ضربة قاسية لإيكواس.. ثلاث دول تخرج رسميًا وتؤسس تحالفًا جديدًا
أعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو، اليوم الأربعاء، انسحابها رسميًا من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، في خطوة اعتبرها مراقبون زلزالًا جيوسياسيًا في المنطقة. ويأتي هذا القرار بعد تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين هذه الدول والمنظمة الإقليمية، مما دفعها إلى إعادة ترتيب تحالفاتها بعيدًا عن الإطار التقليدي.
إيكواس تفتح الباب للحوار رغم الانسحاب
ورغم الانسحاب الرسمي، أكدت "إيكواس" في بيان لها، أن أبواب الحوار لا تزال مفتوحة مع الدول الثلاث، مشيرة إلى أن مواطني هذه الدول سيظلون قادرين على التنقل بحرية بين الدول الأعضاء المتبقية، وذلك باستخدام جوازات السفر وبطاقات الهوية الوطنية التي تحمل شعار المجموعة.
كما أوضح البيان أن التجارة بين الدول المنسحبة والدول الأعضاء في المجموعة ستستمر وفق القوانين الحالية، وذلك حتى يتم وضع إطار جديد للعلاقات المستقبلية بين الطرفين.
تحالف الساحل.. بديل جديد عن "إيكواس"؟
لم يكن انسحاب مالي والنيجر وبوركينا فاسو من إيكواس خطوة مفاجئة، حيث سبق أن وقّع رؤساء الدول الثلاث، الجنرال عاصمي غويتا (مالي)، والعميد عبد الرحمن تشياني (النيجر)، والرئيس إبراهيم تراوري (بوركينا فاسو)، في يوليو الماضي، ميثاق تأسيس كونفدرالية تحالف دول الساحل في عاصمة النيجر، نيامي.
ووفقًا للبيان الختامي لاجتماع تحالف الساحل، فقد تم الاتفاق على:
إنشاء بنك استثماري مشترك لتعزيز التعاون الاقتصادي.
تنسيق العمل الدبلوماسي بين الدول الثلاث للتحدث بصوت موحد في المحافل الدولية.
تطوير بُنية دفاعية مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية والإرهابية في المنطقة.
أسباب الانسحاب.. هل هو رفض للوصاية الخارجية؟
أوضحت الدول الثلاث في بيانها المشترك أن قرارها جاء بسبب فقدان "إيكواس" لمبادئها التأسيسية، حيث تحولت المنظمة، وفقًا لبيانها، إلى أداة تخدم مصالح قوى خارجية، بدلًا من أن تكون منصة لتعزيز التعاون بين دول غرب إفريقيا.
وأضاف البيان أن الدول الأعضاء شعرت بخيبة أمل كبيرة بسبب عدم احترام المنظمة لسيادتها الوطنية، وهو ما دفعها لاتخاذ قرار الخروج.
ماذا يعني الانسحاب بالنسبة لإيكواس؟
يُشكل انسحاب مالي والنيجر وبوركينا فاسو ضربة قوية لإيكواس، التي كانت تعتمد على التعاون العسكري والاقتصادي بين جميع الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الأمنية والإرهابية في المنطقة. كما أن فقدان هذه الدول الثلاث، التي تمثل قلب الساحل الإفريقي، سيؤدي إلى إضعاف نفوذ المجموعة الإقليمية ويجعلها تواجه مستقبلًا مجهولًا.
هل نحن أمام خارطة سياسية جديدة في غرب إفريقيا؟
يرى المراقبون أن ما يحدث حاليًا هو إعادة تشكيل الخارطة السياسية لغرب إفريقيا، حيث تسعى مالي والنيجر وبوركينا فاسو إلى تحقيق استقلال أكبر عن النفوذ الإقليمي والدولي، عبر تأسيس تحالفات جديدة تعتمد على التعاون العسكري والاقتصادي المشترك.
وبما أن هذه الدول الثلاث تُعاني من التمردات المسلحة والجماعات الإرهابية، فإن تطوير تحالف عسكري وأمني جديد قد يكون وسيلة لتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية دون الحاجة إلى تدخلات خارجية.
تطبيق نبض