مقترح نتنياهو للمرحلة الثانية من هدنة غزة: تنازل حماس عن الحكم ومغادرة القطاع
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدّم للإدارة الأمريكية مقترحًا للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي يتضمن الإفراج عن أسرى بارزين، مقابل تنازل حركة حماس عن حكم القطاع ومغادرته. في الوقت الذي تواصل فيه المفاوضات، يبدو أن العقبات لا تزال قائمة أمام تنفيذ هذا المقترح.
تفاصيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
وفقًا لما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن موقع "والا" نقل عن مسؤولين أمريكيين أن الخطة الجديدة تتضمن الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين البارزين، إضافة إلى إعادة إعمار قطاع غزة، مقابل انسحاب حماس من الحكم ومغادرة قياداتها للقطاع.
لكن في المقابل، نقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن حماس ترفض التنازل عن قوتها العسكرية أو تسليم سلاحها، مما يجعل فرص قبول قادتها بالمغادرة ضئيلة جدًا، ما قد يعقّد تنفيذ الاتفاق ويؤدي إلى عرقلة أي تقدم في المرحلة الثانية من الهدنة.
بحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن حماس أبدت استعدادها للتخلي عن السيطرة المدنية، لكنها ترفض التفريط في قوتها العسكرية أو تسليم سلاحها، وهو ما تعتبره خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه. كما أشارت المصادر إلى أن الحركة قد تقبل نقل إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية أو هيئة مستقلة، بشرط عدم المساس بجناحها العسكري.
دور الوساطة الدولية في إنجاح الهدنة
جاءت هذه التطورات بعد عدة أشهر من المفاوضات المكثفة التي جرت في القاهرة والدوحة، بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة، حيث تمكنت الجهود الدبلوماسية من دفع الطرفين – إسرائيل وحركة حماس – إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، قد نصت على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع (42 يومًا)، إضافة إلى إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا، مقابل إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، وإدخال 600 شاحنة مساعدات إغاثية يوميًا إلى قطاع غزة.
تزامنًا مع هذه المفاوضات، أفادت التقارير بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكد لنتنياهو أن هدفه الأساسي هو استعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، معربًا عن ثقته في المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في تحقيق هذا الهدف.
في المقابل، تسود حالة من الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بين من يدعمون استمرار العملية العسكرية في غزة، وبين من يرون أن اتفاقًا سياسيًا قد يكون الخيار الأمثل للخروج من الأزمة.
مستقبل الاتفاق: سيناريوهات محتملة
في ظل هذه المعطيات، يمكن أن تتجه الأمور إلى أحد السيناريوهات التالية:
نجاح الوساطة الدولية في إقناع حماس بالموافقة على المرحلة الثانية بشروط جديدة، مع إمكانية تحقيق تسوية سياسية تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار.
رفض حماس للمقترح الإسرائيلي، مما قد يؤدي إلى استئناف العمليات العسكرية وتصعيد جديد في قطاع غزة.
ضغط دولي متزايد على إسرائيل لدفعها إلى تقديم تنازلات إضافية، مثل تخفيف الحصار أو وقف الاستيطان في الضفة الغربية، لضمان نجاح الاتفاق.
اتفاق هش ومستقبل مجهول
رغم نجاح المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن المرحلة الثانية لا تزال تواجه تحديات كبيرة. وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية لتجنب انهيار الاتفاق، يبقى مصير قطاع غزة معلقًا بين الحسابات السياسية والميدانية، في انتظار القرار الحاسم من الطرفين.
تطبيق نبض