تشكيل جيش لأوروبا|زيلينسكي يحرض القارة العجوز ضد ترامب.. فهل ستنجح جهوده؟
مع اقتراب موعد الذكرى الثالثة للحرب الروسية - الأوكرانية في 24 فبراير المقبل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أوروبا إلى تشكيل جيش موحد للقارة العجوز وذلك في محاولة لمواجهة التهديدات الروسية التي اقتضمت عدد من الأراضي الأوكرانية وضمها إلى موسكو، و مواجهة التقارب الحذر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين الذي أظهر الجانبين مرونة في التواصل وإجراء محادثات مما قد يشكل مخاوف لدى كييف من أن يكون هذا التقارب سيكون ضد مصالحها وتقديم تنازلات من أجل وقف الحرب المستعرة.
زيلينسكي يدعو إلى تأسيس جيش أوروبي موحد ضد ترامب وروسيا
زيلينسكي لم يخفي هذه المخاوف والتي ظهرت بشكل واضح خلال كلمة ألقاها في مؤتمر ميونيخ للأمن وقال : "أعتقد أن الوقت قد حان لإنشاء قوات مسلحة أوروبية . دعونا نكون صادقين، الآن لا يمكننا استبعاد أن تقول أمريكا (لا) لأوروبا بشأن القضايا التي قد تهددها".
وأضاف "إن أوروبا لديها كل ما تحتاجه. كل ما تحتاجه أوروبا هو أن تتحد وتبدأ في التصرف بطريقة لا يستطيع أحد أن يقول لها "لا" أو يفرض عليها سلطته أو يعاملها وكأنها ضعيفة".
وقال زيلينسكي إنه على الرغم من الخسائر الفادحة في ساحة المعركة، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يضيف 150 ألف جندي إلى قواته المسلحة، وهو عدد أكبر من معظم الجيوش الأوروبية، ويفتح مكاتب تجنيد للجيش كل أسبوع.
وأكد الرئيس الأوكراني إن أجهزة استخباراته "لديها معلومات استخباراتية واضحة تفيد بأن روسيا تخطط هذا الصيف لإرسال قوات إلى بيلاروسيا بحجة التدريبات"، مضيفا أن ذلك قد يكون بداية لعمليات ضد الدول الأوروبية المجاورة.
لكن الأدميرال جوزيبي كافو دراغون، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، قال إن الحلف غير قادر على تأكيد تحذير زيلينسكي بشأن بيلاروسيا.
هناك حديث متزايد عن جهود تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، حيث بدأ الرئيس دونالد ترامب محادثات مباشرة مع بوتن. لكن زيلينسكي حذر من أن الزعيم الروسي شريك غير موثوق به للغاية.
وقال زيلينسكي:"بوتين لا يستطيع أن يقدم ضمانات أمنية حقيقية. ليس فقط لأنه كاذب مريض ، ولكن لأن روسيا، في حالتها الحالية، تحتاج إلى الحرب للحفاظ على قوتها. ويجب حماية العالم من ذلك".
وقال زيلينسكي أيضًا إن أوكرانيا "لن تقبل أبدًا الصفقات التي تتم خلف ظهورنا دون مشاركتنا".
وعلى الرغم من تعليقات ترامب ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث بأن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي غير واردة في أي اتفاق سلام نهائي، أصر زيلينسكي على أن بلاده لها مستقبل في الحلف.
وقال زيلينسكي: "لن أستبعد أيضا عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي. لكن في الوقت الحالي يبدو أن العضو الأكثر نفوذا في حلف شمال الأطلسي هو بوتن لأن نزواته لديها القدرة على عرقلة قرارات حلف شمال الأطلسي".
لقاء مرتقب بين ترامب و بوتين
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار ترامب إلى أنه سيجتمع قريبًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لإبرام اتفاق سلام من شأنه أن ينهي القتال الذي بدأ بغزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022. ووبخه زيلينسكي يوم الأربعاء لأنه تحدث إلى بوتن أولاً، مدعيًا أن بلاده لن توافق على أي صفقات بدون وجود أوكرانيا على طاولة المفاوضات
وانتقد الرئيس ترامب مرارا وتكرارا الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بسبب عدم إنفاقها ما يكفي على الدفاع، وقال إن واشنطن لن تدافع عن أوروبا في حالة العدوان الروسي.
وفي أعقاب دعوات واشنطن، أعلنت بولندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا، وهي بعض من أقرب حلفاء أوكرانيا، فقط عن زيادات في الإنفاق في أعقاب التهديدات المحتملة الجديدة لأوروبا.
جوجل نيوز
تطبيق نبض
