خطة إسرائيلية جديدة لفرض سيطرتها على غزة: هل انتهت فرص الانسحاب؟
في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات حول نية إسرائيل في الانسحاب العسكري من قطاع غزة، كشفت تقارير عن خطة جديدة قدمها الجيش الإسرائيلي إلى الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لإدارة القطاع.
الخطة التي تتضمن فرض سيطرة إسرائيلية أكثر صرامة على غزة، جاءت وسط شكوك متزايدة حول التزام إسرائيل بالانسحاب العسكري الكامل الذي تم التفاوض عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
خطة مكونة من 3 مراحل: تفاصيل الخطة الإسرائيلية
الخطة الجديدة التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي تتكون من ثلاث مراحل رئيسية تهدف إلى إحكام السيطرة على قطاع غزة بشكل أكبر مما كان عليه الوضع قبل الحرب الأخيرة.
وفقًا للمسؤولين الإنسانيين، فقد تم مناقشة الخطة في اجتماعات مع ممثلي الأمم المتحدة ومسؤولين من وكالات إغاثة أخرى، حيث قدمت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة عسكرية مسؤولة عن توزيع المساعدات إلى الأراضي المحتلة، تصورًا مفصلًا لكيفية توزيع الإمدادات الإنسانية عبر مراكز لوجستية محكمة.
الفقاعات الإنسانية: نموذج جديد لإدارة المساعدات
تتضمن الخطة الإسرائيلية نموذجًا يعرف باسم "الفقاعات الإنسانية"، والذي كان قد جرب في شمال غزة قبل عام.
يقضي هذا النموذج بتوزيع المساعدات عبر مناطق صغيرة تخضع لرقابة مشددة، وهو ما قد يتوسع بمرور الوقت.
ورغم أن هذه الفكرة تم التخلي عنها بعد تجارب محدودة في الشمال، إلا أن إسرائيل تعيد إحيائها الآن في ظل مفاوضات متعلقة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والذي كان من المفترض أن يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بشكل كامل.
قبضة إسرائيلية مشددة على غزة: الخطة الجديدة
وكشفت وسائل الإعلام أن المراكز الإنسانية التي ستتم من خلالها توزيع المساعدات، قد تكون مؤمنة بواسطة شركات أمنية خاصة، لكنها ستظل تحت السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي.
وأحد أبرز ملامح الخطة الجديدة هو أن معبر كرم أبو سالم، الذي تسيطر عليه إسرائيل، سيكون هو المدخل الوحيد لإدخال المساعدات إلى غزة.
في حين أن معبر رفح الحدودي مع مصر سيظل مغلقًا بشكل دائم، ما يعني أن الحركة بين غزة والعالم الخارجي ستكون محكومة تمامًا من قبل إسرائيل.
سيطرة إسرائيلية على المساعدات الإنسانية والمنظمات
وفقًا للخطة، فإن المنظمات غير الحكومية العاملة في غزة يجب أن تكون مسجلة في إسرائيل، وسوف تُفرض عليها عمليات فحص شديدة لموظفيها.
وهو ما سيعني أن المساعدات الإنسانية لن تتمكن من دخول القطاع إلا من خلال معبر كرم أبو سالم، ما يجعل العمل في غزة صعبًا للغاية بالنسبة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تم حظرها من قبل إسرائيل.
هل ستؤدي هذه الخطة إلى تعزيز الاستقرار أم إلى تصعيد الأزمة؟
الخطة الإسرائيلية تثير العديد من الأسئلة حول أهداف إسرائيل في غزة ومواقفها المستقبلية تجاه قطاع غزة.
هل هذه الخطوة تشير إلى نية إسرائيل للبقاء في غزة لفترة أطول، أم أنها مجرد تحرك تكتيكي لإدارة الوضع الإنساني والاقتصادي في المنطقة؟ بينما يتم النظر في تطبيق الاتفاقات المتعلقة بوقف إطلاق النار، يظل السؤال: هل ستبقى إسرائيل متحكمة في غزة أم ستلتزم بخطط الانسحاب العسكري والتسوية السلمية
تطبيق نبض