحراك ٢٥ يناير هم شباب ينتمى للطبقه الوسطى بل وكثير منهم من الطبقه العليا بافكار فى اول الامر عظيمه وبحب ورغبه فى جعل مصر افضل وفقدت الكثير من هذه الزهور أرواحها وبصرها عندما دبت فوضى وهوجاء بعد ان كانت حركتهم راقيه وهادئه واستغل كل هذا فئة وطبقة ترغب دوما فى انتزاع كل شىء وتهميش الجميع ماعدا قبيلتهم ظهر الإخوان المسلمين لاختطاف هذا الحراك وتحويله لفوضى وتدمير وتحويل الرقى والسمو إلى خراب وعبث وخطف السلطه والاستقلال بها دون المصريين ونتيجة لزياده الوعى لدى الشعب كله الذى أحدثه حراك شباب مص البرئ المحب لوطنه المنتى اليها كان حراك الشعب باكمله رفضا وشجبا لحكم هذه الجماعه وعدم رغبة الشعب المصرى كله لاستمرا حكم جماعه لشعب كامل و رفض ايضا لاستمرار من لا يصلحون لإدارة وطن ودولة فى حجم مصر فكان ان انتفض الشعب كله لإزاحة حكم الإخوان وكانت ثورة ٣٠ يونيو ثم ٣ يوليو نتيجة الوعى والخوف على الوطن والتى زرعتها فى النفوس حراك ٢٥ يناير والروح التى سرت فى نفوس الشعب كله والتى حمت مصر من استيلاء جماعه الاخوان عليها .
ويشاء القدر ان يكون ايضا نفس اليوم هو رمز لصمود وتصدى الشرطه المصريه ورجالها للاستعمار الانجليزى ومطالبته اياهم بتسليم سلاحهم وتسليم مبنى المحافظه للقوات الانجليزيه ورفض قوات الشرطه المصريه الباسله لذلك ومواجهة القوى الانجليزيه وشهاده ٥٦ شرطى مصرى بطل انذاك وإصابة ٧٣ منهم زودا عن سلاحهم ومبناهم ومبنى المحافظه بل كانت رمزيه لاستبسال هولاء الأبطال للزود عن مصر والموت دفاعا عنها .. شأت الأقدار والملابسات ان يصبح يوم ٢٥ يناير يوم الانتماء وحب الوطن والدفاع عنه والحفاظ عليه بأشكال مختلفه ومتباينه ويظل هذا اليوم عالقا فى الأذهان لا ينسي وجاعلا منه يوما مميزا دون غيره فى التاريخ المصرى .