بعد طوفان العودة.. المعارضة الإسرائيلية تنتقد حكومة نتنياهو بسبب عودة الفلسطينيين إلى غزة
شن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، هجومًا لاذعًا على حكومة بنيامين نتنياهو بسبب سماحها بعودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس. وصف لابيد هذا القرار بأنه دليل على فشل الحكومة في إدارة شؤون البلاد، في وقت ما زال فيه سكان المناطق الحدودية الإسرائيلية يخشون العودة إلى منازلهم.
انتقادات لابيد للحكومة
عبر لابيد عن استيائه في منشور على منصة "إكس"، قائلًا: "حقيقة عودة سكان غزة إلى منازلهم قبل عودة جميع سكان المنطقة الحدودية الإسرائيلية دليل مؤسف على أن هذه الحكومة لا تستطيع ببساطة إدارة شؤون البلاد". تأتي هذه الانتقادات في ظل شعور متزايد بالغضب والخوف بين الإسرائيليين الذين نزحوا من مناطقهم الحدودية مع غزة، حيث يخشون من هجمات جديدة من قبل حركة حماس.
طوفان العودة الفلسطيني
وفقًا للمكتب الإعلامي لحركة حماس، عاد حوالي 300 ألف فلسطيني يوم الإثنين إلى منازلهم في شمال القطاع. هؤلاء النازحون كانوا قد أجبروا على ترك منازلهم لأكثر من 15 شهرًا بسبب الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة. خلال النزوح، عاش مئات الآلاف منهم في ظروف صعبة داخل مخيمات مؤقتة في جنوب القطاع، بينما دُمرت ثلثا مباني القطاع بالكامل أو تعرضت لأضرار جسيمة، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 90% من سكان غزة، الذين يقدر عددهم بنحو 2.1 مليون نسمة، قد نزحوا خلال الصراع، ما يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي شهدها القطاع.
مخاوف إسرائيلية من العودة
في الوقت الذي يحتفل فيه الفلسطينيون بعودة النازحين إلى منازلهم، يعيش سكان المناطق الحدودية الإسرائيلية حالة من التوتر والخوف. ذكرت تقارير إعلامية أن العديد من هؤلاء السكان يخشون العودة إلى منازلهم بسبب تهديدات محتملة من حركة حماس، وتحديدًا تكرارًا لهجوم 7 أكتوبر 2023، الذي قتل فيه 1,200 إسرائيلي بعد أن تمكن آلاف المهاجمين من عبور الحدود من شمال غزة.
خسائر بشرية كبيرة
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 47 ألف شخص قُتلوا في القطاع منذ بداية الحرب. ومع ذلك، لم تفصح الوزارة بشكل واضح عن نسبة المدنيين مقارنة بالمقاتلين بين أعداد القتلى، ما يزيد من تعقيد تقييم الخسائر البشرية للصراع.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه المجتمع الإسرائيلي انقسامًا متزايدًا بشأن إدارة الحكومة للصراع مع غزة، حيث يرى البعض أن السماح بعودة الفلسطينيين يمثل انتصارًا لحماس، بينما يعتبره آخرون جزءًا ضروريًا من جهود تحقيق تهدئة طويلة الأمد.
تطبيق نبض